مَدَى تأثير الغياب عن العمل

راشد البلوشي

تَسْعَى كافة المؤسسات الحكومية والخاصة الخاصة إلى تحقيق الأهداف من مُواظبة الموظف على العمل، وتعتبر العنصر البشري من أهم أولوياتها الإدارية لتحقيق أهدافها؛ فتواجد الموارد البشرية بشكل مستمر ودائم في المؤسسة يُؤهِّلها للوصول إلى الغاية المرجوة.

فالانضباط في العمل يُؤتي ثماره في المؤسسة؛ سواء كانت قطاعا خاصا أو عاما؛ وبالتالي فالغياب المستمر لدى الموظف يؤثر تأثيرا سلبيا في العمل ويقلل من القدرة الإنتاجية، كما يؤثر على الفرد نفسه، ويعطي انطباعا سلبيا لدى مسؤله المباشر عند إعداد التقارير السنوية، ويوجد نَوْعَان من الغياب، غياب بسبب، وبدون سبب، وكلاهما مُؤثر في العمل والفرد نفسه، وتحكمها لوائح وأنظمة. ومن أهم عوامل نجاح الموظف، المواظبة والانضباط في العمل؛ فهناك سُلوكيات تحكم الفرد، بعض منها ينبع عن قناعته الشخصية بإيمانه بالعمل، ومنها ضوابط إدارية تتحكم فيه لا يستطيع الفرار منها.

فالغياب بسبب حقُ شرعه القانون، يُعتبر إجازه لفترة زمنية محددة. أما الغياب بدون سبب، فهذا الأمر معروف لدى الجميع ولا يحتاج توضيحا.

ومن مواقع الحياة العملية اليومية، نرى أنَّ بعض الموظفين لا يكترثون بالغياب عن العمل، ويختلقون أعذارا واهية، لا يُدركون قيمة الغياب، إلا بعد الصدمة التي تفيقهم من سبات نومهم، لا يفيقون إلا بعد أن يروا في أيديهم الإنذار، او خصم من الراتب، فيشعروا حينها بنقص في الراتب وما يترتب عليه من مشاكل مادية في حياتهم اليومية.

فعلى الموظف أنْ يُدرك مَدَى ارتباطه بالعمل ومدى تأثره في حال غيابه وتهربه عن العمل؛ سواء كان بسبب أو بدون، كما يجب أن يدرك مدى أهمية الوظيفة في حياته الاجتماعية. ويتذكَّر أنه قبل أن يحصل على فرصة التوظيف ظلَّ يبحث عن تلك الفرصة كثيراً لتأمين لقمة العيش الهانئ له، ولمن يعول، إلا أنَّ سلوكه بعدم الاكتراث تجاه واجبه الوظيفي وعدم انضباطه سيترتب عليه نتائج تنعكس عليه وعلى أفراد أسرته.