توقفوا عن الأكل والشرب والتنفس

 

 

خالد الخوالدي

 

اعتذر من جميع القراء والمتابعين الذين طلبوا مني الكتابة فيما تم تداوله خلال الأسبوع الماضي ويستمر تداوله هذا الأسبوع ولن ينتهي تداوله لأنه يدخل في صميم الحياة الأساسية للإنسان (الخضروات والفواكه والمبيدات الكيمائية) فهناك عدد من الكتاب كتبوا عن هذا الأمر الخطير ولن أقدم إي إضافة على ما كتبوه لذا رأيت انا تحدث عن البعبع الذي بات يؤرق كل منا وهو مرض (السرطان) وعلاقته المباشرة بكل التجاوزات التي تطال حياتنا.

لقد أصبح مرض السرطان حديث الساعة والحديث الذي يرتبط بكل تصرفاتنا في الحياة وبكل التجاوزات والغش التجاري وغير التجاري وأصبح الشماعة الجاهزة لكل حركاتنا وسكناتنا، وكل شيء ربط كمسبب رئيسي للسرطان رغم أن الأطباء والعلماء والباحثين لم يحددوا بعد الأسباب الرئيسية لهذا المرض وإن كانوا حددوا بعض المسببات التي تؤدي إلى السرطان ومنها المواد الكيماوية المسرطنة وبعض الأمراض الفيروسية مثل التهاب الكبد الفيروسي النوعين(بي وسي) في مراحلهما المتأخرة والإشعاع الذري والنووي والتدخين ولكنهم لم يحددوا بشكل رئيسي وجازم أنّ هذه فقط هي المسببات، فالأطباء والدارسون أنفسهم كل يوم نرى لهم مقاطع فيديو وصوت تتحدث عن أسباب أخرى كثيرة يعتقدون أنها من أسباب هذا المرض فبعضهم يرى حتى الجلوس لقضاء الحاجة لها كيفية معينة وأن المراحيض وأنواعها لها دخل في السرطان، وقالوا إن الأكواب البلاستيكية لا تشربوا فيها مواد حارة لأنّها تسبب السرطان وآخرون قالوا إنه حين تركب سيارتك لابد من فتح النوافذ سريعا لأن المقاعد تفرز مواد مسرطنة، وهناك من قال إن البيرجر والنقانق والإندومي والأكلات السريعة بأنواعها مسببات لمرض السرطان، والدجاج الطازج التي نأكلها كل يوم يتم حقنها بهرمونات مختلفة وتسبب السرطان، والموز غير الناضج يرش بمادة كيمائية بالليل ليكون الصباح ناضجا ويباع في الأسواق وهذه المادة قد تسبب السرطان، وطبعا بالأمس القريب قالوا إنّ الخضروات والفواكه التي نأكلها وأدمنا عليها ترش بمبيدات كيمائية ويتبقى الكثير من هذه المبيدات بها وهذه تسبب السرطان، والمشروبات الغازية تسبب السرطان، والمياه المعبأة قبل فترة بسيطة تم إصدار بيان بأن مادة البرومات فيها تزيد عن الحد المسموح مما قد يسبب السرطان والملح والسكر الأبيض مسببات للسرطان، كما اطلعت بالأمس أيضا أنه في الكويت منعوا السكان من أكل السمك لأن البحر متلوث بمادة الزرنيخ والتي ربما تسبب السرطان، والمصانع تصدر غازات ملوثة وتسبب السرطان حسب كلامهم، والمياه الجوفية عند اختلاطها مع تسريبات مخلفات المصانع تسبب السرطان والمرادم تسبب السرطان، لذا بات كل ما يحيط بنا ونأكله ونتنفسه ونشربه سبب من أسباب السرطان.

وبصراحة وكرأي شخصي أرى أن هناك مبالغة كبيرة في وصف هذا المرض وأسبابه وتخويف الناس منه رغم أنه مرض غير معدي ولا ينتقل بالطرق التقليدية كالفيروسات والبكتيريا إلا أن ما يشاع عنه يجعل الناس في تخوف منه، وحسب المشاهدات والمتابعات لابد من الإيمان من أنه مرض عادي ككل الأمراض يمكن الشفاء منه وليس بتلك الخطورة كمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وأنه ليس مرضاً قاتلاً، فالإنسان لا يموت من السرطان إنما يموت من مضاعفات المرض حين يتأخر التشخيص الذي عادة ما يكون نتيجة تراخي المريض أو إهماله من العرض على الطبيب أو من الأطباء الذين لا يتقنون التشخيص السليم في وقته مما يعكس أهمية الاكتشاف المبكر للحصول على العلاج الشافي.

وهذا يعود بي إلى الوراء والاكتشاف الذي تحقق في السلطنة قبل فترة عن إمكانية إيجاد مستخلص من اللبان العماني لعلاج أنواع من أنواع السرطانات المنتشرة والسؤال أين ذهب هذا الاكتشاف؟ ألسنا بحاجة ماسة إلى دعم هذا الاكتشاف وتنفيذه على أرض الواقع بدل التخويف منه فقط، أم أن مثل هذه المنجزات عندنا مصيرها أن تركن كمنجز داخل القاعات البحثية والمختبرات فالعالم بحاجة كبيرة إلى المزيد من هذه البحوث والدراسات والتركيز الكبير إلى إيجاد حلول صريحة وواقعية إلى الأسباب الحقيقية لمرض السرطان حتى يتجنب الإنسان هذه المسببات فمثلا مرض الضغط عرف سببه والسكري أيضا وغيرها من الأمراض إلا مرض السرطان الذي يدخل فيه كل شيء والذي يدعو بصريحة العبارة إلى عدم الأكل والشرب والتنفس يعني (موتوا)..

ودمتم ودامت عمان بخير..

Khalid1330@hotmail.com