رسالة ماجستير في جامعة السلطان قابوس عن الحياة العلمية في عُمان بالقرون الهجرية الأولى

مسقط – الرؤية

نوقشت في جامعة السلطان قابوس مناقشة رسالة ماجستير بعنوان "الحياة العلمية في عُمان خلال الفترة (ق6-8هـ/12-14م) " من إعداد طالبة الدراسات العليا نورة بنت سيف الكلبانية تخصص تاريخ في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية.

تكونت لجنة المناقشة من الدكتور يوسف شوقي رئيسًا، والدكتور عبدالله بن سعود أمبوسعيدي ممتحنًا خارجيًا، والدكتور محمد عبدالله القدحات ممتحنًا داخليًا، وبحضور مشرف الرسالة الدكتور بدر بن هلال العلوي.

تأتي أهمية هذه الرسالة في كونها ناقشت موضوعا حضاريا مهما وهو الحياة العلمية في عُمان في فترة زمنية لم تنل نصيبا وافرا من الاهتمام البحثي نظرا لقلة المصادر التي تعود لفترة الدراسة، كما لا توجد دراسة أكاديمية متخصصة في موضوع الحياة العلمية في الفترة الزمنية التي ناقشتها الدراسة، وقد اعتمدت الباحثة في تكوين المادة العلمية للدراسة على عدد من المصادر الفقهية والأدبية والتاريخية المخطوطة منها والمطبوعة.

وتهدف الرسالة إلى الكشف عن التعليم وأهم مراكزه وأماكنه في عمان خلال الفترة (ق6هـ/12م – ق8هـ /14م)، وتتبع العلماء وصلاتهم العلمية مع علماء بلاد المغرب العربي لما يجمعهما من وحدة مذهبية، وتقصّي الإنتاج العلمي في مختلف العلوم وتبيان توجهاته وأهميته في إثراء الحضارة العمانية خلال فترة الدراسة.

كذلك اتبعت الباحثة مناهج متعددة تقتضيها طبيعة البحث في مثل هذه الموضوعات مثل: المنهج التاريخي الوصفي والاستقرائي والتحليلي من حيث استقراء المعلومات من المصادر الفقهية والأدبية، واستنباط الحقائق التاريخية منها، ثم جمع المعلومات وتصنيفها، واستخدامها في تحليل وتوصيف حالة الوضع السياسي وكيفية التعليم ونتاجات الحياة العلمية.

بالإضافة إلى ذلك قسمت الباحثة الدراسة إلى 3 فصول وخاتمة، استعرض الفصل الأول الأوضاع السياسية في عُمان وتأثيرها على الحياة العلمية، حيث تناول حكم الإمامة الإباضية، وملوك النباهنة وصراعاتهم الداخلية، والغزو الخارجي، ثم تأثير ذلك على الحياة العلمية، وتناول الفصل الثاني التعليم من حيث أهم المراكز العلمية، ونظام التعليم وأماكنه، وعلاقة علماء عمان مع علماء بلاد المغرب، أما الفصل الثالث فركز على الإنتاج العلمي.

توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها أن الحياة العلمية تأثرت بالأوضاع السياسية السائدة في عمان خلال فترة الدراسة، كما قام التعليم في عمان في أماكن مختلفة مثل: المدارس والمساجد والقلاع والمكتبات والمجالس، كذلك تواصل العلماء العمانيون مع علماء بلاد المغرب العربي لما يجمعهما من وحدة مذهبية، وتنوعت الكتابة عند العمانيين فاتخذت أشكالاً مختلفة مثل السير والخطابات والنَظمْ التعليمي، والمناظرات والشروح، كما اتسم الإنتاج العلمي بعدة مظاهر أهمها الموسوعية والجمع والنقل وكذلك ظاهرة الفقه المقارن، وأخيرًا ركّز العلماء على العلوم الشرعية واللغوية في تأليفهم، بينما لم تحظ العلوم الأخرى كالطب والفلك والفيزياء نصيبًا من اهتماهم، كما أهمل العلماء الكتابة المتخصصة في التاريخ، وإن جاءت ضمنية من خلال كتبهم في العلوم الأخرى.

في ختام المناقشة قررت اللجنة منح الطالبة نورة بنت سيف الكلبانية درجة الماجستير في تخصص التاريخ.

تعليق عبر الفيس بوك