زخم إعلامي وحضور محلي ودولي واسع على مدى يومين.. و13 ورقة عمل قدمت رؤية متكاملة حول واقع ومستقبل القطاع في السلطنة

"منتدى عمان البيئي" يوصي بوضع إستراتيجية وطنية شاملة لتحقيق الاستدامة البيئية.. ويدعو لضمان التخلص الآمن من النفايات عبر التدوير

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ الحارثي: "التربية" تُسهم في تنشئة الأجيال على حماية البيئة وصون الطبيعة

◄ المعولية: جهود حثيثة لتنمية الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة

◄ اللواتية: "جمعية البيئة" تنفِّذ العديد من الدراسات البحثية والأنشطة التوعوية

◄ البروفيسور مايكل يانسين يستعرض استدامة البيئة في حفظ التنوع الأحيائي

◄ د. علي اللواتي يناقش الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للموارد الورقية النباتية

◄ هيثم سليمان يستعرض سلوك الوعل العربي في محمية وادي السرين

◄ تنظيم العديد من البرامج والمناشط التربوية الرامية لتعزيز الوعي البيئي

◄ إشادة الحضور بعرض فيلم "المهاجر.. الصقر الأدهم"

◄ معرض "من أجل عُمان.. نحميها" يبرز جماليات البيئة العُمانية

أوْصَى مُنتدى عُمان البيئي الأول -الذي عُقِد على مَدَى يوميْن بعنوان "الاستدامة في البيئة العمانية.. تحديات وآفاق مستقبلية"- بوضع إستراتيجية وطنية شاملة لتنفيذ البرامج الكفيلة بتحقيق التنمية البيئية المستدامة للأجيال القادمة، بما يتكامل مع الأجندة العالمية 2030. ورعى ختام الفعاليات -في يومها الثاني- مَعَالي مُحمَّد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، بمشاركة خبراء ومختصين استعرضوا حزمة من أوراق العمل الثرية عبر 4 محاور رئيسية.

وشملتْ التوصيات تشجيعَ تدوير النفايات وتوظيف الإستراتيجيات القائمة في إدارة المخلفات الصلبة والسائلة، عبر مرافق متخصصة بمختلف المحافظات، علاوة على أهمية ضمان التخلص الآمن من النفايات وفق أعلى المعايير العالمية. وأوْصَى المشاركون في المنتدى بأهمية العمل بمبادئ الحوكمة البيئية في كلِّ ما يتصل بالأنشطة التنموية، ووضع إستراتيجية توعوية وتثقيفية للنهوض بإجراءات حماية البيئة، ونشر المعارف الخاصة بآليات وسبل الحفاظ على البيئة وحمايتها وتحقيق التنمية المستدامة.

الرُّؤية - إيمان الحريبيَّة - مدرين المكتوميَّة

تصوير/ راشد الكندي

واستُهِلَّت أعمال اليوم الثاني بعرض فيلم "البيئة العُمانية" من إنتاج المركز الميداني في مجال حفظ البيئة. ومن ثمَّ بدأ المحور الثالث من أعمال المُنتدى بعنوان "إستراتيجية التوعية والتعليم البيئي"؛ حيث ألقى سعادة الدُّكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، ورقة عمل بعنوان "التثقيف البيئي.. مطلب مرحلي". وقال الحارثي: إنَّ التنمية المستدامة استقطبت اهتمام التربويين ليوظفوا عناصرها في العملية التربوية؛ حيث ركزوا على تنشئة المتعلم ليصبح مواطنا مسؤولا وعاملا منتجا في وطنه. وأضاف الحارثي بأنَّ من أبرز أشكال المواطنة غرس القيم والمبادئ؛ باعتبار هذه القيم الأساسَ في شخصية المواطن العُماني الذي ينطلق منها في جميع تصرفاته، وكل فرد لديه بعض القيم منذ نشأته الأولى من خلال غرس الأسرة لتلك القيم في نفوس أبنائها، ومن ثم يأتي دور وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمدرسة كمؤسسة مجتمعية تُسهم في تنشئة الفرد أو الجيل ككل على قيم المجتمع وولائه لوطنه.

أنشطة توعوية

وبيَّن أنَّ وزارة التربية والتعليم تَسْعَى من خلال مديرياتها في مُختلف المحافظات -ومن خلال برامجها وأنشطتها التوعية، وفرق العمل، وبرامج الإنماء المهني والتدريبي والدراسات والبحوث- إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ المتمثلة في: غرس القيم والمبادئ التي تحث على المحافظة على الهوية الوطنية.

وتابع بأنَّ وزارة التربية والتعليم خَطَت خُطوات كبيرة في معالجة الموضوعات الأساسية في التربية من أجل التنمية المستدامة. مشيرا إلى أنَّ التطويرَ المستمرَ للمناهج والكتب الدراسية في كلٍّ من التعليم الأساسي والعام يأخذ في الحسبان معالجة هذه المواضيع الرئيسية. وزاد بأنَّه يجري حاليا تزويد الطلاب بالمعارف والمهارات والقيم التي من شأنها أن تُساعدهم على زيادة الفهم للاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وتسمح لهم بالمشاركة في إيجاد حلول للتنمية المستدامة. وفيما يخص المناهج الدراسية، قال سعادته: إنها تتضمن قضايا التنمية المستدامة؛ كقضية التغلب على الفقر والقيم ذات العلاقة بالسلام والتفاهم بين الثقافات وتعزيز الشعور بالانتماء للوطن...وغيرها من القضايا. وأضاف بأنَّه تم طرح قضايا الإنتاج والاستهلاك المستدام في مادتي العلوم والدراسات الاجتماعية، كما أنَّ مناهج الصفين الحادي والثاني عشر تتطرق إلى موضوعات عديدة؛ مثل: النمو الاقتصادي والتوظيف والمهارات الإدارية والمالية، كما تُسهم المقررات الجديدة في مادة تقنية المعلومات والاتصالات في زيادة وعي الطلاب من خلال حصولهم على المعلومات في هذه القضايا والموضوعات الحاسمة.

ولفتَ الحارثي إلى أنَّ دائرة البرامج الإرشادية والتوعوية بالوزارة نظَّمت العديد من برامج التوعية والإرشاد التي تحث على التمسك بالقيم والمبادئ الداعية للمحافظة على الموروث الوطني وتحقيق المواطنة الصالحة؛ مثل: حصص التوجيه والبرامج الإرشادية والمطويات والنشرات، وتنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تسعى لغرس القيم والمبادئ للحد من السلوكيات السلبية والتحلي ببعض الصفات والقيم الإيجابية؛ مثل: الشراكة المجتمعية للإخصائيين الاجتماعيين وأكاديمية تطوير الذات ومشروع "أفتخر بشخصيتي"..وغيرها الكثير من المشاريع. وأضاف بأنَّ الجهودَ تتضمَّن كذلك إصدار مجموعة من الأدلة والنشرات التوجيهية تشمل عددًا من الأساليب والإجراءات التربوية التي تعيِّن المستهدفين منها في الحد من السلوكيات غير المرغوبة وتعديل وتقويم السلوكيات؛ مثل دليل الانفعالات، ودليل إدارة السلوك الطلابي، وأدلة تثقيف الأقران...وغيرها، بجانب عقد العديد من اللقاءات والفعاليات في نشر بعض الرسائل التوعية للطلاب؛ كالحلقات النقاشية والجلسات الإرشادية ولقاءات أولياء الأمور والبرامج الموجهه للطلاب من خلال الإذاعة المدرسية واستغلال مجالس الآباء والأمهات والأيام الثقافية والرياضية المفتوحة، ووضع خطط تدريبية وإنماء مهني، تتضمَّن مواضيع وأوراق عمل تهدف لتدريب المستهدفين على كيفية التعامل مع بعض السلوكيات غير المرغوبة والظواهر السلبية مثل الإساءة بجميع أشكالها والإدمان على المخدرات والتحرشات.

القيم والاتجاهات

وبيَّن سعادته أنَّ دائرة التعليم المستمر بوزارة التربية والتعليم، وركَّزتْ مناهج التعليم المستمر -والتي تعمل على مكافحة الأمية؛ كونها من العناصر التي تعيق التنمية المستدامة- على تنمية القيم والاتجاهات في نفوس الدارسين لجعلهم قادرين على ممارسة أدوارهم الأسرية والمجتمعية بنجاح وتوظيف المهارات والمعارف في الحياة اليومية؛ من خلال التطبيق العملي وحل المشكلات، تماشيا مع مستجدات العصر الحديث، بجانب الاستعانة بخريجي شهادة دبلوم التعليم العام للقيام بالتدريس في فصول محو الأمية؛ للتأكيد على أنَّ المشاركة في مجال محو الأمية مسؤولية وطنية تضامنية وتشجيع المبادرات التطوعية الفردية والجماعية. واستطرد قائلا: إنَّ مِنْ بَيْن الجهود تنفيذ مشروع "القرية المتعلمة" الذي يهدف لمحو أمية القاطنين بالقرى وتعميق روح التعاون والمشاركة الجماعية من خلال العمل التطوعي، ورفع مستوى الوعي الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والقضاء على الظواهر السلبية والمعتقدات الخاطئة في المجتمع، وإصدار كتيبات سلسة أدلة المهارات الحياتية للراشدين وكتيبات سلسلة "اقرأ" للراشدين، والتي تهدف لمحو الأمية الحضارية وتوظيف المهارات المكتسبة في نواحي الحياة الاجتماعية للتكيف مع الظروف الاقتصادية والاستفادة من كل الفرص المتاحة.

وتحدَّث سعادته عن جهود دائرة برامج المواطنة والتنمية المستدامة والتي نفذت برامج تدريبية على المستوى المركزي واللامركزي لتحقيق أهداف التربية على المواطنة؛ مثل برنامج "المواطنة وقيم الوظيفة التربوية"، وبرنامج "قيم المواطنة في المناهج الدراسية وطرق التدريس"، وبرنامج "إستراتيجيات تعزيز ثقافة الحوار لدى الطلاب"...إلخ، وتنفيذ العديد من المشاريع لنشر ثقافة المواطنة لدى جميع شرائح الحقل التربوي والتعريف بمناشط وفعاليات الحقل التربوي فيما يخص تربية الموطنة؛ مثل: مشروع الصفحة الإلكترونية "التربية على المواطنة" المرتبطة بالبوابة التعليمية، ومشروع نشرة "التربية على المواطنة"، كما تمَّ تنفيذ برنامج "سفير الوطن" والذي يُعْنَى بالطلاب المرشحين لتمثيل السلطنة بالمشاركة في المناسبات والفعاليات والمحافل الإقليمية والدولية، والذي يُؤكِّد أهمية الاعتزاز بالهوية الوطنية والمحافظة عليها في الخارج.

جَهْد توعوي متواصل

وقدَّمتْ مُوزة بنت علي المعولية مديرة دائرة التوعية والإعلام بوزارة البيئة والشؤون المناخية، ورقة عمل بعنوان "البيئة والشؤون المناخية.. جهد متواصل لنشر الوعي البيئي"؛ استعرضت جهود وزارة البيئة والشؤون المناخية في نشر الوعي، ونبذة عن البيئة العُمانية، وما تتميز به من ثرائها الأحيائي، وأهم التحديات البيئية في السلطنة ودور الوزارة في نشر الوعي وحماية البيئة؛ من خلال مرتكزات العمل التوعوي والإعلامي ومواقع التواصل الاجتماعي.

وتحدَّثتْ المعولية عن خصائص البيئة العمانية، وقالت إنَّها تطل على بحر العرب والخليج العربي وبحر عمان ويبلغ طول سواحلها 3165كم، فيما تشغل الصحراء مساحة كبيرة من أراضيها، وتغطي معظم مناطقها سلاسل من الجبال والسهول، كما تتميَّز بثراء في التنوع الأحيائي، وتنوع البيئات الطبيعية، وتضم 18 محمية طبيعية. وأبرزت المعولية الأهداف العامة للتوعية في الوزارة، وقالت إنها تتمثل في رفع مستوى الوعي بقضايا البيئة المحلية والإقليمية والدولية المتعلقة بالنظم البيئية والمناخية، وإشراك الجمهور في رقابة وحماية البيئة وصون الموارد الطبيعية وتحقيق مبادئ التنمية المستدامة، وتعزيز الاتجاهات والميول والقيم الإيجابية المستدامة وتوضيح السلبيات.

وأوْضَحَت المعولية جهودَ الوزارة في نشر الثقافة والتوعية والتعليم البيئي في المجتمع؛ منها: إعداد منهج للعمل التوعوي والإعلامي، والذي يرتكز على التعليم البيئي والتثقيف البيئي والإعلام البيئي والاتصال المباشر؛ بهدف ترسيخ الوعي البيئي الشامل والمتكامل.

وفيما يتعلَّق بالتعليم البيئي، قالت المعولية: إنَّ هناك تعاونا مشتركا ومستمرا بين وزارة البيئة والشؤون المناخية ووزارة التربية والتعليم؛ حيث تم إعداد وثيقة التربية البيئية من أجل التنمية المستدامة في المناهج العُمانية. وأضافت بأنَّ مِن بَيْن الجهود: دَعْم وزارة البيئة لبرنامج التنمية المعرفية الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم، خصوصا في مادة الجغرافيا البيئية، ورفده بكل ما هو جديد في مجال البيئة والمناخ والموارد الطبيعية، والتي تُساعد الطلاب على فهم الكثير من الظواهر والقضايا البيئية، علاوة على تنمية الاتجاهات والميول والسلوكيات البيئية الايجابية لديهم. وأوضحتْ أنَّ الوزارة أعدَّتْ كُتيب "دور المواطن في الحفاظ على البيئة"، وهو من الكتيبات المساعدة لتعليم الكبار، بجانب التعاون مع مؤسسات التعليم العالي.

وَحَوْل التثقيف البيئي، بيَّنتْ أنَّ الوزارة أصْدَرَت عدداً من المطبوعات البيئية والكتيبات والمطويات والملصقات، وجميعها تتناول قضايا البيئة وجهود الوزارة في هذا الصدد، كما تحُث على تغيير المفاهيم والقيم والسلوكيات البيئية السلبية. وَمَضَت المعولية في عرض ورقة عملها، وقالت إنَّه وانطلاقاً من الرُّؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قائد البلاد المفدى بأهمية زيادة التوعية في المجتمع بمختلف أشكالها وطرقها، فقد انتهجت الوزارة منهجا علميا جديدا في التوعية البيئية، قائما على المشاركة الإيجابية لمختلف القطاعات وأفراد المجتمع؛ بهدف تعزيز الوعي البيئي من خلال الحوار والمناقشة والتشاور؛ بحيث يمكنهم التأثير بإيجابية في عمليات صنع القرار وتحمل المسؤولية المشتركة لحماية البيئة وتحقيق مبادئ التنمية المستدامة.

وَحَوْل خطط الوزارة في المستقبل، قالت: إنَّ هناك خططًا لتكثيف برامج التوعية والتثقيف في أنماط الإنتاج والاستهلاك المستدام، وصون التنوع الأحيائي، والصيد الجائر، والتكيف مع التغيرات المناخية، علاوة على العمل على تعزيز الشراكة المجتمعية في معالجة القضايا البيئية، وتكثيف البرامج البيئية في الاذاعة والتليفزيون.

المسؤولية الاجتماعية

إلى ذلك، قدَّمتْ يُسرى بنت مرتضى جعفر اللواتية مديرة العلاقات العامة بجمعية البيئة العُمانية، ورقة عمل بعنوان "جمعية البيئة العُمانية.. المسؤولية الاجتماعية في تحقيق الاستدامة"، واستعرضتْ دور الجمعية والمسؤولية المجتمعية في تحقيق الاستدامة. واستهلَّت ورقة العمل بالحديث عن نشأة الجمعية وأدوارها وأهدافها التي تسعى للوصول إليها. مشيرة إلى النشاط التوعوي للجمعية، والمتمثل في الحملات التوعوية من خلال الدراسات والأنشطة المختلفة، فضلا عن الإعلام التوعوي، والذي ينقسم إلى شقين: رقمي وتقليدي. وبيَّنتْ أنَّ الجمعية وضعت العديد من الدراسات البيئية؛ منها: دراسات حول الرخمة المصرية، والحيتان الحدباء، وأشجاراللبان، والسلاحف. كما تحدَّثتْ اللواتية عن الأنشطة الطلابية الخاصة بالتوعية البيئية؛ سواء عبر الأنشطة الصيفية أو النوادي البيئية أو مسابقة الخطابة البيئية. وأبْرَزَت مديرة العلاقات العامة بجمعية البيئة العُمانية، الأنشطة العامة للجمعية، وذكرت أنَّ من بينها: مهرجان صلالة السياحي، ومحاضرات متنوعة، وأفلام بيئية، وزرع شتلات، وتنظيف الشواطئ، ومسابقة رمضان البيئية، وساعة الأرض. وأشارت إلى ما نفَّذته الجمعية من حملات إعلامية؛ منها: حملة إعلامية عن الحيتان، وحملة إعلامية عن السلاحف، وحملة إعلامية عن ساعة الأرض، وحملة إعلامية عن التنوع الاحيائي، وحملة إعلامية عن النظافة البيئية.

ومن ثمَّ انطلقت الجلسة النقاشية للمحور الثالث، وشارك فيها كلٌّ من المكرَّم الدُّكتور أحمد بن علي المشيخي رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الدولة، والمكرَّم حاتم بن حَمَد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرُّؤية، إلى جانب مُقدِّمي أوراق العمل في هذا المحور، وأدار الجلسة الإعلامي يوسف الهوتي رئيس قطاع الأخبار في الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون. وتناولت الجلسة مناقشة إستراتيجية التوعية والتعليم البيئي والتثقيف البيئي في وزارة التربية والتعليم من خلال دائرة التعليم المستمر من خلال جهود دائرة برامج المواطنة والتنمية المستدامة.

حفظ التنوع الأحيائي

فيما حمل المحور الرابع والأخير لأعمال المُنتدى عنوان "دور صون التنوع الأحيائي في تحقيق الاستدامة"، وشارك فيه البروفيسور مايكل يانسين من مركز بحوث ودراسات المحيط الهندي، بورقة عمل بعنوان "استدامة البيئة في حفظ التنوع الأحيائي.. بعض الأفكار النظرية وتطبيقاتها في عُمان". وقدَّم الدُّكتور خليفة الحجي مشرف البحث العلمي للبحث العلمي بمركز البحث الميداني في مجال حفظ البيئة، ورقة عمل؛ أكد من خلالها أن سلطنة عمان تزخر بتنوع حيوي فريد بحكم موقعها الإستراتيجي؛ حيث تتنوَّع الطبيعة الجغرافية ببيئات مختلفة، وكل بيئة من هذه البيئات لها ما يميزها ويتكيف معها من تنوع حيوي فريد، الحيواني منها أو النباتي. وقد امتدت أيدي الحضارة لتهدد وجود التنوع الحيوي لحاجة البناء والتعمير والتقدم البشري.

وتطرَّق المحور إلى التعريف بالمركز وأهدافه وسياساته، ومفهوم الاستدامة البيئية والتنوع الحيوي وجهود الحفاظ على التنوع الحيوي من خلال مشاريع المركز وأهمية الاستدامة البيئية في التخطيط الإستراتيجي.

وقدَّم الدُّكتور علي بن حسين اللواتي خبير الموارد الوراثية النباتية بمجلس البحث العلمي، ورقة عمل بعنوان "الموارد الوراثية النباتية.. الأهمية الاقتصادية والاجتماعية في عُمان"، أمَّا الباحث هيثم بن سليمان بن حميد الرَّواحي إخصائي حياة برية بمكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، فقدَّم ورقة عمل بعنوان "سلوك الوعل العربي في محمية وادي السرين الطبيعية". وتضمَّنت الجلسة النقاشية المصاحِبَة للمحور الأخير، والتي أدارها البروفيسور علي ناصر الخبير البيئي بوزارة البيئة والشؤون المناخية، وُشارك في الجلسة مُقدِّمو أو راق العمل ونخبة من المختصين. واختتمت الجلسات والمحاور بتلاوة التوصيات.

وفي الثالثة عصرا، تمَّ عرض فيلم "المهاجر.. الصقر الأدهم" في آخر فعالية لأعمال منتدى عُمان البيئي، من إنتاج مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني.

وتضمَّنتْ الفعاليات إقامة معرض للحياة الفطرية بعنوان "من أجل عُمان.. نحميها"، علاوة على أركان تعريفية للمؤسسات المشاركة في المنتدى؛ سواء الحكومية أو الخاصة، وزيارات ميدانية لمحميات طبيعية.

ويأتي المنتدى ثمرة لجهود مختلف المؤسسات المعنية بالشأن البيئي على مَدَى سنوات طويلة، أبانت فيها أهمية خلق التوازن في البيئة العمانية ومناقشة التحديات للاستفادة من التجارب العمانية، مع مُعالجة عدد من القضايا المتعلقة بالجوانب البيئية المختلفة في السلطنة.

ويعدُّ المنتدى الأول من نوعه في السلطنة، وتنظِّمه جريدة "الرُّؤية"، بالتعاون مع مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني ووزارة البيئة والشؤون المناخية، برِعَاية عددٍ من الشركات؛ منها: شركة تنمية نفط عمان، وشركة عُمان للغاز الطبيعي المسال، وشركة جلاس بوينت، وشركة بي.بي-عمان، وشركة شل عُمان، وشركة صحار ألمنيوم، وشركة أوربك، ومجموعة سعود بهوان.

تعليق عبر الفيس بوك