نهاية موسم.. وحكاية موسم مُنْتَظر

المعتصم البوسعيدي

في عالم كرة القدم، يأتي موسم ويرحل موسم، وما بينهما "استراحة محارب" تُستجمع فيها الأنفاس، قبل العودة للميدان لبداية "معركة" جديدة. ولا شك أنَّ المحاربين كُثر، وطموحاتهم مختلفة، وبمقدار الاستراحة تأتي النتائج وتتنوَّع النهايات، ومع نهاية الموسم الكروي يأخذ اللاعبون إجازاتهم، والكيِّس الفطن من اللاعبين من يعي معنى الإجازة وماهيتها، لذلك تجد تعامله ليس راحة ونسيانا للرياضة، وليس إجهادًا وشقاء.

في الشأن المحلي، انتهى الموسم مع بداية شهر رمضان المبارك، وبالتأكيد فإنَّ اللاعبين سيخضعون لراحة من أنديتهم، وتبقى استحقاقات المنتخبات الوطنية، والراحة هنا لا تعني التوقف التام؛ فذلك سيؤثر بشكل في اللياقة البدنية حتى بعد الانتظام في التدريبات، لكن الوضع معنا يبدو مُغايرًا وليس متعلقًا بالتوقف التام عن الرياضة؛ حيث نجد مجموعة لاعبي الأندية ينخرطون في بطولات رمضانية ومسابقة فرق أهلية خاصة مع بدء بطولة "شجعك فريقك" التي تشرف عليها وزارة الشؤون الرياضية، وحسنًا فعل الاتحاد العماني لكرة القدم عندما منع لاعبي المنتخب من المشاركة في مثل هذه البطولات.

في الموسم المنصرم أشتكت أندية مثل السويق وصحم من ضغط المباريات، وفي كل موسم تعاني الأندية من التأخر في الإعداد، والبحث في الأندية جارِ -أغلب الأحيان- عن لاعبيها الملتزمين مع فرقهم الأهلية، أو باستشفاء العائدين للنادي والمستهلكين بدنيًّا في وضع يصعب التعامل معه، والمسؤولية في هذا الجانب مشتركة بين النادي واللاعب، إضافة لوزارة الشؤون الرياضية التي كان يجب عليها صياغة بطولة "شجعك فريقك" بطريقة جديدة واختيار التوقيت المناسب. أمَّا النادي، فعليه وضع برنامج الإعداد مع نهاية الموسم وتوضيح الصورة للاعب وإلزامه -إن احتاج الأمر - باتباع برنامج إعداد شامل خلال إجازته للحفاظ معدل لياقة جيد، واللاعب نفسه يجب أن يدرك أهدافه وماذا يريد؟! مما سيجعل منه لاعب محترف، ولو كان هاويا. أمَّا دون ذلك، فالهواية ستطغى على تصرفاته، وبالتالي فمستواه لن يتعدى حواجز عالية، لن تخدمه شخصيًّا ولن تخدم ناديه بشكل عام.

وَبِما أنَّ الحديث عن الموسم ونهايته، فإبرام العقود مع اللاعبين والتجديد لهم التي اطلعنا عليها خلال الأيام الماضية، يُعدُّ من الحسنات الجيدة التي ترسم أملًا جديدًا لتنفيذ الأندية لبرامجها الإعدادية بمنهجية -لو تمت- سترفع من مستوى الدوري بلا شك. ومن الجيِّد استغلال مجموعة من الفرص المتاحة لإعداد اللاعبين، وشخصيًّا أرى ضرورة الاستفادة من البقع الجغرافية المهمة في السلطنة لتأهيل اللاعبين؛ مثل: موسم الخريف بمحافظة ظفار، والجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، هذه البقعة التي كانتْ من المؤمل أن تكون مركزًا رياضيًّا مهمًّا لتأهيل الأبطال الرياضيين في عُمان، لكنها "هيهات هيهات"، علاوة على المعسكرات الخارجية حسب المقدرة المالية لأنديتنا، وما أدراك ما المقدرة المالية؟!

حكاية الموسم المقبل على أي حال، ستشهد زعيم وجد مكانته بعد غياب، وقلعة صفراء يزداد عِتادها، ونسور شبابية جائعة، ومارد ضاق بفانوسه، وملك فنجاوي يفتش عن تاجه المفقود، ونصر تاهت رأية نصره، ونهضة تبحث عن شروقها الجديد، وجماهير خضراء تريد أخضر مستمر، وسفينة صحماوية تحاول مجابهة أمواج عاتية، وفارس ينادي صهوته حصانه، وزمان وصل عماني يا ليت يعود، ومرباط بذكرى سنوات خلت، والمضيبي وقفزة غزال جميل تحتاج لروح أسد، وسلام الأقوياء بنهج السلام، وكل الحكاية تعتمد على البداية، فهل أنديتنا مستعدة -حقًا- لذلك؟!