رئيس مجلس الدولة يفتتح "منتدى عمان البيئي" الأول.. وتحديات وآفاق الاستدامة تتصدر النقاشات

مسقط - الرؤية

افتتح معالي الدّكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة صباح اليوم الأربعاء أعمال "منتدى عمان البيئي" في دوْرته الأولى، والذي ينعقد تحت عنوان "الاستدامة في البيئة العمانية.. التحديات والآفاق المستقبلية"، ويستمر على مدار يومين.
ويعدّ المنتدى الأوّل من نوْعِه في السلطنة، ويمثِّل نموذجا للشراكة بين مكْتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، وجريدة "الرّؤية". ويشارك في المنتدى عدد من الخبراء والمختصِّين والمهتمِّين بالشأن البيئي من داخل السلطنة وخارجها.
وقال معالي راعي الحفل في تصريح صحفي عقب الافتتاح: "سعدت برعاية وحضور مؤتمر عمان البيئي "الاستدامة في البيئة العمانية.. التحديات والآفاق المستقبلية"، والذي تنظمه جريدة الرؤية بالتعاون مع مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني". وأضاف المنذري أن الاهتمام بالبيئة ودراسة الإمكانات التي تزخر بها والتحديات التي تواجهها والنظم والقوانين التي تنظم التعامل معها والاستفادة منها، يعد من الموضوعات المهمة التي تولي كافة دول العالم الحديث، والعديد من المنظمات والمحافل الدولية اهتماما بالغا بها. وأكد أن السلطنة بفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- كانت- ولا تزال- من الدول الرائدة في هذا المجال؛ حيث تم إنشاء مكتب لحفظ البيئة عام 1974، ثم هيئة عامة لحماية البيئة ومكافحة التلوث عام 1978، تلاها إنشاء وزارة للبيئة عام 1984.
وتابع معاليه قائلا: "وتواصلا لاهتمام جلالته وعنايته بالبيئة، تم الاعلان عام 1989 عن جائزة عالمية تمنح للافراد والمنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية حول العالم، التي تقوم بجهود مميزة في مجال العمل البيئي والمحافظة على البيئة باسم جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة، وذلك أثناء زيارة جلالته- حفظه الله ورعاه- بمقر اليونسكو". وبين أن جهود السلطنة في هذا المجال تتواصل من قبل سائر المؤسسات التشريعية والتنفيذية والرقابية والقضائية ومعها مؤسسات المجتمع المدني، وذلك لاستدامة المخزون البيئي بكافة صوره وأشكاله وصونه وحمايته ونقله للأجيال القادمة بكل أمانة ومسؤولية. وأكد أن مؤتمر عمان البيئي يمثل حلقة مهمة ضمن السلسلة المتصلة والممتدة من الرعاية والاهتمام وصورة من صور التكامل والتعاون بين القطاعين العام والخاص في أداء هذه المهمة النبيلة. واختتم معاليه تصريحه قائلا: "آملا لهذا المؤتمر كل النجاح والتوفيق، وشاكرا للمنظمين دعوتهم الكريمة لي لرعاية حفل افتتاحه".
الاقتصاد البيئي
وانطلقت فعاليات المنتدى بجلسة افتتاحية، قدم فيها المكرّم حاتم بن حمد الطائي عضومجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرّؤية، المشرف على المنتدى كلمة استهلالية، قال فيها: " يطيب لي أن أرحِّب بكمأجمل ترحيب فِي مستهلِّ أعمالِمنْتدى عمان البيئيِّ الأوّل، والذي يسْتهْدف دِراسة تحدِّياتِ الاستِدامةِ البيئيّةِ، واسْتِشْراف المسْتقبلِ، مسْتلهِمِيْن فِي ذلك ومسْترِشْدِيْن بالرّؤى السّامية لمولانا حضْرة صاحبِ الجلالة السّلطان قابوس بِن سعِيْد المعظّم -حفِظه الله ورعاه- والتي رسمتْ منذ بداياتِ النّهضةِ المباركةِ ملامِح الرّؤيةِ العمانيةِ للقطاعِ البيئيِّ، وآلياتِ الحِفاظِ عليْهِوصوْن مقدِّراتِهِ للأجيال القادمة".
وأضاف الطائي أن الرّؤية السّامية لجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- دعتْ قبل 27 عاما، العالم الصناعيّ إِلى "وقْفِ هذا التّزاحمِ التكنوْلوْجِي والتّسابقِ نحْوه، وأنْ يعْمل على تضْيِيْقِ الفجْوةِ الواسِعةِ فِي الاقتصادِ العالميِّ، بيْنه والدّولِ النّامِيةِ؛ مِنْ أجْلِ المحافظةِ على التّوازنِ المطْلوب، بيْن التنميةِ المنْشوْدةِ والحِفاظِ على بيئةٍ نقيّة". وتابع المكرم المشرف العام على المنتدى قائلا إن أهمِّية نشْرِ الوعْيِ البِيئيِّ فِي الأوْساطِ المجتمعيّة تتنامى عاما تلوالآخر، سواء فِي المدارِس، أوالمساجِد، والملْتقياتِ العامّة، أوالمؤْتمراتِ والمنْتديات، مشيرا إلى أنها كلّها جهوْد محْموْدة، تسْعى بِكلِّ طاقتِها إلى تعْرِيْفِ فِئاتِ المجْتمعِ بآليّاتِ حِمايةِ البيئةِ وصوْنِها، فضْلا عن تسليطِ الضّوْءِ على الممارساتِ الخاطِئةِ التِي تفاقِم مِن المشْكِلاتِ البِيْئيّةِ.
ودعا الطائي إلى مواصلة هذِهِ الجهوْد، مِنْ خِلالِ أعمال هذا المنْتدى، معربا عن أمله في أن يكوْن إضافة حقِيْقيّة لِمسِيْرةِ التّنميةِ البيئيّةِ فِي السّلطنة، وأنْ يعْمل على رفْعِ الوعْيِ البِيْئيِّ فِي المجْتمع.
وشدد الطائي على أن مَفْهُوْمَ الاستدامةِ البيئيَّةِ يَرْتَكِزُ فِي صُلْبِهِ، وكَيْنُوْنَتِهِ، عَلَى أُسسٍ وَمَبَادِئَ تَدْعَمُ إِبْقَاءَ النُّظُمِ الحَيَويَّةِ لسَنَوَاتٍ وَأَجْيَالٍ مُتَعَاقِبَةٍ، والحدَّ مِنَ الأَضْرَارِ المُؤثِّرَةِ عَلَيْهَا؛ مِنْ خِلَالِ تَقْلِيْلِ مُعدَّلاتِ التَّدَهْورِ، وَوَضْعِ الخططِ والإستراتيجيَّاتِلتحقيق التنميةِ طَوِيْلَةِ المَدَى.
وتطرق الطائي إلى أحد نماذج الاستدامة في السلطنة قديما، وهي نظام الأفلاج، وقال: "إن َمِمَّا يبعثُ عَلَى الفَخْرِ أنَّ أسْلَافَنَا العُمَانيِّين نَجَحُوا قَبْلَ أكْثر مِنْخَمْسَةِ آلاف عَام فِي ابتكارِ وَاحِدٍ مِنْ أهمِّ الاختراعاتِ البشريَّةِ لتوفيرِ المِيَاه العَذْبَة، بصُوْرَةٍ صَدِيقةٍ للبيئة، عَبْرَ نِظَامِ الأفْلَاج، وَهُوالنظامُ المائيُّ الفريدُ مِنْ نَوْعِهِ فِي العَالَم؛ إذ يُسْهِمُ فِي تَوْفِيْرِ المياهِ بصُوْرَةٍ مُتواصِلَةٍ، دُوْنَ استخدامِ آلاتٍ أومُعِدَّاتٍ؛ فتنسابُ المياهُ تَجْرِي فِي مَسَارَاتِهَا المخصَّصةِ لَهَا طَوَالَ العامِ، وَعَلى مَدَارِ السَّاعَة". وتحدث الطائي عن الشراكة المجتمعية، وقال إنَّ مُنْتَدَى عُمان البيئي تَجْسِيدٌ حقيقيٌّ لِهَذِهِ الشَّرَاكَةِ، وَتَرْجَمَةٌ صَادِقَةٌ للرُّؤَى السَّامية التي تَدْعُوإِلَى تَفْعِيْلِ هَذِهِ الشَّراكةِ، والتوَسُّعِ فِي مَنَاشِطِهَا؛ مِنْ خِلَالِ زِيَادَةِ إِسْهَامِ المُؤسَّساتِ الخاصَّةِ فِي دَعْمِ مَسِيْرَةِ التنميةِ وَالعَطَاءِ بالسَّلْطَنَة، جَنْبًا إلى جَنْب مَعَ مُؤسَّساتِ الدَّوْلة.
جهود متواصلة
إلى ذلك، قدم سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية البيان الافتتاحيّ للمنتدى، واستهله قائلا: "إن سلطنة عمان من أوائل الدول السباقة في تبني مفهوم الحفاظ على البيئة منذ بداية النهضة المباركة تجسيداً للرؤية الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وذلك لما تضمنته من توجيهات متكاملة لمنظومة الإدارة البيئية السليمة على صعيد تحديد الأهداف والخطط الرئيسية لربط التنمية بالبيئة, وبصون الموارد وبإدخال الإعتبارات البيئية في مراحل التخطيط بهدف الوصول الى إتخاذ أفضل القرارات التنموية التي تحقق أهدافها الإقتصادية والاجتماعية وبأقل التأثيرات السلبية على البيئة، فضلاًعن وضع الأطر الإدارية والمؤسسية والقانونية وتحديد دور الأطراف المعنية".
وأضاف الرواس أن السلطنة لطالما ساندت الجهود العالمية الرامية للحفاظ على بيئة كوكب الأرض وتحقيق تنمية متوازنة تراعي الجوانب الاجتماعية والبيئية عند صياغة اهداف اقتصادية، وذلك إيماناً منها بأن المشكلات والتحديات البيئية والمناخية لا تعترف بالحدود السياسية للدول. وتابع أن السلطنة بادرت بمساندة جهود المجتمع الدولي في التصدي لهذه التحديات من خلال الانضمام الى العديد من الاتفاقيات في هذا الشأن، وذلك بموجب مراسيم سلطانية سامية مؤكدة بذلك اهتمامها ودعمها المستمرين للتوجهات الاممية في ايجاد عالم مستقر وداعم لرفاهية بني البشر".
وأوضح سعادته أن مستقبل العمل على مسار الاستدامة في السلطنة يتطلب منا جميعا الكثير من الجهد سواء من القطاع الحكومي اوالخاص وبدعم من المجتمع العلمي والبحثي واطياف المجتمع المدني. وأشار الى ضرورة تنسيق وتكامل الاستراتيجيات القطاعية وخططها وبرامجها لتحقيق اهداف الاستدامة (حوكمة التنمية المستدامة)، وكذلك إعداد جيل عماني قادر على التطوير والابداع ومواكبة التطوير المستمر والعمل في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعيةوالبيئية الحالية والمستقبلية من خلال التعليم والبحث العلمي ورفع الوعي، علاوة على تعزيز دور القطاع الخاص والمصرفي لدعم مبادرات التنمية المستدامة. كما دعا الرواس إلى اعداد مؤشرات واقعية لرصد وتقييم الاداء، وتطوير القدرات الاحصائية والابتكار في عصر ثورة البيانات.
بعد بيئي
إلى ذلك، قدم الدّكتور إياد أبومُغلي المدير والممثل الإقليمي بالأمم المتحدة للبيئة - مكتب غرب آسيا، الكلمة الرئيسة للمنتدى بعنوان "إدماج البعد البيئي في خطة 2030". وقال أبومغلي في كلمته: "في عالم لا يزال يواجه تحديات حقوق الإنسان والفقر المدقع والجوع والضعف البشري والصراع والكوارث الطبيعية والهجرة وتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتلوث الهواء ومحدودية المياه وفرص الحصول على الموارد، والناس الذين يعتمدون بشكل مباشر على النظم الإيكولوجية لسبل العيش، فإن دمج البعد البيئي في أهداف التنمية المستدامة هوأحد السبل الأساسية لتحقيق مبدأ التنمية المستدامة في تكامل كافة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مشيرا الى ان للأمم المتحدة للبيئة دور قيادي في توفير حلول متكاملة لتحديات التنمية المستدامة. وأضاف أبومغلي أن الأمم المتحدة للبيئة تعتمد على نهج متكامل لتحقيق ذلك؛ منها الحوكمة والتي تعني إطارا مؤسسيا فعالا وآلية للتنسيق والتنفيذ بطريقة متكاملة، وكذلك الشمول الذي يتسم بالمرونة والتكيف تتعلق بالاحتياجات والأولويات العالمية والإقليمية ودون الإقليمية إلى المستوى الوطن، وأصحاب المصلحة المتعددين، ويعني ذلك إشراك جميع أصحاب المصلحة في تصميم وتنفيذ خطة عام 2030.
وعلى هامش فعاليات المنتدى، افتتح معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة راعي المنتدى، معرض "مفردات الحياة الفطرية" المصاحب للمنتدى بتنظيم من مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، وحمل المعرض عنوان: "من أجل عمان.. نحميها". ويضم المعرض بين جنباته 45 صورة ضوئية تعرض للمرة الأولى وتعكس الجهود الحثيثة التي يبذلها مكتب حفظ البيئة في صون الطبيعة. كما يوثق المعرض جماليات متنوعة من الحياة الفطرية وغيرها من الملامح البيئية في السلطنة.
محاور المنتدى
وانطلق بعد ذلك أول محاور المنتدى الأربعة، وبدأ المحور الأول بعنوان "خطط الاستدامة البيئية"؛ حيث قدمت لارا جدع مساعدة أبحاث في قسم سياسات التنمية المستدامة بمنظمة الإسكوا ورقة عمل بعنوان "خطط التنمية المستدامة 2030 والأبعاد البيئية وأهدافها"، تحدثت فيها عن خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ودور الاسكوا في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتنفيذ من المنظور العربي. وتطرقت جدع في ورقة العمل إلى الاجتماع التحضيري حول القضايا البيئية والاولويات الإقليمية للمنتدى العربي حول التنمية المستدامة، مشيرة إلى الإطار التنفيذي للبعد البيئي لأهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية والتحديات البيئية العربية والأهداف والغايات البيئية في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وقدمت الدّكتورة ثريا السريري المديرة العامة المساعدة لصون الطبيعة بوزراة البيئة والشؤون المناخية ورقة عمل بعنوان "التجربة العمانية في الاستدامة البيئية"، قالت فيها إن سلطنة عمان أدركت منذ فجر النهضة المباركة في مطلع السبعينيات من القرن الماضي أهمية ترسيخ التوازن بين مقتضيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية النظم البيئية وإدارة التغيرات المناخية، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وتوجيهاته السامية بضرورة وضع المرتكزات الاساسية للعمل البيئي في إطار استراتيجية متكاملة للمنظومة التنموية، تأخذ في عين الاعتبار النهوض بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وأهمية المحافظة على النظم البيئية وصيانة مواردها الطبيعية من أجل الوصول إلى الاستدامة البيئية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاعات التنمية الشاملة للسلطنة. وأوضحت أن السلطنة اهتمت بالربط بين مسيرة التنمية وأهداف اصحاح البيئة وصون الموارد الطبيعية، وذلك من خلال إدماج البيئة في صنع القرار ويتم ذلك بالاسترشاد بالاستراتيجية الوطنية لحماية البيئة العمانية عند إعداد الخطط الخمسية، ويؤكد ذلك المادة (29) من قانون حماية البيئة ومكافحة التلوث الصادر بالمرسوم السلطاني السامي رقم (114/2001) والتي تنص على الأتي: "يجب على الجهات التي تقوم بإعداد خطط التنمية واستخدامات الأراضي وتنفيذها، التنسيق مع الوزارة عند إعداد الخطط وقبل البدء في التنفيذ وأثناءه ومراعاة الاعتبارات البيئية في جميع المجالات تحقيقا لمفهوم التنمية المستدامة، وإعطاء الأولوية لمبدأ حماية البيئة ومنع تلوثها ".
وأشارت إلى أن الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني التي تمثل استراتيجية التنمية إلى عام (2020) تضمنت المرتكزات الأساسية للحفاظ على الموارد الطبيعية غير المتجددة، موضحة أن المادة (12) من النظام الأساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني السامي رقم (101/96) نصت بوضوح تام على إلتزام السلطنة بالمحافظة على البيئة وحمايتها ومنع التلوث، وتم إصدار العديد من التشريعات واللوائح والإجراءات التي شملت جوانب العمل البيئي والشؤون المناخية وصون وحماية الموارد الطبيعية يتم تطويرها بإستمرار وفق المستجدات وتماشيا مع مقتضيات التنمية، هذا بالإضافة إلى انضمام السلطنة إلى العديد من الاتفاقيات الاقليمية والدولية المعنية بالبيئة. وبينت ان رؤية وزارة البيئة والشؤون المناخية تتلخص في المحافظة على بيئة نظيفة مستدامة من خلال الرسالة التي تبذل الوزارة فيها قصارى جهدها لحماية النظم البيئية والمناخية وصون مواردها الطبيعية، وتوفير كل الإمكانيات المتاحة لضمان تقديم خدمات بجودة عالية للمتعاملين من أجل تحقيق التنمية المستدامة وفقا لمنظومة القيم التي تبنتها الوزارة المتمثلة في كل من الشفافية والتمكين والمسؤولية والتطوير المستمر .
السياحة البيئية
بعد ذلك، قدم الشيخ هلال بن غالب الهنائي مستشار السياحة الخضراء المكلف بتسيير أعمال مدير عام التخطيط والمتابعة والمعلومات بوزارة السياحة ورقة العمل الثالثة من المحور الأول بعنوان "السياحة البيئية واستدامة التنمية الخضراء"، وتناولت السياحة والاقتصاد العالمي ومفهوم السياحة المستدامة وأهدافها ومفهوم السياحة البيئية وأهدافها وبالإضافة إلى السياحة البيئية والاستراتيجية العمانية للسياحة، ونماذج السياحة البيئية في عمان، وفرص السياحة البيئية في عمان.
وقال الهنائي إن السياحة المستدامة تهدف إلى ضمان السلامة والقدرة التنافسية للجهات والمؤسسات السياحية وزيادة مساهمة السياحة في ازدهار الوجهة المضيفة وتعزيز عدد ونوعية الوظائف المحلية وتوزيع الفوائد الاقتصادية والاجتماعية من السياحة على نطاق واسع وتوفير تجارب آمنة ومرضية للسياح وإشراك المجتمعات المحلية في التخطيط واتخاذ القرارات حول تنمية السياحة في مناطقهم واحترام وتعزيز التراث التاريخي والثقافة الأصيلة والتقاليد والمحافظة على نوعية الحياة في المجتمعات المضيفة وغيرها.
وذكر الهنائي أن المبادئ التوجيهية الثلاث لعمان من أجل التطوير السياحي هي تحسين نوعية حياة المواطنين العمانيين، مع تحقيق فوائد للجهات المعنية الأخرى في الوقت نفسه، وترسيخ ثقافة عمان، وتراثها وتقاليدها، والحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها. وعن فرص السياحة البيئية في عمان قال الاهتمام العالي بالسياحة البيئية من قبل الحكومة والاستراتيجية العمانية للسياحة والبرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي (تنفيذ) وتبني نموذج للأبنية الخضراء في السلطنة. وعن التحديات قال الهنائي انها تكمن في عدم وضوح الأدوار المختلفة للجهات ذات العلاقة، وعدم وجود قوانين ولوائح منظمة، وضعف التنسيق بين القطاعين العام والخاص، وغياب الكادر المحلي المدرّب والمتخصص بالإضافة إلى قلة وجود مشاريع فندقية تنتهج نموذج البناء الأخضرهذا فضلا عن قلة وعي المجتمع المحلي والقطاع الخاص.
وتضمن المحور جلسة نقاشية شارك فيها مقدم وأوراق العمل، وكلّ من: المهندس هلال عبدالرسول الزدجالي مديرعامالدراساتوالأسسالعمرانيةبالمجلسالأعلىللتخطيط، والدّكتور حمدان الوهيبي من وزارة الزراعة والثروة السمكية،فيما سيدِير الجلسة النقاشية الدّكتور مهدي جعفر مستشار استدامة وأحد مؤسِّسي جمعية البيئة العمانية وناقشت الجلسة خطط التنمية المستدامة لعام 2030، ودور الاسكوا في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 من المنظور العربي – ومن خلال التفويض الدولي والاقليمي، والإطار التنفيذي للبعد البيئي لأهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، والتجربة العمانية في الاستدامة البيئية وتتضمن وضع رؤية وطنية شاملة لتنفيذ البرامج -تعزيز العمل بين الحكومة وجميع القطاعات - وضع اطار تنظيمي يدعم اهداف التنمية المستدامة، والسياحة البيئية واستدامة التنمية الخضراء.
المحور الثاني
وتواصلت بعد ذلك أعمال المنتدى حيث بدأ المحور الثاني بعنوان "تطبيقات لمفهوم الاستدامة البيئية.. الطاقة وتدوير النفايات وتوليد الوقود الحيوي"، واستهل محمّد بن سليمان الحارثي نائب الرئيس التنفيذي لشركة "بيئة" بورقة عمل بعنوان "الاقتصاد الدائري في عمان بين الواقع والمأمول" تطرق فيها إلى مفهوم الإقتصاد الدائري وإدارة النفايات في سلطنة عمان وسياسة تشغيل قطاع نفايات البلدية وسياسة تحويل النفايات عن المرادم وسياسة تشغيل قطاع نفايات الصناعية.
وقدم المهندس حسين بن حسن عبدالحسين الرئيس التنفيذي لشركة "حيا للمياه"ورقة عمل بعنوان " حيا للمياة..شراكة من أجل الاستدامة". في حين قدم ورقة العمل الثالثة من المحور الثاني نبيل اللواتي مستشار بيئي في شركة تنمية نفط عمان، وحملت عنوان "تطبيقات الاستدامة البيئية في شركة نفط عمان". وتحدث فيها عن عدد من التفاصيل منها حقائق أساسية عن شركة تنمية نفط عمان وتطبيقات التنمية المستدامة والأدوات أوالعمليات المختلفة المستخدمة في شركة تنمية نفط عمان وقائمة مرجعية الاستدامة ونظام التقييم البيئي المتكامل ونظام فرز وتصنيف المشاريع ودراسة الوضع البيئي والإجتماعي القائم ومشروع لين لمرحلة تحديد متطلبات الدراسات البيئية ونظام المعلومات الجغرافي البيئيوالاجتماعي ومشروع ”مرآه“ لتوليد البخار.
وعقب أوراق العمل، جلسة نقاشية يشارك فيها مقدِّمو أوراق العمل، بجانب عدد من المختصين في مجال البيئة؛ منهم: المهندسة صِديقة اللواتية من شركة جلاس بوينت، المهندس أحمد الهنائي المدير العام المساعد للشؤون البيئية بوزراة البيئة والشؤون المناخية، فيما يدِيْر الجلسة الدّكتور صلاح المحذوري مديرالشؤونالبيئيةبمكتبحفظالبيئةبديوانالبلاطالسلطاني.
أعمال اليوم الثاني
إلى ذلك، تنطلق فعاليات اليوم الثاني من المنتدى برعاية معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، حيث ستبدا الفعاليات بعرْض فيلم "البيئة العمانية" من قِبل المركز الميداني في مجال حفظ البيئة. ومن ثمّ يبدأ المحور الثالث من أعمال المنتدى، الذي يأتي بعنوان "إستراتيجية التوعية والتعليم البيئي".وسيلقي سعادة الدّكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، ورقة عمل في مستهل المناقشات بعنوان "التثقيف البيئي.. مطلب مرحلي"، فيما تقدِّم موزة بنت علي المعولية مديرة دائرة التوعية والإعلام بوزارة البيئة والشؤون المناخية، ورقة عمل بعنوان "البيئة والشؤون المناخية.. جهد متواصل لنشر الوعي البيئي"، أمّا يسرى بنت مرتضى جعفر اللواتية مديرة العلاقات العامة بجمعية البيئة العمانية، فستقدِّم ورقة عمل بعنوان "جمعية البيئة العمانية.. المسؤولية الاجتماعية في تحقيق الاستدامة".
يلي ذلك تكريم الفائزين بمسابقة "بيئتي الجميلة" المقامة على هامش المنتدى، بجانب تكريم المشاركين والرعاة.
ويشمل المحور الثالث جلسة نقاشية، يشارك فيها كلّ من: المكرّم الدّكتور أحمد بن علي المشيخي رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الدولة، والمكرّم حاتم بن حمد الطائي عضومجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرّؤية، بجانب مقدِّمي أوراق العمل في هذا المحور، وسيدير الجلسة الإعلامي يوسف الهوتي.
ويناقش المحور الرابع والأخير لأعمال المنتدى "دور صون التنوع الأحيائي في تحقيق الاستدامة"، ويشارك فيه البروفيسور مايكل يانسين من مركز بحوث ودراسات المحيط الهندي، بورقة عمل بعنوان "استدامة البيئة في حفظ التنوع الأحيائي.. بعض الأفكار النظرية وتطبيقاتها في عمان"، فيما سيقدِّم الدّكتور سيف بن راشد الشقصي المدير التنفيذي للمركز الميداني في مجال حفظ البيئة، ورقة عمل بعنوان "تكاملية العلاقة بين التوازن الأحيائي والشراكة المجتمعية"،وسيقدِّم الدّكتور علي بن حسين اللواتي خبير الموارد الوراثية النباتية بمجلس البحث العلمي، ورقة عمل بعنوان "الموارد الوراثية النباتية.. الأهمية الاقتصادية والاجتماعية في سلطنة عمان"،أمّا الباحث هيثم بن سليمان بن حميد الرّواحي إخصائي حياة برية بمكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، فسيقدِّم ورقة عمل بعنوان "سلوك الوعل العربي في محمية وادي السرين الطبيعية".
فيما سيدِيْر الجلسة النقاشية المصاحِبة للمحور الأخير البروفيسور علي ناصر الخبير البيئي بوزارة البيئة والشؤون المناخية، ويشارك في الجلسة مقدِّموأوراق العمل، بجانب كلٍّ من: الدّكتور ياسين الشرعبي مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة السلطان قابوس. يعقب ذلك تلاوة توصيات المنتدى في ختام أعماله.
ومن ثمّ تنظيم رحلة إلى محمية القرم بحديقة القرم الطبيعية في حوالي الساعة الثالثة ظهرا. وفي الرابعة عصرا، سيتم عرض فيلم "المهاجر.. الصقر الأدهم"، ويعاد عرضه مرة ثانية في الخامسة والنصف عصرا.
بيئتي الجميلة
ومِن بيْن الفعاليات المصاحبة للمنتدى، تكريم الفائزين بمسابقة "بيئي الجميلة"، التي أطلقتها جريدة "الرّؤية"، وسيتم توزيع الجوائزعلى الفائزينفي اليوم الثاني من المنتدى؛ حيث سيتم تكريم 3 فائزين في 3 فئات مختلفة، بجانب جائزتين تشجيعيتين. وتتضمّن الفئة الأولى الصفوف (1-4)، والفئة الثانية الصفوف (5-8)، والفئة الثالثة الصفوف(9-12). وبلغعدد اللوحات الفنية المشاركة أكثر من 600لوحة، من مختلف المحافظات التعليمية. وقامتْ لجنة مختصّة من وزارة التربية التعليم بتقييم اللوحات وتحديد الفائزين. وتضمّ لجنة التحكيم كلّا من: آسيا بنت حمدان السيابية مديرة دائرة الأنشطة التربوية، وسعيد بن جمعة البطاشي إخصائي نشاط فنون تشكيلية، وخالد بن مسلم الهنائي إخصائي تنظيم معارض، وسميرة بن سعيد الحارثية إخصائية تنظيم معارض بوزارة التربية والتعليم.
الصقر المهاجر
وعلى صعيد الفعاليات المصاحبة للمنتدى، سيتم عرض فيلم "المهاجر.. الصقر الأدهم" عرضينمتتاليين من الرابعوإلى الخامسة عصرا، ومن الخامسة والنصف إلى السادسة والنصف مساء وذلك خلال اليوم الأول والثاني للمنتدى. ويعبر عن الجهود المبذولة في السلطنة لدراسة وحماية هذا الطائر المهاجر حيث يتابع هذه الصقور خلال مواسم تكاثرها في بيئتها المختلفة في جزر بحر عمان، كما يتتبع مسار هجرة الصقور حديثة الولادة من خلال عبورها جبال الحجر وصحراء الربع الخالي في عمان وفترات راحتها في القرن الأفريقي وصولا إلى مقصدها بجمهورية مدغشقر، خلال مواسم الهجرة .ويعد هذا الفيلم نتاج مشروع مسح الصقر الأدهم الذي ينفذه مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية المتخصصة في هذ المجال بدراسة وتقصي حياة هذا الطائر، حيث يهدف المشروع إلى جمع المعلومات البيئية عن الصقر الأدهم والتي يمكن استخدامها لوضع الخطط والبرامج للحفاظ على هذا الطائر وحمايته، وتشتمل المعلومات على أعدادها، التكاثر والنظام الغذائي. ومنذ عام ۲۰۱۲م هناك تعاون مشترك مع عدد من المنظمات الدولية والمحلية من أجل تكثيف وتوحيد الجهود لحماية الصقر الادهم. حيث إن هذه الجهود المبذولة والتعاون المشترك أثمر عن تقارب وطيد بين الباحثين العمانيين والمختصين من دول الجوار والتي تشارك في جهود المحافظة على الصقر الأدهم، وكذلك مع الدول التي تقضي فيها الصقور مواسم الهجرة.
يوضح الفيلم نتاج العمل المشترك مع العلماء والباحثين من مكتب حفظ البيئة خلال عملهم في البحث والتقصي وكذلك انشطة الحفاظ على الصقر الادهم في عمان ومدغشقر، حيث تم استخدام أحدث تقنيات التصوير في هذا الفيلم وفرت لقطات فريدة من نوعها في دورة حياة هذا الطائر المهاجر مثل مرحلة التزاوج والتكاثر، مرحلة نموالصيصان ومن بعدها رحلة الطيران والهجرة الاولى عبر المناظر الطبيعية الخلابة من عمان إلى شرق أفريقيا وصولا إلى الوجهة النهائية جمهورية مدغشقر.
زيارة المحميات
ويتضمن برنامج المنتدى، زيارة لكل محميتي "رأس الشجر الطبيعية" بولاية قريات في محافظة مسقط وذلك في اليوم الأول من أعمال المنتدى وفيما ستكون زيارة اليوم الثاني لمحمية " القرم الطبيعية " في محافظة مسقط وذلك حيث يزور المحمية خلال اليومين أكثر من 150 زائر من المسجلين لزيارة المحميات من المشاركين وطلبة الجامعات والكليات وعدد من المهتمين بالشأن البيئي الذين يودون التعرف على تلك المحميات وماتضمه من مكنونات بيئية.
يشار إلى أن المنتدى يعقد برعاية ديوان البلاط السلطاني ممثلا في مكتب حفظ البيئة وعدد من الشركات منها شركة تنمية نفط عمان، وشركة عمان للغاز الطبيعي المسال، وشركة جلاس بوينت وشركة بي بي عمان، وشركة شل، وشركة صحار اللمنيوم، وشركة أوربك، ومجموعة سعود بهوان.

تعليق عبر الفيس بوك