إضاءة

ماذا "لو".. أنّ!

مسعود الحمداني

(1)

ماذا لو..

طبّق بعض المسؤولين القرارات التي يصدرونها من مكاتبهم على أنفسهم، وكانوا قدوة لغيرهم؟!! أعتقد بأنّه سيكون لهذه القرارات مصداقية أكبر.. وسيتفهمها الناس بشكل أفضل، أما إن يصدر المسؤول قرارًا ليكون أول من يخرقه.. فتلك مسألة فيها نظر..

(2)

ماذا لو..

بادر معظم المسؤولين لدينا بالعلاج في مستشفيات السلطنة، ولم يغادروا إلى دول أوروبا للبحث عن أدوية الكحة والزكام؟!!.. أعتقد أنّ هذا سيجعل المواطنين أكثر ثقة في الخدمات الصحية في البلاد..

أمّا إن يسافر بعض المسؤولين ليبحثوا عن العلاج في بلاد (الغربة) ويدعون في نفس الوقت إلى الثقة في المستشفيات الحكومية.. فتلك مسألة فيها نظر..

(3)

ماذا لو..

قضى معظم المسؤولين إجازاتهم السنوية الصيفية في السلطنة، بدلا من الذهاب إلى بلدان أوربا وآسيا للاستمتاع بالمناظر الخلابة، والخدمات الترفيهية العالية هناك، في حين أنّهم يدعون الآخرين للسياحة الداخلية حيث (الأمن والسلام)؟!!

أعتقد أنّهم لو فعلوا ذلك لاهتموا أكثر بتوفير الخدمات السياحية في بلادهم- لخدمتهم على الأقل-.. أما إن يدعوا الآخرين لزيارة السلطنة، وينادوا بالسياحة الداخلية، بينما هم (يهربون) لقضاء إجازاتهم في الخارج، فتلك مسألة فيها نظر..

(4)

ماذا لو..

تم تطبيق نظام الذمة المالية على المسؤولين الذين يأتي بعضهم إلى مناصبهم (خفافا)، مثقلين بالديون، ويخرجون من كراسيهم وهم يحملون (أثقالا) من الأرصدة التي لا يعلم مصدرها إلا الله.. والراسخون في العلم؟!!

أعتقد أنه لو تم تطبيق ذلك لبارت سلع الكثيرين.. أمّا إن ينفد البعض بجلده من سوط القانون بعد إثراء مشكوك فيه.. فتلك مسألة فيها نظر.

(5)

ماذا لو..

ساهم بعض الأثرياء الذين أثروا من خلال مناصبهم، أو من خلال استفادتهم من مصالحهم المتشابكة مع بعض المتنفذين، أو من خلال العطايا والهبات، ماذا لو ساهم هؤلاء بجزء (محترم) من أموالهم المتخمة في البنوك لإنقاذ الوضع المالي الحالي؟!!

أعتقد بأنّ على هؤلاء دَينا لهذا الوطن.. وحان الوقت لتسديده.. أمّا إن يأخذوا كل شيء دون أن يعطوا شيئا فتلك مسألة فيها نظر.

(6)

ماذا لو..

صمت بعض المسؤولين عن التصريح لوسائل الإعلام ـ بمناسبة وغير مناسبة ـ لإقناع الناس بما لا يتوافق مع العقل والمنطق، من خلال تصريحات غير مسؤولة، وغير محسوبة النتائج، مما يثير الشارع العام، ويزيد من سخط الناس؟!!.

أعتقد أنّ الصمت حكمة أحيانًا.. أمّا إن تكثر التصريحات في الاتجاه المعاكس ودون رقيب فتلك مسألة فيها نظر..

(7)

يقال إنّ (لو) تفتح عمل الشيطان.. لذلك علينا أن نغلق هذا الباب، كي لا يتسلل الشيطان ويفسد على البعض (أعمالهم)، فالأعمال بالنيات، ولا يعلم النيات إلا الله.. لذلك نثق بأنّ كثيرا من المسؤولين حريصون على هذا الوطن.

ولكن.. ماذا لو..

أزحنا الكلام والشعارات جانبا، وبدأنا بالعمل والتطبيق؟!!.

أعتقد أنّ ذلك.. أجدى نفعا.

 

Samawat2004@liv.com