نادي المضيبي.. غزالٌ في الغار!!

 

 الرؤية ـ المعتصم البوسعيدي

 تُعتبر ولاية المضيبي من الولاياتِ التاريخيةِ العريقةِ في السلطنة، وهي إحدى ولايات محافظة شمال الشرقية وبها نيابتي سمد الشأن وسناو، وتشتهر بشعارها الرامز للجمالِ "الغزال أو الظبي" هذا الحيوان الذي يستوطن الجبال والبراري، والمضيبي تضم معالم مشهورة تُجسدُ عمقها الحضاري، حتى ان الحفريات المُكتشفة تؤكد كينونتها منذُ آلاف السنين.

 

في المضيبي نادِ تأسس منذ العام 1986م، يحمل اسم الولاية وذات شعارها "الغزال"، تولى قيادته تسع إدارات حتى اليوم، وينتسب إليه أكثر من خمسين فريق أهلي بعد التوزيع المجاني في فترة سابقة للفرقِ الجديدة!!، أما في الجانب التاريخي فالحكاية ليست موثقة بالسطور؛ إنما بشر يروي تفاصيل النشأة والسيرورة ـ وللأسف ـ فبعضهم "من قضى نحبه"، والشهرة الأكبر للنادي تتمثل في شخوص تكونت وترعرعت فيه، وأقصد هنا بالتحديد الأمين علي الحبسي وقبله الكابتن سيف الحبسي، وما عدا ذلك قد يجهله أغلب الوسط الرياضي على مستوى الولاية أو السلطنة، فما بالنا بعوام الناس!!.

 

 إن هموم أندية السلطنة ذات الهموم، والمضيبي همه لا يختلف إلا ـ ربما ـ بقساوة أكبر؛ فالرياضة في النادي ـ منذ عهد ـ فقط كرة القدم!! على الرغم من ضخ "إكسير الحياة" في كرة الطائرة، وكرة القدم ـ على أي حال ـ لا زالت تراوح مكانها لم تلامس يومًا حتى حدود "مدينة الأضواء"؛ حيث الصعود لدوري الأولى سابقًا والمحترفين حاليًا، أما باقي النشاطات فالنادي يعتمد ـ غالبًا ـ على البرامج اللا رياضية من وزارة الشؤون الرياضية!!.

 

ان نادي المضيبي اليوم على بُعد جولتين عن دوري المحترفين، والعنابي لا يمثل نفسه فقط؛ بل يمثل آمال المحافظة التي ترنوا لمن يحمل تطلعاتها الكروية، العمل ـ بلا شك ـ مُضني وهناك من دفع ويدفع ثمن تضحياته، والكلام في الفقرة السابقة لا ينفي أي عمل بقدر ما يستقرئ الواقع ـ من وجهة نظري ـ بعيدًا عن التشخيص، ولا أدعي معرفة خبايا البيت وأسراره، لكنني مهتم بمساندة الفريق دون إغفال "نصف القمر المظلم" وقد شبهتُ النادي في العنوان بالغزال القابع في الغار دون مغادرته، ظلم نفسه وظلم الآخرين؛ فثمة جمال يجب ان يظهر للعيان، جمال ينطوي على مواهب كروية لا تستمر لخدمة النادي؛ لقلة الموارد المالية التي تحتاج لمحرك إداري يؤسس لوجود النادي في الصف الأول بين أندية السلطنة.

 

نادي المضيبي يمتلك كل المقومات ليكون في دوري المحترفين، بل ليكون نادي ذا كيان له صيته، فالولاية لا تفتقر للكفاءات الفنية والإدارية والبشرية على مستوى كل المجالات، كما إن الولاية بها كنز من الشخصيات الإعتبارية ما يتيح الإستفادة منهم كأعضاء شرف، والأمر ليس ماديًا بالدرجة الأولى بقدر ما هو فكريًا ومعنويًا، وتواجدها ـ أي الشخصيات ـ عامل جذب؛ كونهم جسر الثقة لأي مستثمر، النادي ـ عُرفًا ـ يتشكل من أربعة قطاعات ترسمُ خارطة تواجد فرقه الأهلية: قطاع سمد الشأن، قطاع وادي عندام، قطاع المضيبي الدال على مركز الولاية، وقطاع سناو، خارطة تحتاج لكشافي مواهب، وبناء علاقة تكاملية ووعي حول ماهية الجمعية العمومية، والمسؤولية هنا ليست أحادية على النادي، فالجميع يتحملها وبنسب مختلفة، كما ان النادي بحاجة لإعلام يعزز قيمة الإنتماء له، وبحاجة مُلحة لإستغلال أمثل لوسائل التواصل الإجتماعي في هذا الجانب بالذات، ومن الجيد ـ أيضًا ـ إنشاء مجلس جماهير النادي، ولأكون منصفًا فهناك تحسن بشكل عام، والفوز ـ بلا أدنى شك ـ سيأتي بالمكاسب، كما إنني أعلم بسعي أحد أعضاء مجلس الشورى للإرتقاء بالدور الشبابي في الولاية والنادي بشكل خاص، والأمل أيضًا ان ينتهي النادي من موضوع المكرمة السامية المخصصة للبنى التحتية خاصة مع وجود وفاق سابق على ماهية المتطلبات والبُنى المطلوبة.

 

مرَ ثلاثين عامًا أيها الغزال، وأنت.. أنت في ركنك القصي المنزوي، ها هم رجالك "عنابيون" يقودهم مصباح "أنورَ" بالعطاء، أطلق ساقيك للريح، أشعل جذوة عينيك لتبصر مدى الصعود إلى السماء، تباهى بالمضيبي الجميلة يا عنوان الجمال، فالغار مهما كان محميًا سيبقى سجن سجانًا، وأنت سجينه يا غزال!!.