الحارثي يسطر إنجازًا جديدًا على حلبة مونزا الإيطالية

"عمان لسباقات السيارات" يتوج بالمركز الأول في "بلانك بان" الأوروبي للتحمل

 

ميلان- ممتاز البلوشي

إنجاز تاريخي عماني في رياضة المحركات سجل بأحرف من ذهب في سجلات حلبة مونزا الإيطالية العريقة عندما عُزف السلام السلطاني في أرضية الحلبة بمناسبة فوز عُمان لسباقات السيارات بقيادة البطل العماني أحمد الحارثي وزميله بالفريق جوني آدام بالمركز الأول لسباق بلانك بان الأوروبي للتحمل في جولتها الأولى هذا الموسم وسط حضور جماهيري غفير اصطفوا على جنبات وأمام منصة التتويج في هذه الحلبة الشهيرة والتي تبلغ مسافتها ما يقارب الستة كيلومترات متوزعة على عدة منحنيات وزوايا ضيقة ومسارات طويلة.

وسجل الثنائي أحمد الحارثي وجوني ادام زمناً بلغ 3 ساعات و25 دقيقة و30 ثانية فاصل 571 جزء من الألف من الثانية بسرعة وسطية بلغت 158 كيلومترا بالساعة ولحوالي 87 لفة حول مضمار الحلبة الشهيرة ومتقدماً بفارق ثانيتين عن ملاحقه المباشر من فريق كياسي على متن سيارة فيراري،  حيث جاء هذا الفوز بعد عناء وتعب ومشقة عندما دخل السباق ما يقارب 53 سيارة من مختلف الطرازات والشركات المصنعة للظفر باللقب الأول للعام الحالي، لكن الفريق العماني والذي انطلق من المركز الأول في فئة البرو أم عند بداية السباق في نقطة الانطلاقة واجه صعوبات كثيرة أثناء السباق نظراً لشدة المنافسة بين الأسماء الكبيرة المتواجدة في هذا السباق لحين حسمه للقب وكذلك درجات الحرارة والضغط داخل السيارة.

في بداية السباق جلس المتسابق المتألق أحمد الحارثي خلف مقود السيارة آستون مارتن فانتاج جي تي 3 والتي تحمل الرقم 97 ، حيث كان عليه قيادة السيارة لمدة ساعتين متتاليتين حسب قوانين البطولة ومن ثم عليه تسليم السيارة للمتسابق الآخر جوني آدام، بينما دخلت معظم الفرق المشاركة في السباق بثلاثة سائقين لتوزيع الأدوار بينهم لقيادة السيارة لمدة ساعة واحدة فقط لكل سائق.

الفريق العماني والذي حدد إستراتيجية معينة قبل السباق نظرا لوجود سائقين فقط بالفريق قدم عطاء كبيرا أثناء مجريات السباق، فاستطاع المتسابق أحمد الحارثي رغم الإرهاق والضغوطات التي واجهها من المتسابقين الآخرين والقيادة لمدة ساعتين متتالين أن يحافظ على هدوء الأعصاب والتركيز طوال الساعتين رغم فقده لمركز أو مركزين بعد الساعة الأولى وكان عليه تحمل مزيد من الضغط بعد مرور الساعة الأولى من السباق وكعادته وبعزيمته القوية تمكن من إيصال السيارة إلى نقطة الصيانة وهو في المركز الثاني وتسليمها للمتسابق جوني آدام والذي لم يتمكن من تجاوز المتسابق صاحب الصدارة إلا في الدقائق الأربعة الأخيرة من السباق وسط تصفيق حار وفرحة من الفريق الفني بقيادة توم فيرر وباقي الحضور من الداعمين والشركات الرعاية، إضافة الى المتابعين عن كثب لمجريات السباق، محققاً بذلك فوزاً تاريخياً يسجل في دفاتر وسجلات حلبة مونزا كأول فوز عربي وعماني بالمركز الأول وعزف السلام السلطاني بالحلبة.

 

وحول هذا الفوز الاستثنائي والتاريخي يقول البطل العماني أحمد الحارثي "سعيد لاعتلاء منصة التتويج بالمركز الأول، وهذا الفوز أهديه إلى المقام السامي لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- باني نهضتنا المباركة وراعي الشباب الأول على دعمه اللامحدود للرياضة في السلطنة وكما أهدي هذا الفوز إلى كافة فئات المجتمع العماني والمقيمين على أرض هذا الوطن الغالي وأقدم شكري وامتناني لجميع الداعمين والشركات والرعاة الذين وقفوا معي هذا العام وأهديهم هذا الفوز وأتطلع إلى مزيد من الإنجازات والبطولات هذا العام وأتمنى أن يكون الفريق ونتائجه عند حسن ظن الجميع وهذه بداية خير لنا جميعاً".

 

من جانب آخر قال الأسكتلندي جوني آدام زميل أحمد الحارثي بالفريق والذي يعد واحدا من أسرع السائقين في البطولة "أنا مسرور جداً بما تحقق من إنجاز، فقد كانت السيارة في قمة عطائها وقام الفريق الفني بعمل مميز لتجهيزها بالصورة التي أردناها والشكر للأخ توم فيرر المدير الفني للفريق على جهوده، كما أشكر زميلي أحمد الحارثي الذي تحمل عبء قيادة السيارة لساعتين متتاليتين وهو ليس بالأمر السهل، ولكن أداءه كان مميزاً كالعادة وهو يبرهن على أنه سائق مثالي يتطور من سباق لآخر وما زال لديه الكثير ليقدمه للجمهور ومتابعيه في السباقات القادمة،وأنا متفائل بنتيجة السباق القادم في بريطانيا".

 

تعليق عبر الفيس بوك