بغداد – الوكالات
سيطرت القوات الحكومية العراقية على مزيد من أراضي الموصل أمس، وطردت مسلحي تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية من حي التنك، أحد أكبر أحياء المدينة من ناحية المساحة، ويقع في الشطر الغربي منها. وأعلن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، قائد عمليات "قادمون يانينوى"، أنَّ القوات حررت حي التنك بالكامل في الساحل الأيمن من المدينة، وكبدت مُقاتلي التنظيم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وقال الفريق عبد الغني الأسدي، قائد قوات مكافحة الإرهاب بالجيش العراقي، إن قواته تستخدم خطط الحصار والتسلل لطرد مقاتلي تنظيم الدولة من البلدة القديمة في الموصل. ونقلت وكالة رويترز عن الأسدي أن قواته تسعى لتقليل الخسائر في صفوف مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في الضاحية القديمة المزدحمة.
وقال مراسل رويترز إنه سمع دوي انفجار سيارتين مفخختين، أثناء حديثه مع الفريق الأسدي في مقره، وإنه شاهد دخانا كثيفا يتصاعد من مكان الانفجار. وقال الأسدي: "أغلب البيوت في المدينة القديمة عتيقة، وشوارعها وأزقتها ضيقة للغاية. لذلك، وبهدف تقليل الضحايا في صفوف المدنيين، نستخدم أسلوب الحصار. لكن ذلك لا يعني أننا لن ندخل المدينة القديمة".
ومن جانب آخر، قصفت طائرات حربية تركية متمردين أكرادا في منطقة سنجار بالعراق وفي شمال شرق سوريا أمس وقتلت 18 مقاتلا ومسؤولا على الأقل في حملة متصاعدة ضد الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور. واستهدفت الغارات في سوريا وحدات حماية الشعب الكردية وهي فصيل رئيسي في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وباتت على مسافة قريبة من معقل تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة.
وتوضح الضربات التحديات التي تواجه حملة تقودها الولايات المتحدة للتغلب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتجازف بزيادة التوتر بين واشنطن وأنقرة عضوي حلف شمال الأطلسي بسبب المقاتلين الأكراد الذين كانوا عنصرا هاما في صد المتشددين.
وقال شاهد من رويترز إن ضابطا بالجيش الأمريكي رافق قادة من وحدات حماية الشعب في جولة بالمناطق التي أصابتها تركيا في وقت لاحق اليوم مما يوضح الشراكة الوثيقة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 18 على الأقل من مقاتلي وحدات حماية الشعب ومسؤولين إعلاميين قُتلوا في الغارات الجوية اليوم. ولم تعلن وحدات حماية الشعب بعد عدد الضحايا.
وقال الجيش التركي إن المنطقتين اللتين قصفتهما أصبحتا "مركزين للإرهاب" وإن الهدف من الضربات كان منع حزب العمال الكردستاني من إرسال أسلحة ومتفجرات لشن هجمات داخل تركيا.
وقال الجيش التركي في بيان "نفذنا غارات جوية.. وضربنا أهدافا إرهابية بنجاح بغية تدمير مراكز الإرهاب التي تهدد أمن ووحدة وسلامة بلادنا وشعبنا ضمن إطار حقوقنا المرتكزة على القانون الدولي". وأضاف أنه تم تنفيذ القصف الجوي الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي (2300 بتوقيت جرينتش).
وقالت الوحدات في بيان إن مقرها الرئيسي في جبل كراتشوك قرب الحدود السورية مع تركيا أصيب في الغارات ويضم مركزا إعلاميا ومحطة إذاعية محلية ومعدات اتصال ومؤسسات عسكرية.
وكثيرا ما قصفت تركيا المنطقة الحدودية الجبلية بين العراق وتركيا حيث يتمركز مقاتلو حزب العمال الكردستاني منذ انهيار وقف لإطلاق النار في يوليو عام 2015. لكن غارة يوم الثلاثاء هي الأولى التي تستهدف جماعة تابعة لها في منطقة سنجار وهي جماعة منفصلة عن وحدات حماية الشعب.