شوفتك مولانا.. أمان

 

خلفان الطوقي

 

عندما يطلُ مولانا السُّلطان على شاشات التلفزة فإنَّ الأمان والطمأنينة تطل من حولنا، وما إن ينتشر خبر ترؤس مولانا السلطان المُفدى لمجلس الوزراء المُوقر، إلا وتجد الناس من كل بقاع عمان وخارجها تتأهب لرؤية وجهه الباهي وتدعو له بالصحة والعافية والعمر المديد، وتبدأ وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها في تداول تفاصيل حركاته وهمساته، وما ذلك إلا دليلا دامغاً على عشق شعب عمان الأبي لقائد المسيرة العطرة.

أجد نفسي حبا وكرامة أكتب أسطرا تعبر عن معنى كلمة (أمان) بعد كل مرة يطل علينا فيها حاكم البلاد، هي أمان لشعبه وإشارة بأنَّ أبانا الروحي عالي المقام موجود فيما بيننا يتلمس حاجاتنا ويسعى لإصدار توجيهاته السامية النافذة، ويوجهنا بأن نسعى من وراءه لتكملة العمل لتستمر أمجاد عمان الخالدة، ويدعونا أن نحافظ على الوعد الذي قطعناه على أنفسنا وهو أن نخدم عُمان ما حيينا بكل غالٍ ونفيس، وذكرنا بأنّ الحلول لا تتأتى بالتراخي والاستسلام بل بالعمل والتنفيذ ومضاعفة الجهود وتجميع القوى بين حين وآخر.

(أمان) لمجلس الوزراء الموقر بأن رئيس مجلسه المعظم يتابع أعماله بنفسه ويتأكد بأنَّ سفينة العطاء مستمرة، مقارنا ومقيما بين توجيهاته السامية وما تم تنفيذه فعلياً لكل ما هو في مصلحة الوطن والمواطن، مكافئاً لكل من اجتهد وضحى لرفعة شأن السلطنة وعلمها المرفرف عاليًا، ومحاسبا جلالته لكل من عرقل أو يحاول عرقلة خطط التنمية المستدامة أو تراخى في خدمة الصالح العام.

(أمان) للمواطن والمقيم على حد سواء الذي تعود من يديه الكريمتين ولسانه العطر كل بشائر الخير المطمئنة للقلوب، وأن عمان بقيادته العادلة لن يظلم فيها مواطن أو مقيم أو زائر ولن يبخس حق أحد عن عمد، أمان بحكمكم وأمان بترسيخ قيم المواطنة العادلة التي لا تفرق بين أحد منِّا مستندة لدور المؤسسات المختلفة، وتفرض علينا المبدأ الراسخ عند كل مواطن في كل ما يقوم به، والالتزام الأبدي وهو أنَّ (عمان أولا) مراعيا المحافظة على منجزات النهضة المباركة وتاريخ عمان الضارب في الجذور، ساعيًا لتكملة هذه المسيرة المباركة ومضاعفاً للجهود التنفيذية وبكل بسالة وإقدام وعزم التي يمكن من خلالها استدامة خطط الحاضر والمستقبل وسط المتغيرات والتحديات اليومية الداخلية والخارجية.

طلة مولانا الشامخة هي (أمان) وحصانة لكل مُتابع للأحداث الاقتصادية والسياسية من الخارج ليتأكد أنَّ قابوسنا حاضر في وسط المشهد وموجه عظيم لرحلة شاقة مداها لا ينتهي، محفزا لهم بالقدوم لأرض الخير والتي لا تنبت إلا خيرا وعطاء وحكمة وسلاما لا ينتهي، مذكرا مولانا بأنَّ الصعاب والتحديات هي جزء أساسي من الرحلة، والتعامل معها لا يكون إلا بالحكمة والتعلم والتعامل مع المعطيات المتوفرة واختيار ما هو مناسب للمواطن والمستثمر من داخل السلطنة وخارجها، مذكرًا الجميع سواء مواطنيه أو الدول الشقيقة والصديقة بأنَّ عُمان لها ثوابت للسياسة الخارجية وأهمها السلام والتعاون المشترك لما يخدم الإنسانية وعدم التدخل في شؤون الدول والبحث العميق والذكي عن الحلول السلمية التي تبعد المنطقة عن التوترات والتصعيد نحو الشقاق وجر المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه.

خروج مولانا لنا (أمان) لتجديد العقد المتين فيما بيننا الذي يجمعنا كوحدة متراصة بين الأب وأبنائه وترسيخ مبدأ الولاء والطاعة لمؤسس حضارة عمان الحديثة، وتعزيز الحب الأبوي الأبدي الذي يبعث الطمأنينة بعد كل لقاء، ويجمع كل ما في هذه الأرض السخية من ولدان وشيباً في دعاء واحد صادق خالص وهو أن يمد الله جل جلاله في عمر مولانا، ويرزقه الصحة والعافية ويبعد عنه السقم ويزيد من طلاته البهية علينا، اللهم فأقبل دعاءنا هذا إنك سميع مجيب الدعاء.. اللهم آمين.