"من عُمان" يناقش تأثير السمنة والعادات الغذائية الخاطئة على زيادة نسبة سرطان القولون

 

 

الرؤية - مدرين المكتومية

ناقش برنامج من عُمان ضمن فقراته أطروحة دكتوراه عن تأُثيرات السمنة والأنماط الغذائية الخاطئة في سرطان القولون والمستقيم، والتي قدَّمها الدكتور باسم بن جعفر البحراني مدير المركز الوطني لعلاج الأورام.

حيث أكد البحراني لبرنامج من عُمان أنَّ ما لاحظه في السنوات الماضية خلال عمله في المركز الوطني للأورام وجود زيادة ملحوظة في عدد حالات سرطان القولون ومن المعروف أنَّ السمنة وقلة النشاط البدني من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى سرطان القولون، مؤكداً أن هذا يعد البحث الأول من نوعه في السلطنة وربما في المنطقة للبحث عن العلاقة بين السمنة والتغير في النمط الغذائي مع سرطان القولون.

 

زيادة ملحوظة

وأضاف: خلال هذه الأطروحة حاولنا التعرف على التغير في نسبة الإصابة بسرطان القولون، وتأثير سلسلة الوجبات السريعة على زيادة عدد الحالات المصابة بسرطان القولون، وهل السمنة لها علاقة بالإصابة، وهل العلاج يختلف عن الناس الذين لا يعانون من السمنة، وبالتالي فالأطروحة ناقشت كل الجوانب المتعلقة بسرطان القولون، لقد تطرقت لسرطان القولون ولكن الالتهابات ليست من الأسباب الرئيسية في الإصابة بسرطان القولون، الالتهاب التقرحي قد يكون سبباً ولكن بنسبة 5%.

السجل الوطني

ويكمل البحراني بالقول: في الجزء الأول من الأطروحة حاولت إثبات أن هناك زيادة في نسبة حالات سرطان القولون، وحصلت على إحصائيات بالحالات الموجودة في السجل الوطني للسرطان بوزارة الصحة، الذي أنشئ في عام 1996 إلى 2012 خلال فترة 12 سنة، وتم تقسيمها على ثلاث مراحل كل مرحلة 4 سنوات، لتحديد أكثر 5 إصابات لمرض السرطان في السلطنة، ولاحظنا في أول مرحلتين من 1996 إلى 2002 ومن 2002 إلى 2007 سرطان القولون والمستقيم لم يكن من أول 5 سرطانات في السلطنة، وفي المرحلة من 2008 إلى 2012 وجدنا أنها في الذكور تمثل الترتيب الثاني، وفي النساء تمثل الترتيب الثالث، وقمنا بعمل مقارنة بين السرطانات الخمسة بين 1996 و 2012 وجدنا أن هناك نسبة زائدة في عدد الحالات 314%، في 1996 كانت لدينا 28 حالة فقط، مقارنة بـ 116 حالة في 2016، وسرطان الثدي الذي هو أكثر شيوعا في السلطنة في الوقت الحالي كانت زيادة نسبة الحالات 150% ولو لاحظنا السرطان بشكل عام في السلطنة، فهناك زيادة في الحالات بـ 50% فقط، وهناك زيادة في سرطان القولون.

وبعد أن تمَّ تسجيل الحالات عبر الكمبيوتر حصلنا على إحصائية بالحالات في المستشفى السلطاني من عام 2000 إلى 2013 وقد وصل عدد الحالات التي قامت بزيارة المستشفى 496 حالة، و351 حالة كان الوزن والطول التي تحسب بالسمنة، وعندما لاحظنا أنَّ 57% من المرضى الذين أصيبوا بسرطان القولون كانوا يُعانون من السمنة وزيادة في الوزن، وكل ذلك يأتي بسبب تغير نمط الحياة. وسرطان القولون كسائر السرطانات إذا تم اكتشافه مبكراً في المرحلة الأولى أو الثانية قد تكون نسبة الشفاء أكثر من 90%، إذا تم اكتشافه في مرحلة متقدمة نسبة الشفاء تكون فيه أقل، فخلال البحث الذي قمنا به تقريبا حوالي 33% من المرضى كانوا في المرحلة الرابعة و40% كانوا في المرحلة الثالثة، و8% فقط كانوا في المرحلة الأولى، فدورنا كمركز هو المحاولة الجادة لاكتشاف المرضى في المراحل المبكرة.

وأضاف خلال البرنامج أن المناطق التي وجدت فيها مطاعم وجبات سريعة سجلت أكثر نسبة سرطان قولون على عكس المناطق التي لا تتوافر فيها تلك المطاعم واتحدث هنا عن المرضى بالتحديد. وهناك سلوكيات يجب اتباعها، خاصة ما يتعلق بالنشاط البدني، ليس فقط للسرطان ولكن أيضا للأمراض السارية وغير المعدية والحفاظ على الوزن المثالي، ومن الأشياء المهمة الإكثار من الألياف والفواكه والخضروات والتقليل من أكل الأطعمة والوجبات السريعة، وأكل اللحوم المصنعة، ومن خلال الأبحاث التي قمنا بها، نسبة استهلاك المواطنين للحوم أكثر من استهلاكهم للأسماك على سبيل المثال.

 ويكمل: نحن في وزارة الصحة نعد دراسة جدوى في قضية الاكتشاف المبكر لسرطان القولون، وبدأنا بتنظيم توعية حول أهمية النشاط البدني، وهناك حملة أيضا تبدأ 10 مايو على مستوى السلطنة في نفس الموضوع.

 يذكر أن البرنامج يبث من الأحد إلى الخميس في تمام الساعة الثامنة والنصف وهو بمثابة المجلة المسائية اليومية للمشاهد العُماني يُسلِط الضوء من خلاله على أهم الأحداث والمناسبات والفعاليات والأنشطة الاجتماعية والثقافية ويواكبها لحظة حدوثها.

تعليق عبر الفيس بوك