حمود بن علي الطوقي

ربما آخر الليل هو الوقت الأنسب لتواصل الأصدقاء عبر هذا العالم الافتراضي فالنشاط الذهني للمُغردين يزيد في هذا الوقت، هكذا اتخيل أصدقائي كل في ركنه يُتابع ويتواصل مع أصدقائه ويناقشون قضايا قد تكون مهمة أو حتى تافهة المهم أنهم وجدوا الطريق والوسيلة الأمثل للتسلية والتواصل بهدوء في سكون الليل، اعترف وأنا واحد منهم تربطني علاقات عبر هذا العالم الافتراضي فهذا العالم يخيل إلي أنه أصبح أكثر قربًا وترابطاً بين بني البشر.

لم أكن أتوقع يومًا من الأيام أن تكون المسافة قريبة بيننا نحن بني البشر إلى حد التعرف على أدق التفاصيل والتحركات مع الطرف الآخر، عجيب هذا الاختراع الذي قرب المسافات واختصر الوقت والزمن وأصبح التواصل الاجتماعي أمراً في غاية السهولة، والتعرف على أصدقاء جدد في غاية البساطة، إنه الاختراع الذي طرق هواتفنا الذكية وحصرنا في مخالبه وقدم لنا خدمة جليلة واختراعا خلاقا إنه الواتساب.

من خلال هذا البرنامج الجميل والسهل المفيد أتواصل يوميا مع مجموعة من الجروبات وكل جروب له فكره وسياسته في النشر هذه المجموعات تنتعش في آخر الليل من خلال تبادل الأخبار والمواضيع وفتح باب النقاشات مع مجموعات وأصدقاء وزملاء المهنة من الداخل والخارج، أصبحنا نتواصل وكأن الواحد منّا يرى الآخر بسهولة ويُسر في وقت وزمن قصير لا يتعدى العشر ثوان.

أتواصل يومياً مع مجموعة الأصدقاء في مجموعات مختلفة فذاكرة هاتفي تضم قرابة 70 مجموعة واتسابية وأضحت هذه المجموعات أداة مهمة للحوار وتبادل المعلومات وأيضا نشر ونقل الإشاعات أو نفيها فرغم وجود هذا الكم من المجموعات والتي يضم بعضها قرابة 200 عضو إلا أن هناك مجموعات أحرص على متابعتها لرقي ما تطرح من المناقشات وانسجام أعضائها فمن هذه المجموعات مجموعة جروب "أكدال" وأكدال هذا حي بمدينة الرباط المغربية وأعضاء الجروب من الطلبة الدارسين في المغرب الشقيق وهناك جروب "العائلة" وجروب "الإعلاميين" ينضوي تحته نخبة وكوكبة من الإعلاميين من خلال هذا الجروب نناقش قضايانا الإعلامية ونتبادل الموضوعات، وجروب آخر بعنوان G2 أسسه رجل الأعمال الأستاذ جميل سلطان، وهو جروب يضم نخبة منتقاة من الأكاديميين ومسؤولين ورجال أعمال، ومن المجموعات الواتسابية أيضاً جروب رواد الأعمال ويناقش العديد من القضايا التي تهم مشاريع رواد الأعمال ويتابع هذا الجروب عدد من المسؤولين من العاملين في صندوق الرفد وريادة.

هناك أيضا جروبات السبلة الاقتصادية والسبلة السياحية والسبلة الرياضية أسسها الأستاذ خليل الخنجي وقد تكون من المجموعات التي أستطيع أن أطلق عليها المجموعة الذهبية نظرا للطرح الجاد والمناقشات العقلانية بعيداً عن الشحونات.

في الصباح الباكر يتبادل الأصدقاء التبريكات والدعاء بأن يجعل الله يومنا يوما جميلا، زميلنا العزيز الأستاذ حاتم الطائي يطل علينا بطلة جميلة من خلال نشر أبرز العناوين بجريدة الرؤية، أصدقاؤنا في بقية الجروبات يتبادلون الموضوعات والصور، تصلني أخبار نيوزلاند من خلال التواصل مع الصديق والزميل الإعلامي البحريني محمد الساعي ومن الخُبر من خلال الصديق الأستاذ حسين العوامي وتصلني أخبار تركيا من خلال أصدقائنا الأتراك. كما تصلني أخبار اليمن والعراق وفلسطين والمغرب والأردن والكويت من خلال جروب (IMF/TR). كما أتواصل أيضا مع زملائي في جروب الخليج بيتنا والذي أسسه الدكتور طارق الشمري من دولة الكويت ويضم الجروب كوكبة منتقاة من أبناء دول المجلس حيث يتمركز الحوار حول الوحدة الخليجية والتعاون وإبراز المواهب الخليجية.

وأتواصل أيضا مع جروب "VIP" ويضم مجموعة من المسؤولين وصناع القرار، جروبات عديدة قربتنا لنكون أكثر حضورا ولقاءً بعيدا عن الرسميات.

ومجموعة أخرى وهي مجموعة أصدقاء الطفولة وهذه المجموعة تضم الطلبة الدارسين في مدرسة المتنبي بإبراء في بداية النهضة المباركة واستمتع بالحوارات، ويتم تداول الصور التذكارية للطلبة والهيئة التدريسية، وهناك أيضا مجموعة دول التعاون وهذه المجوعة تضم أيضا أعضاء من دول المجلس تضم كوكبة من المسؤولين ورجال الأعمال والصحفيين وتركز في نقاشاتها القضايا التي تهمنا كدول المجلس ومن الجروبات التي أحرص على متابعتها جروب يضم طلبة مدرسة روي الثانوية وبالتحديد خريجي عام 1988.

أصبح التعامل مع الواتساب شيئا ضروريا وقلت المكالمات التي كانت تؤثر على طبقة الأذن وحسب الإحصائيات فإن فواتير هواتف النقال قد انخفضت عندما بدأ الواتساب الظهور في عالم الاتصالات.

وعلى الرغم من قناعتي بأهمية هذه الوسيلة إلا أنها لا تخلو من السلبيات المدمرة والمؤثرة هذه السلبيات جديرة بأن توضع في ميزان البحث للتباحث حول الطرق الكفيلة للحد منها، والتخفيف من أن نتركها تستحوذ علينا بنسبة 100%.. ولذلك شكرا للواتساب، لكن حذاري من استغلاله السيئ فقد يحدث ما لا يحمد عقباه!.