استقطاب هواة هذا النوع من السياحة يسهم في ازدهار ونمو القطاع

المحرزي: تعاون وثيق بين "السياحة" و"البيئة" للترويج لأنشطة الطبيعة والمغامرات

 

 

مسقط - العمانية

 

قال معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة إن هناك تعاونًا وثيقًا بين وزارتي السياحة والبيئة والشؤون المناخية وجهودا متكاتفة تبذل للاستفادة من الطبيعة الخلابة والمتنوعة والتضاريس المتفردة التي تتمتع بها كافة محافظات السلطنة وتمكنها من استيعاب العديد من أنشطة الطبيعة والمغامرة واستقطاب هواة هذا النوع من السياحة من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على ازدهار ونمو قطاع السياحة.

 

وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إن البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي تنفيذ وضع خمس عشرة مبادرة سياحية من بينها أنشطة الطبيعة والمغامرة التي تشمل تشجيع الاستثمار الخاص في المواقع الطبيعية والمحميات وتطوير الأنشطة الطبيعية وأنشطة التحدي والمغامرة.

 

وكشف معاليه عن طلبات للاستثمار في المحميات الطبيعية بالسلطنة من بينها طلب لمستثمر من دولة الكويت الشقيقة سيعرض عليه استثمار محمية السليل الطبيعية بولاية الكامل والوافي بمحافظة جنوب الشرقية وسيكون هناك استثمار محلي لحديقة الصخور بولاية الدقم بمُحافظة الوسطى بهدف المحافظة عليها والتعريف بمكوناتها من الصخور والتاريخ الجيولوجي لها.

 

وأوضح معاليه أن محمية السليل الطبيعية وحديقة الصخور ستقودان باكورة الاستثمار الخاص في المواقع الطبيعية والمحميات حيث تسعى الوزارة الى حمايتها لتكون مزارا في حدود المحافظة عليها والاستفادة منها ضمن فرص الاستثمار السياحي في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة التي تعتمد على تطوير مرافقها وخدماتها وتهيئتها ليحظى زائر المنطقة بتجربة سياحية مثالية تجعله راغبا في تكرارها مرة أخرى وبالتالي انتعاش قطاع السياحة بالسلطنة، مشيرًا إلى أن برنامج تنفيذ تولى وضع المعايير والأنظمة والاشتراطات لاستثمار المواقع الطبيعية والمحميات حيث تم عرضها من قبل وزارة البيئة والشؤون المناخية خلال مناقشات البرنامج.

 

ويشار إلى أن المساحة الإجمالية لمحمية السليل الطبيعية بولاية الكامل والوافي التي أعلنت كمحمية بموجب المرسوم السلطاني رقم 50 /97 تبلغ حوالي 220 كيلو مترا مربعا وهي عبارة عن ساحة واسعة من البيئة السهلية المغطاة بأشجار السمر والغاف، وتبعد عن مركز المدينة حوالي 10 كيلومترات، ويوجد بها الغزال العربي والأرنب البري والثعلب البري والوعل العربي والقط البري (السنمار) وغيرها من الحيوانات النادرة، كما يوجد بها مركز للبحث البيئي من شأنه صون الطبيعة والحياة الفطرية، ومشتل لإكثار النباتات البرية وأنواع كثيرة من الأشجار وخاصة أشجار السمر.فيما تقع حديقة الصخور في ولاية الدقم التي تبعد عن مسقط بحوالي 550 كيلو مترًا بين المنطقة الرطبة (منطقة السبخات الملحية) وميناء الدقم حيث تقدر مساحتها بحوالي 3 كيلومترات مربعة وتعد مقصدا سياحيا بيئيا وجيولوجيا تضم منحوتات جيرية نحتت بفعل عوامل التعرية خاصة الرياح الموسمية التي تتعرض لها المنطقة خلال فصل الخريف، وتمنح الفرصة للسائح بمشاهدة الاشكال والمنحوتات الطبيعية المتباينة على اشكال حيوانات ووجوه وغيرها من الاشكال.

 

وبحسب البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي تنفيذ فإن مبادرة أنشطة الطبيعة والتحدي والمغامرة التي جاءت ضمن المبادرات الخمس عشرة لتعزيز القطاع السياحي تهدف إلى إسناد إدارة المحميات والمواقع الطبيعية بالسلطنة إلى مستثمرين من القطاع الخاص وفقا لإطار تنظيمي محدد يهدف إلى جعل تلك المواقع أحد أهم الوجهات السياحية العمانية. وحددت المبادرة أيضا التي أطلقها تنفيذ موقع آخر كمشروع تجريبي نموذجي هو محمية القرم الطبيعية وحديقة القرم الطبيعية كموقع مكمل، وقد تم إدراج محمية القرم كمحمية طبيعية في عام 1975م نظرا لما تتميز به من تنوع إحيائي. 

 

وستتضمن تلك المشاريع توظيفها كمواقع للسياحة الطبيعية وتشمل الأنشطة الطبيعية مثل مراقبة الطيور والحيوانات والأنشطة الصحية كالعلاجات الطبيعية وفصول اليوجا، والأنشطة التعليمية الترفيهية الموجهة للأطفال والمغامرات الطبيعية ومسارات للدراجات الهوائية والجري وتجسيد ثقافة وموروث السلطنة عبر نماذج مصغرة وعددا من الأنشطة المعنية بالجيولوجيا، مثل المسارات الجيولوجية التعليمية، والأنشطة المرتبطة بمجال التراث الثقافي، مثل القرية التراثية والاجتماعية بجانب التراث الطبيعي البيئي. 

 

وتشير الإحصائيات السياحية إلى أن إجمالي عدد السياح في أهم المواقع والمحميات الطبيعية (وادي بني خالد، ومحمية السلاحف برأس الجنز، والجبل الأخضر) قد وصل في عام 2015 إلى 307 ألاف زائر ما يمثل 16 بالمائة من إجمالي عدد السياح. وقد ارتفع عدد زوار تلك المواقع منذ عام 2011 بمعدل 12 بالمائة، وتدّل هذه الإحصائيات على أن الفرص كبيرة لزيادة عدد زوار تلك المواقع وتحقيق مساهمة أكثر فاعلية للاقتصاد السياحي للسلطنة وزيادة الدخل الحكومي وتقليل الإنفاق على صيانة وحماية تلك المواقع.

تعليق عبر الفيس بوك