تكريم المتحف الوطني بجائزة الرُّؤية الاقتصادية يعكس تميز المشروع الحكومي في تعزيز الروافد الثقافية بالمُجتمع

...
...
...
...
...
...
...

 

 

◄ المتحف يُسهم في إبراز الهوية العمانية الفريدة والأصيلة

◄ 14 قاعة للعرض المتحفي الثابت على مساحة 4 آلاف متر مربع

◄ 100% نسبة التعمين في المتحف.. وخُطط لتدريب وتأهيل الموظفين على أعلى مستوى

◄ 52.7 ألف زائر للمتحف بنهاية مارس الماضي

 

 

 

الرؤية - إيمان الحريبية

يُؤكد تكريم المتحف الوطني بالمركز الأول في جائزة الرؤية الاقتصادية كأفضل المشاريع الحكومية في دورة الجائزة السادسة لعام 2017، أهمية هذا المشروع الثقافي الفكري ودوره الرائد في المُجتمع، من خلال تسليط الضوء على أحد أبرز الكيانات الثقافية، بفضل ما يتضمنه من مُقتنيات وقاعات عرض ومبادرات ثقافية تطرح لأوَّل مرة في السلطنة.

وتهدف جائزة الرؤية الاقتصادية إلى تكريم المؤسسات الحكومية والعُمانيين من رواد الأعمال وأصحاب الـمشاريع التجارية وتشجيعهم لتطوير أعمالهم، وخلق نماذج يحتذى بها، بجانب الـمساهمة في تنمية مهارات رواد ورائدات الأعمال ومشاريع تتبنى الاستدامة كذلك المساهمة في صقل مهارات رواد ورائدات الأعمال العمانيين هذا فضلاً عن إبراز دور الإعلام المحلي في دعم الاقتصاد الوطني والتعريف بالفرص والقطاعات الاقتصادية المختلفة ومفهوم المبادرات والمسؤولية الاجتماعيّة. وتعزيز دور الإعلام للارتقاء بالصحافة المتخصصة في السلطنة عبر دعم رواد الأعمال والمشاريع التجارية وأخيرًا تبادل الأفكار والخبرات ما بين أصحاب الأعمال والمشاريع التجارية.

 

 

 

 

دور حضاري

وتنسجم مشاركة المتحف مع أهداف وتطلعات جائزة الرؤية الاقتصادية من خلال سعيه إلى تقديم رافد اقتصادي بديل، وتغيير المفهوم السائد عن اعتماد المؤسسات الحكومية على الموازنة العامة للدولة إلى تحقيق نسبة معقولة من الاكتفاء الذاتي من إيرادات المؤسسة، مع الاهتمام بالحفاظ وإبراز الهوية العمانية ومكنونات التراث المادي وغير المادي للسلطنة، إضافة إلى تسخير التقنية ووسائل العرض الحديثة والمتنوعة، وتقديم الخدمات بما يتماشى مع أرقى الأنظمة المعمول بها في القطاع المتحفي حول العالم. كما أن مشاركة المتحف الوطني في جائزة الرؤية الاقتصادية أتت يقيناً من القائمين والعاملين في المتحف بأهمية الجائزة، وتأكيدا للأدوار الحضارية والتعليمية التي يقدمها المتحف. وأولى المتحف الوطني اهتماما خاصا بالمجتمع، فإلى جانب أدواره المعهوده التي يقدمها لزواره من الأفراد أوالمؤسسات المحلية والأجنبية خلال زياراتهم؛ فإنَّ المتحف يعتبر المجتمع شريكا أساسيا في إبراز الهوية العمانية الفريدة والأصيلة، ويتجلى ذلك في إتاحة المجال للكثير من الحرفيين والموهوبين وللفرق الشعبية لتقديم نفسها من خلال المتحف خلال عديد المناسبات التي يستضيفها المتحف، كما أن مركز التعلم المتحفي وإلى جانب تركيزه على فئات طلاب المدارس والكليات والجامعات؛ فإنه يهتم أيضًا بتثقيف المجتمع حول ما يرتبط بالقطاع المتحفي والتاريخي والتراثي والأثري والسياحي وغيرها من المجالات التي يُقدمها المركز من خلال محاضراته وندواته المجانية للزوار، وبشكل مُستمر منذ افتتاح المتحف.

الصناعة المتحفية

ويُعد المتحف الوطني مشروعا رائدا في قطاع الصناعة المتحفية ليس على المستوى المحلي فقط بل إنه ينافس بفخر وشرف المتاحف الإقليمية والدولية في هذا المجال، وأهم عناصر الإبداع والابتكار فهو أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة "برايل" باللغة العربية للمكفوفين، كما أنه أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة المخازن المفتوحة، بالإضافة إلى كونه أول متحف بالسلطنة يتضمن مركزًا للتعلم المتحفي، فضلا عن أنه أوَّل متحف بالسلطنة يتضمن مرافق للحفظ والصون الوقائي، وفق أعلى المقاييس الدولية وأيضًا هو أول متحف بالسلطنة يتضمن قاعة عرض صوتية ومرئية؛ بتقنية (UHD).

أنشىء المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (62/2013م) الصادر بتاريخ (16 من محرم سنة 1435هـ) الموافق (20 من نوفمبر 2013م) وهو يتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الإداري والمالي.

ويهدف المتحف إلى تقديم الرؤية والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة، وبما يُحقق نقلة نوعية للقطاع المتحفي تماشيًا مع أفضل المعايير والممارسات المتحفية في العالم، إضافة إلى توظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات الإدارة المتحفية، وإدارة المقتنيات، والعرض، والمعروضات، والمعارض، والأنشطة الخاصة، وخدمة الزوار، والتربية المتحفية، والبحوث، والإصدارات، والعلاقات العامة، والتسويق وممارساته، ونظم الأمن المتحفي.

وعمل المتحف منذ افتتاحه في 30 يوليو 2016 على خدمة زواره بأفضل ما يمكن، والأخذ بملاحظاتهم وتعليقاتهم لتطوير العرض والمعروضات حيث توجت هذه الجهود بحصول المتحف الوطني على جائزة الرؤية الاقتصادية كأفضل مشروع حكومي لعام 2017م تأكيدًا على أهمية المتحف كمشروع ثقافي وسياحي.

ويضم المتحف الوطني (14) قاعة للعرض المتحفي الثابت تغطي مساحة (4000) متر مربع، من أصل مساحة البناء التي تبلغ (13700) متر مربع، وتم توزيع محتوياتها وفق السياقين الزماني والموضوعي، وهذه القاعات هي: قاعة الأرض والإنسان، قاعة التاريخ البحري، قاعة السلاح، قاعة المنجز الحضاري، قاعة الأفلاج، قاعة العملات، قاعة ما قبل التأريخ والعصور القديمة: بات والخطم والعين، قاعة ما قبل التأريخ والعصور القديمة: أرض اللبان، قاعة ما قبل التأريخ والعصور القديمة: ما قبل الـتأريخ، وحضارة ماجان، والعصر الحديدي، قاعة عظمة الإسلام، قاعة عُمان والعالم، قاعة عصر النهضة، قاعة التراث غير المادي، وقاعة المقتنيات (منظومة المخازن المفتوحة).

إلى جانب ذلك، توجد قاعة مخصصة للمعارض المؤقتة بمساحة (376) مترًا مربعًا تم تصميمها وفق الضوابط والمعايير المتبعة عالميًا لهذا النوع من المنشآت. ويضم المتحف أيضًا أول مركز للتعلم المتحفي في السلطنة، وأول مرافق للحفظ والصون الوقائي صممت وفق المعايير الموضوعة من قبل المجلس الدولي للمتاحف، إضافة إلى بنية تحتية تكاملية للفئات الخاصة، مثل رموز لغة (برايل) بالعربية في سياق التفسير المتحفي الثابت.

الأثر البيئي والاجتماعي

وللمشروع أثر بيئي اجتماعي مُهم يتمثَّل في المُحافظة على الإرث الحضاري والتاريخي للسلطنة والاطلاع على حضارة وتاريخ عمان مجتمع في مكان واحد متمثل في المتحف وغرس الانتماء وحب الوطن للأجيال عن طريق تعريفهم بتاريخ وعراقة الحضارة العمانية عبر العصور وتعريف الجاليات المقيمة والسياح القادمين لزيارة السلطنة بالجوانب التاريخية والحضارية سواء التاريخ المادي والتاريخ غير المادي ومشاركة أبناء السلطنة من فئة الأطفال والطلبة بجميع مستوياتهم العلمية في ورش عمل وندوات عن طريق مركز متخصص للتعلم.

ويفخر المتحف الوطني بأنَّ نسبة التعمين الحالية هي 100%، وقد تزامن العمل في بناء المتحف الوطني مع توقيع مذكرات تفاهم في مجالات التأهيل والتدريب لموظفي المتحف الوطني بالتعاون مع أعرق المتاحف وبيوت الخبرة العاملة بالقطاع المتحفي حول العالم، ومنها (مؤسسة كالوست جولبنكيان البرتغالية، مؤسسة سميثسونيان الأمريكية، متاحف تيت البريطانية، متحف الهيرميتاج في روسيا الاتحادية وغيرها) وقد استفاد موظفو المتحف من هذه البرامج من خلال الدورات التدريبية التي نظمت محليا وخارجيا. ترتكز الميزة التنافسية لخدمات ومنتجات المتحف الوطني على التفرد، وتجنب التكرار أو التقليد، من أجل ذلك سعى المتحف إلى تقديم قيمة مضافة لزواره تمثلت في تقديم الضيافة التقليدية داخل المتحف، وإثراء محتوى العرض المتحفي بالتنوع والإثارة، وتخصيص أركان خاصة للأطفال بقاعات المتحف، إضافة إلى توفير شاشات تفاعلية عالية الجودة، وقاعة سينما بتقنية عرض متطورة، وإتاحة الفرصة للزوار للتفاعل مع بعض القطع المعروضة ولمسها أو تجربة ترميم وصيانة قطع أخرى مختارة، كما أن محل الهدايا بالمتحف يعمل على ابتكار منتجات مستوحاة من القطع المعروضة بالمتحف، وتناسب جميع الأذواق والاهتمامات لزوار المتحف.

شراكة مع المُجتمع

وتزامنًا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، وقعت شركة "بي. بي. عُمان" والمتحف الوطني بتاريخ 16 نوفمبر 2015م اتفاقية تعاون، تدعم بموجبها شركة بي. بي. عُمان، جميع مناشط مركز التعلم بالمتحف. وبموجب هذه الاتفاقية قام المتحف الوطني بالتعاقد مع متحف فيكتوريا وألبرت بالمملكة المتحدة؛ بهدف تزويد المركز بمنهج علمي يستقي محتواه من أفضل الممارسات المثلى الدولية المتبعة في المراكز التعليمية. وقد عُقدت الاتفاقية بمبنى وزارة التراث والثقافة تحت رعاية صاحب السُّمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة ورئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، ومايكل تاونسند الرئيس الإقليمي لشركة بي. بي. في الشرق الأوسط. يسعى المتحف الوطني إلى تقديم الرؤية والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة، وإبراز مكنونات التراث العماني المادية وغير المادية، وتوظيف أفضل الممارسات المتبعة في المجالات المتحفية المختلفة، ويهدف في تحقيق رسالته الثقافية والإنسانية إلى ترسيخ القيم العمانية النبيلة، وتفعيل الانتماء، والارتقاء بالوعي العام لدى المواطن والمقيم والزائر، من أجل عمان وتاريخها وتراثها وثقافتها. ويتبع المتحف الوطني المعايير والمواصفات الدولية التي ينظمها المجلس الدولي للمتاحف (ICOM).

وشارك المتحف الوطني في عديد الفعاليات الدولية والمحلية منها معرض "عمان والبحر" في فرنسا عام 2015م ومعرض "على خطى السندباد" في فرنسا 2016م ومحاضرة "بين التقاليد والابتكارات المتحفية: المتحف الوطني نموذجا" في الجمعية البريطانية العمانية في بريطانيا 2016م والمشاركة في "فن أبوظبي" في الإمارات العربية المتحدة في 2016.

وركز المتحف الوطني جهوده على تنفيذ برنامج الحفظ والصون لتأهيل المقتنيات المتحفية التي تم انتقاؤها وفق قصة السرد المتحفي بدءًا من العام ٢٠١٠م، حيث يبلغ إجمالي عدد اللقى في المتحف (١٢٥٨٣)؛ وتم تأهيل أكثر من 5466 قطعة، إذ يضم كادر المتحف أول أربع خبيرات ترميم عُمانيات في السلطنة.

مركز التعلم

ويعد المتحف الوطني أوَّل متحف في السلطنة يمتلك مركز تعلم مجهزًا وفق المقاييس العالمية، ويضم المركز العديد من المرافق التي لا نظير لها في هذه المرحلة في المتاحف الأخرى في السلطنة، وبالتالي فهي تمثل موردًا هامًا لمختلف البرامج التعليمية وخصوصًا كونها تتمحور حول مقتنيات المتحف الوطني. ويهدف مركز التعلم الذي ترعاه شركة بي.بي عُمان، ومن خلال مختلف البرامج التعليمية التي يقدمها إلى رفع مستوى الوعي العام حول أهمية التراث الثقافي العُماني، بما يخلق المزيد من الاهتمام - لدى كافة فئات الزوار- بتاريخ عُمان العريق. وذلك عن طريق ورش العمل والأنشطة والجولات الإرشادية المخصصة لطلاب المدارس بكافة الفئات والأعمار بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى إقامة ورش عمل خاصة للكبار، وورش للعائلات، وبرنامج صيفي مع معرض مصاحب، وندوات ومحاضرات يقدمها خبراء من مختلف دول العالم وفي مختلف المجالات التخصصية والعامة، العلمية والأدبية. وقد بلغ عدد المحاضرات التي قدمها مركز التعلم حتى شهر مارس 2017م اثنتي عشرة محاضرة قدمها محاضرون من السلطنة، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، والمملكة المتحدة. كما نظم مركز التعلم بعض الورش للفئات الخاصة من المكفوفين.

وجميع الأنشطة التي يقدمها المركز مجانية ولا تتطلب سوى التسجيل المسبق. وتتمثل أهداف مركز التعلم بالمتحف الوطني في تولي زمام قيادة القطاع المتحفي بالسلطنة في ما يخص الجوانب التعليمية والتربية المتحفية، ودعم المناهج الدراسية المعتمدة في السلطنة، من خلال بناء جسور بين مختلف جوانب تلك المناهج وبين الأنشطة الدراسية التي تتمحور حول مقتنيات المتحف الوطني لمختلف المستويات الدراسية، وتوفير أدوات تطوير مهنية للمعلمين، مثل ورش العمل والدورات التدريبية الخاصة التي تتناول مجموعة واسعة من المواضيع، والمواد الدراسية، وتوفير أنشطة تعليمية مخصصة للعائلات والتي تستهدف الفئات العمرية المختلفة، وتطوير البرامج المناسبة التي من شأنها تشجيع السياح على زيادة معرفتهم بالتراث الثقافي للسلطنة، والعمل بالتعاون مع مختلف المؤسسات البحثية على الصعيدين المحلي والدولي لدعم عملية التعليم القائمة على البحث العلمي.

خدمات الزوار

ويُعنى قسم خدمات الزوار بوضع أسس وتنفيذ كل الخدمات التي تمكن الزائر من القيام بزيارة تثقيفية، مُمتعة ومريحة ويتجلى ذلك بمتابعة وتنظيم خدمات الإرشاد بما يتناسب مع مُختلف فئات الزوار واحتياجاتهم، وتشغيل ومتابعة خدمات الاستعلامات، والاستقبال وبيع التذاكر وتنظيم الزيارات الرسمية، هذا بالإضافة إلى متابعة إحصاءات أعداد الزوار وتنظيم عمليات الاستبانات ومتابعة آراء الزوار والاعتناء بمقترحاتهم لتطوير الخدمات التي يقدمها المتحف.

وبلغ إجمالي عدد زوار المتحف منذ افتتاحه وحتى نهاية شهر مارس الماضي 52.768 زائرًا من مُختلف الفئات والأعمار ومن مختلف دول العالم، وشكل طلاب المدارس النسبة الأكبر من الزوار. وقد بلغ عدد الوفود الرسمية 138 وفدًا من أهمهم وفد زيارة الأمير شارلز، ولي عهد المملكة المتحدة، وبان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة.

فيما يعنى قسم النشر والمطبوعات بالمتحف الوطني، بتصميم وإعداد وطباعة إصدارات المتحف من مطويات وكتيبات وغيرها؛ ويمثل كتيب "إضاءات" أو"Highlights" أولى إصدارات المتحف الوطني وهو مخصص لعرض مجموعة من أبرز اللقى في المتحف، وهو متوفر حاليًا باللغة الإنجليزية، والنسخة العربية قيد الطباعة وسوف تتوفر في المتحف خلال بضعة أسابيع.

تعليق عبر الفيس بوك