الرؤية- فايزة الكلبانية

نظّمت غرفة تجارة وصناعة عمان بالتعاون مع بنك مسقط أمس ندوة بعنوان "المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: المستقبل والتحديات" بالمبنى الرئيسي لبنك مسقط. ورعى افتتاح الندوة معالي الدكتور رشيد بن الصافي الحريبي رئيس مجلس المناقصات الذي أوضح أنّ الآليات التي وضعها مجلس المناقصات فيما يتعلق بتخصيص 10 بالمائة من قيمة المناقصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة واضحة للأعمال التي تقع ضمن اختصاص هذه المؤسسات وعلى الجهات المعنية أن تنفذ هذا القرار كل في مجال اختصاصها.

وأوضح معاليه في تصريح للصحفيين أنّ مجلس المناقصات وضع آليات متخصصة منها طرح بعض الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتتنافس عليها بشكل موحد والآلية الأخرى تتمثل في طرح الأعمال لتلك المؤسسات من قبل الشركات التي يسند لها تنفيذ المشاريع بالتنسيق والتعاون مع الجهات صاحبة المشروع .وأكد أنّ دور المجلس هو دور ينظم العملية طرح الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر ضوابط يجب الالتزام بها من قبل الشركات وعلى الجهة صاحبة المشروع المتابعة الميدانية والتأكّد من تنفيذ هذه الاشتراطات والضوابط مشيرا إلى أنّ هناك تقارير دورية تصل المجلس عن إنجاز هذه الأعمال للشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأشار أحمد بن عبدالكريم الهوتي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان ورئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى أنّ الندوة جاءت لتبرز الجهود والمساعي المقدرة من مؤسسات الدولة للوقوف مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر ومساعدتها لمواجهة آثار الأزمة الاقتصادية وتخطيها بأقل الخسائر الممكنة ووضع الحلول العملية التي من شأنها زيادة مساهمة هذا القطاع في الناتج القومي للبلاد.

وأضاف الهوتي أنّ أوراق العمل التي قدمتها الجهات الحكومية ذات العلاقة والجلسة النقاشية ركزت على ما تحقق فيما يخص قرارات ومبادرات ندوة سيح الشامخات وما تلتها من جهود حكوميّة وخاصة لتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه بالإضافة إلى طرح مبادرات القطاعين العام والخاص فيما يتعلق بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سواء بالتمويل أو التدريب أو الاستشارات أو توفير الأعمال والمناقصات دعما وحفزا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة للنمو والازدهار وتعظيم مساهمتها في الاقتصاد الوطني.

وأوضح الهوتي أنّ غرفة تجارة وصناعة عمان شأنها شأن جميع الجهات والمؤسسات العامة والخاصة الداعمة والراعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تبنّت مع بداية الدورة الحاليّة لمجلس إدارة الغرفة وبصورة رئيسية موضوع دعم ومساندة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الوطنية لتعزيز وجودها وقدرتها على المنافسة وتمكينها من التطور والنمو ليس على المستوى المحلي فحسب وإنّما أيضا على الصعيدين الإقليمي والخارجي عبر مجموعة من المبادرات التي أعلنت عنها الغرفة وإتاحتها لكل منتسبيها في مسقط والمحافظات الأخرى. وقال إنّ مبادرة (منافذ) التي أطلقتها الغرفة هي مبادرة معنية بإيجاد منافذ تسويقية مجانية لمنتجات وخدمات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فقد بلغ إجمالي المستفيدين من هذه المبادرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية ما مجموعه مائة وتسع مؤسسات صغيرة ومتوسطة حظيت بفرصة مجانية لعرض منتجاتها ضمن منصات عرض بتصميمات راقية في العديد من المُجمّعات التجارية الكبيرة. وبيّن أنّ الغرفة بتقوم بتبني ومناقشة القضايا والتحديات التي تواجه تلك المؤسسات عبر لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أو الأجهزة المتخصصة بالغرفة والتي غالبا ما يتم التنسيق بشأنها ومتابعتها بصورة مباشرة مع الجهات المعنيّة.

وقال إبراهيم بن خميس البلوشي مدير الشركات الإقليمية ببنك مسقط إنّ مشاركة بنك مسقط في الندوة تأتي من منطلق اهتمامه بمساندة كافة الفعاليات والأنشطة التي تساهم في تنمية وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتعريف بمجالات التمويل وكيفية الاستفادة من الفرص التمويلية التي تقدمها المؤسسات المالية في هذا الخصوص.

وأكّد البلوشي أنّ البنك يولي أهميّة كبرى في دعم رواد الأعمال وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث قام البنك خلال السنوات الماضية بتخصيص دائرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإطلاق برنامج "الوثبة" الذي يقدم الدعم والتمويل لإنجاح هذه المؤسسات، وقد حقق البرنامج العديد من الإنجازات خلال الفترة الماضية وساهم في ظهور عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى أنّ البنك من بيوت الخبرة على مستوى السلطنة والمنطقة ويقوم بتقديم الاستشارات المجانيّة في مجال التمويل والإدارة وطرح الحلول المناسبة لرواد الأعمال الذين يحتاجون في بداية مشوارهم إلى التوجيه والتوعية في مختلف مجالات الإدارة والتمويل وغيرها من المجالات التي تساهم في إنجاح المؤسسة.

وتضمنت الندوة جلستين، دارت الجلسة الأولى حول عنوان (التمويل والحلول المالية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة) وشهدت استعراض عدد من أوراق العمل من قبل بنك مسقط الذي قدم عرضا تضمن التعريف بالخدمات والتسهيلات المصرفية والمبادرات التي يقدمها بنك مسقط والدور الذي يقوم به البنك في دعم أصحاب الأعمال ومساندة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وصندوق رفد وصندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومركز الزبير لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث وضحت هذه الجهات الآلية التي تدعم وتمول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وحملت الجلسة الثانية عنوان المبادرات الحكومية في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وشملت الجلسة العديد من أوراق العمل، قدمها ممثلو مجلس المناقصات ووزارة التجارة والصناعة والهيئة العامة للشراكة من أجل التنمية ومركز الابتكار الصناعي والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) وأوضح المتحدثون أهم المبادرات التي قدمتها هذه الجهات لدعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.