حقيقة الاجتماع السري بين أردوغان وشخصيات أمريكية بارزة

 

 

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التقى سراً عمدة نيويورك السابق وأحد المقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ، رودولف و. غولياني، والأخير عضو بالفريق القانوني الذي يمثل رضا ضراب، تاجر الذهب التركي السجين في مانهاتن بتهمة التآمر لانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران.

في أواخر فبراير، بينما كانت الولايات المتحدة وباقي دول العالم تتأقلم مع السياسات الجديدة للرئيس ترمب، و تركيا مشغولة بالتعديلات الدستورية التي اقترحها رئيسها أردوغان لتوسيع سلطته والتحول إلى النظام الرئاسي، والتي أقرها استفتاء في تركيا الأسبوع الماضي، وافق أردوغان على عقد اجتماع غير عادي مع زوار أميركيين، من بينهم غولياني ، الجمهوري العتيد الذي دعم ترمب خلال حملته الانتخابية، والتقى أردوغان أيضاً محامٍ بارز آخر، مايكل ب. موكاسي، شغل منصب النائب العام في إدارة الرئيس السابق جورج بوش.

وكان الغرض من الزيارة التي قام بها غولياني و موكاسي غير عادي، حيث أعربا عن أملهما في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يمكن أن تقدم تركيا بموجبه مزيداً من المساعدة لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة. وفي المقابل، يمكن للولايات المتحدة أن تفرج عن رجل الأعمال التركي من أصول إيرانية المتهم والمعتقل في الولايات المتحدة، رضا ضراب. وبالفعل، استقطبت الصفقة انتباه الرئيس التركي.

ووصف المحامي موكاسي، في وثائق قدمت بطريقة قانونية إلى المحكمة التي نُشرت الأربعاء الماضي، الاجتماع مع أردوغان بأنه جزء من محاولة للتوصل إلى تسوية للقائمة بناء على تفاهم بين الدولتين، وكشف عن إحراز تقدم، ولكنه قال إن "كبار المسؤولين في كل من حكومة الولايات المتحدة والحكومة التركية يبدون حتى الآن تحفظا على إمكانية التوصل إلى اتفاق".

 

واعتقلت أميركا ، ضراب في مارس 2016 بتهمة مساعدة الحكومة الإيرانية على الالتفاف حول العقوبات المفروضة عليها.

وانتقل ضراب (33 عاماً)، مع أسرته وهو طفل رضيع من إيران، حيث ولد، إلى تركيا. وهو متزوج من نجمة موسيقى بوب تركية بارزة. ويعتبر من دائرة أردوغان المقربة من الأصدقاء والمساعدين. ويبدو في صورة فوتوغرافية هو وزوجته إلى جانب زوجة أردوغان في مناسبة خيرية.

ووفقاً للمدعين الأميركيين، جمع ضراب ثروة ضخمة، وهو يمتلك طائرة خاصة، وحوالي 20 عقاراً، فضلاً عن قوارب، وسيارات فاخرة، ولوحات فنية تقدر بملايين الدولارت.

وعام 2013، اعتقلت السلطات التركية، ضراب في تحقيقات واسعة حول الفساد شملت رجال الأعمال ذوي الصلة بأردوغان، الذي كان وقتذاك رئيس الوزارء.

وذكر مدعون أميركيون أن ضراب استخدم نفوذه الواسع في تركيا للخروج من السجن، وأشاروا العام الماضي إلى أنه يملك شبكة صلات سياسية فاسدة، ورفضوا الإفراج عنه بكفالة مالية في نيويورك، حيث يواجه تهمة التآمر لانتهاك العقوبات الأميركية على إيران. ودفع ضراب بأنه غير مذنب في مواجهة هذه التهمة.

وظهر اهتمام أردوغان بقضية رجل الأعمال ضراب العام الماضي عندما قال إن الاتهام الموجه إليه تحركه "نوايا خبيثة"، وأثار القضية أثناء اجتماعه مع جو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما ، في محادثات جرت على هامش اجتماعات للأمم المتحدة، بحسب تقارير تركية.

وفي سبتمبر، قال أردوغان إن "ضراب مواطن تركي ويجب أن نضمن التعامل معه بعدالة".

وأثيرت القضية مرة أخرى مع إدارة ترمب، أثناء زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى أنقرة قبل 3 أسابيع لإجراء محادثات مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو، واتهم الأخير المدعي الأميركي الذي وجه الاتهامات إلى ضراب، بريت بارارا، بأنه "جندي يعمل لصالح قوى ضد تركيا". والشهر الماضي فصل ترمب المدعي العام المذكور.

ومع تحسن العلاقات بين أنقرة وواشنطن، عمل غولياني وموكاسي على محاولة التعامل مع قضية ضراب باعتبارها شأناً دبلوماسياً دولياً.

تعليق عبر الفيس بوك