لقاء الأعصاب الباردة

 

 

مجيد بن عبدالله العصفور

جرت العادة أن يطلق على لقاء البايرن  والريال "لقاء تكسير العظام"، حيث أنه ومن واقع طريقة المعلم "أنشيلوتي" والتلميذ المجتهد "زيزو"، فأرى أن أنسب عنوان لهذا اللقاء المصيري هو "لقاء الأعصاب الباردة".

ولأنني أعتقد أن أنشيلوتي وزيزو يمتلكان سمة الأعصاب الباردة، فاللقاء بتوقع شخصي متواضع سيكون اللعب على نقاط ضعف الفريق المنافس، لأن الفريقان يعرفان بعضهما البعض قولا وفعلا، فأنشيلوتي درب الريال ويعرف أين نقاط القوة وكذلك نقاط الضعف.

أما زيزو فكان تحت كنف أنشيلوتي عندما درب الريال وهو التلميذ المجتهد الذي يحفظ طريقة معلمه السابق أنشيلوتي عن ظهر قلب.

ونلاحظ أيضا أن اللاعبين كروس وألونسو كلاهما لعبا لنفس الفريق وكل منهما كان يأخذ الأوامر التكتيكية من كلا المدربين، ولذلك فمن المنطقي أن يكون هذين اللاعبين هما مفاتيح اللعب في هذه الموقعة الحاسمة.

الجميع يعلم أن أنشيلوتي من أعظم المدربين، الذين شهدتهم ملاعب كرة القدم، وذلك لهدوئه وتركيزه الشديد مع اللاعبين ومع متغيرات اللقاء طوال الـ 90 دقيقة، كما أنه يجيد التعامل مع اللاعبين، وأنشيلوتي يعلم جيدا أن نقاط القوة في فريقه في خط هجومه الفتاك، ونقاط الضعف في خط دفاعه المتذبذب المستوى.

أما زيدان فيملك سمة يفتقدها كثير من المدربين وهي تغير طريقة اللعب خلال أحداث المباريات، كما أنه يملك نفس هدوء أعصاب معلمه أنشيلوتي، وزيدان يعلم أيضا أن نقاط ضعف الريال هو التراجع الواضح في فاعلية خط الهجوم بسبب إصابة بيبي، ولكن زيدان يملك ميزة عن أنشيلوتي، وهي أنه أراح العديد من اللاعبين بالمداورة في المباريات السابقة، وبالتالي فلياقة لاعبيه من المفترض أن تكون على أفضل جاهزية.

وإذا أراد زيدان الحد من خطورة وفاعلية خط وسط  البايرن في "الاليانز أرينا".. عليه قبل أن يفكر بالهجوم أو الدفاع،  أن يلعب على قطع خط الوسط عن طريق كاسيمرو، ولكن كاسيميرو لا يكفي وحده كلاعب ارتكاز، وهنا يجب على كروس ألا يتقدم كثيرا ويلعب كارتكاز ثاني للحد من قوة أجنحة وظهيري البايرن في الوسط مع تقدم مودريتش إلى الأمام من أجل مساعدة مارسيلو أو كارفاخال.

واعتقد لأن الفريق صاحب الأخطاء القليلة وصاحب اليد العليا بخط الوسط هو من سيفوز في هذا اللقاء، الذي يصفه الكثيرون بأنه نهائي مبكر للبطولة الأوروبية.