السويق وظفار إلى نهائي "الكأس الغالية".. وعمان وصحم يعزفان لحن الوداع الحزين

متابعة – وليد الخفيف

تصوير/ عبد الله البريكي

تأهل ناديا السويق وظفار إلى نهائي الكأس الغالية على حساب نادي عمان وصحم، حيث تغلب السويق على نادي عمان بهدفين دون رد في إياب نصف النهائي الذي أقيم بمجمع صحار الرياضي، أمّا ظفار فقد خسر بهدف دون رد من ضيفه صحم غير أنّ فارق الأهداف رجح كفة الزعيم الذي فاز في لقاء الذهاب 2 – صفر مما منحه الحق العبور للنهائي.

أحرز هدفي السويق اسامه حلفي (44ق ) وياسين الشيادي في الدقيقة 77 من الشوط الثاني. أما هدف صحم الوحيد فأحرزه مهاجمه محمد الغساني، ليودع نادي عمان بصحبة حامل لقب النسخة الماضية المسابقة من الدور نصف النهائي.

وفاجأ المغربي أسامه حلفي الجميع في الدقيقة 44 والشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة بقذيفة شقّت طريقها لشباك بلال البلوشي ليضع السويق في المقدمة وينتهي الشوط الأول لصالح الأصفر.

وفرض السويق سيطرته على مجريات الشوط، فكان الأفضل انتشارا مقارنة بمنافسه نادي عمان الذي لم يشفع له الدفاع بعشرة لاعبين من تضيق المساحات أمام منافسه، فالمساحات الكبيرة بين خط الدفاع والوسط اخترقت في مناسبات عدة من قبل عمر الفزاري ويسن الشيادي والعبد النوفلي وأسامة حلفي.

ونجح السويق في خلق بعض الفرص للتهديف فالتنوع الهجومي المعزز باللامركزية للاعبيه خلخل دفاعات نادي عمان التي ظهرت بشكل مختلف عن مباراة الذهاب، فأسامه حلفي ويسن الشيادي تبادلا الأدوار على الطرفين الأيمن والأيسر تزامنا مع الإسناد الثنائي من القلب عبر عمر الفزاري وحسين الحضري لمساندة العبد النوفلي في خط الهجوم، أمّا سيف سلمان لاعب وسط الارتكاز فغلب على إدائه الطابع الدفاعي.

في المقابل اعتمد ابراهيم صومار مدرب نادي عمان على طريقة 4-3-3 باستراتيجية لعب دفاعية معتمدا فيها على الهجمات المرتدة، غير أنّ الهجوم المرتد لم يشكل الخطورة على مرمى السويق إلا في الدقيقة 37 عندما أنفرد المنذر العلوي بانور العلوي بيد أن البطء في التعامل مع الفرصة مكّن دفاع السويق بمساندة سيف سلمان من استخلاص الكرة.

طريقة لعب نادي عمان 4-3-3 منحت السويق حق امتلاك خط الوسط بفضل الزيادة العددية للأصفر الذي اعتمد على طريقة لعب 4-1-4-1، ويشار أيضا إلى أن عنصر السرعة والتحول للحالة الدفاعية تزامنا مع الضغط الفردي والجماعي بشكله الصحيح منح السويق فرصة إجهاض مساعي نادي عمان الخجولة خلال الشوط.

واصل السويق مع بداية الشوط الثاني بحثه عن الهدف الثاني الذي يمنحه حق التواجد في النهائي الكبير فواصل على نفس الإيقاع وتكتيكه الهجومي وعزز حكيم شاكر منظومته الهجومية باشراك تشي تشي بديلا للمغربي أسامه حلفي، ليثمر الضغط الأصفر عن هدف ثاني أحرزه ياسين الشيادي في الدقيقة 73.

تخلى نادي عمان عن حذره الدفاعي فضغط على منافسه الذي ارتد للخلف من أجل الدفاع والاحتفاظ بشباكه نظيفة تزامنا مع الاعتماد على الهجمات المرتدة التي أهدر من إحداها حسين الحضري أسهل فرص اللقاء في الوقت بدل الضائع.

ظهر نادي عمان بشكل مميز من حيث الانتشار والسرعة في الوصول لمنطقة جزاء منافسة في الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء وربما لو اعتمد مدربه إبراهيم صومار على طريقة لعب متوازنة لكان المردود أفضل، غير أن صافرة نهاية اللقاء كانت حاضرة لتمنح السويق حق العبور للنهائي وتتبدد آمال نادي عمان لتكرار إنجاز 1994.

وفي جنوب السلطنة خسر ظفار من ضيفه صحم بهدف دون رد غير أنّ الهدف لم يكن كافيا لنيل بطاقة التأهل للدور الثاني، ففارق الأهداف منح أصحاب الأرض بطاقة بلوغ النهائي مستفيدًا من لقاء الذهاب الذي حسمه لصالحه في صحار بهدفين دون رد.

تمنّعت الشباك على الفريقين بشوط المباراة الأول، كما لم تشفع أفضلية ظفار له في إحراز هدف السبق، لينتهي الشوط سلبيا.

استغل ظفار تفوقه النوعي، وانتشاره الأفضل، محاولا الاستفادة من إجادته لأسلوب التحول من حالة الهجوم إلى الدفاع وبالعكس، منوعا هجماته من كل بقاع الملعب، والتي أثمرت عن فرص عديدة تناوب على إهدارها رائد ابراهيم وقاسم سعيد وعلي البوسعيدي بسبب التسرّع وعدم التركيز على إنهاء الهجمة بصورة مُثلى.

كما عاب صحم افتقاده للشكل الهجومي الواضح فغابت خطورة محسن جوهر ومحمد الغساني تماما، وظهر تأثر لاعبي الموج الأزرق بالإرهاق البدني جراء ضغط المباريات في الفترة الأخيرة واللعب على ثلاث جبهات في وقت واحد.

حيث عانى صحم في بناء الهجمات بفضل الضغط الفردي والجماعي المعزز بانتشار أفضل من قبل لاعبي ظفار فاعتمد على الكرات الطولية التي لم يجد لاعبو ظفار صعوبة في التعامل معها، في المقابل نجح ظفار في بناء هجمات منظمة من الأطراف والعمق مستفيدا من اللامركزية الهجومية بين رائد وقاسم وعلي البوسعيدي، فضلا عن إسناد القادمين من الخلف هشام الشعيبي وعبد الله فواز، ليثمر القالب التكتيكي لأصحاب الأرض عن عمل كل شيء إلا إحراز الأهداف.

ظهر صحم بشكل أفضل مما كان عليه في الشوط الأول، وأهدر محسن جوهر أول فرصة لفريقه عندما ابتعدت تصويبته عن المرمى، كما أهدر رائد ابراهيم انفرادا كاملا عندما وضع الكرة برعونة بعيدا عن القائم الأيمن.

ودفع جوران مدرب صحم بمعاذ الخالدي بديلا لعبد العزيز الشموسي في 55 ق، وزج جارسيا بسعيد ربيع بديلا لعلي سالم المصاب في الدقيقة 58.

واصل الأزرق تفوقه معتمدا على انطلاقات الخالدي من اليسار وتحركات محسن جوهر والغساني في المقدمة وغطاء عرضي من كاسحة الألغام عبد الله دينج، وكادت رأسية جوهر أن تصيب مرمى رياض سبيت في الدقيقة 61.

شعر الإسباني جارسيا مدرب ظفار بالقلق لا سيما بعد إهدار كم هائل من الفرص ليدفع بلاوسون بديلا لعلي البوسعيدي في الدقيقة 60 . ودفع ظفار ثمن إهدار الأهداف ورعونة لاعبيه باستقبال هدف سجله محمد الغساني في الدقيقة 67 من ركلة جزاء احتسبها الحكم يعقوب عبد الباقي إثر عرقلة محسن جوهر.

انتعش صحم بالهدف فكثّف من هجومه بحثاً عن الهدف الثاني الذي يجعل الكفتين متعادلتين، ليرد جارسيا بإشراك المدافع أحمد سليم بديلا لهشام الشعيبي في خطوة هدفت لإيقاف خطورة الغساني.

الإصرار الصحماوي حبس أنفاس جماهير ظفار في الدقائق العشر الأخيرة من عمر اللقاء، وتواصل كفاحه حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة التي حسمها ظفار بفارق هدف ليضرب بذا موعدًا مع السويق في نهائي الكأس الغالية.

تعليق عبر الفيس بوك