الشركة تحصد جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشاريع الاستثمار الأجنبي

"جلاس بوينت".. حلول مُبتكرة وآفاقٌ اقتصاديّة واعدة لصناعة النفط الثقيل في السلطنة

...
...
...

الرؤية- إيمان الحريبية
أشاد المهندس يعرب اليعربي نائب مدير عام تطوير المشاريع بشركة جلاس بوينت عُمان بحصول الشركة على جائزة الرؤية الاقتصادية في نسختها السادسة (2017) عن فئة أفضل مشاريع الاستثمار الأجنبي؛ حيث حلَّق مشروع "مرآة" الذي تنفذه الشركة على صدارة هذه الفئة.
وقال اليعربي إن جلاس بوينت سولار تعدّ شركة عالميّة رائدة في توفير حلول الطاقة الشمسية لصناعة النفط والغاز وتعمل في عددٍ من الأسواق الرئيسية حول العالم امتداداً من الشرق الأوسط وصولاً إلى ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد أثبتت تقنيتها المتفرّدة للاستخلاص المعزّز للنفط بالطاقة الشمسيّة نجاحاً منقطع النظير، حيث توفر الطاقة اللازمة لعمليات الإنتاج في حقول النفط الثقيل وبأقلّ التكاليف. وفي هذ السياق، تقوم تقنيات جلاس بوينت بجمع طاقة الشمس والاستفادة منها بدلاً من استنزاف مصادر الغاز الطبيعيّ وغيرها من مصادر الوقود، حيث تُساعد منتجي النفط على خفض التكاليف التشغيليّة، وفي الوقت نفسه الحدّ من انبعاثات الكربون الضارّة بشكلٍ كبير.
النفط الثقيل
وأضاف اليعربي أنه في الوقت الراهن يشكّل النفط الثقيل ما يزيد عن 70% من احتياطي النفط العالميّ، وعادةً ما يتم حرق برميلٍ واحدٍ من النفط كمصدر طاقة لإنتاج أربعة براميل أخرى من النفط الخام، كما يلزم استهلاك كمٍ هائلٍ من الوقود كالغاز الطبيعي لتوليد البخار في حقول النفط. وبين أنَّ الاستخلاص المعزز للنفط يمثلّ مجموعة من التقنيات المستخدمة بواسطة منتجي النفط حول العالم، والتي تعمل على زيادة معدّل كميات النفط المنتجة. وأوضح أنه عبر حقن البخار أو المواد الكيميائية أو الغاز في مكامن النفط في باطن الأرض، يمكن لهذه التقنية أن تزيد نسبة إنتاج النفط لأكثر من 300%، ونظراً لشحّ مصادر الغاز الطبيعيّ التي يتمّ استنزافها في عمليات إنتاج النفط الثقيل، كان لا بدّ من التفكير في حلولٍ إستراتيجيّة وفعّالة من الناحيتين الاقتصاديّة والبيئية. وأضاف أنه من هنا جاءت التقنيات الجديدة مثل تقنية جلاس بوينت لتمثّل حلّاً مثالياً لتوفير الطاقة من خلال المزاوجة بين مصادر الطاقة التقليديّة ونظيراتها من مصادر الطاقة المُتجدّدة؛ إذ تقوم تقنيتها للاستخلاص المعزّز للنفط بالطاقة الشمسيّة باستخدام ضوء الشمس المُركّز لتوليد البخار، مما يعمل على تقليل نسبة الوقود المستخدم، وفي المواقع المُشمِسة، يمكن أن تنتج هذه التقنية 80% من البخار اللازم لاستخلاص الخام الثقيل في حقول النفط.
وفي حديثه عن تقنية جلاس بوينت، قال نائب مدير عامّ تطوير المشاريع لدى جلاس بوينت عُمان: "على خلاف الألواح الشمسية التي تستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية، فقد صممنا حلّاً خاصاً للاستفادة من الطاقة الشمسية لتلبية احتياجات قطاع النفط والغاز؛ حيث تستخدم تقنية الأحواض المغلقة- التي طوّرناها- مرايا ضخمة ومنحنية تقوم بتركيز أشعة الشمس على غلايات أنبوبية تحتوي على الماء، وتقوم الطاقة المركّزة بعد ذلك بغلي المياه وإنتاج البخار على نفس درجة الحرارة وبنفس الضغط الذي يتمّ عند حرق الوقود لإنتاج البخار". وأضاف: "يتم حفظ أنظمتنا داخل بيوت زجاجية كتلك التي تستخدم للأغراض الزراعية لحماية الألواح الشمسية من الرياح والغبار والعواصف الرملية لزيادة فعالية الأداء وتوفير تكاليف المواد، كما يقوم نظام غسيل أتوماتيكي بتنظيف أسطح البيوت الزجاجية كل ليلة لضمان أفضل النتائج في البيئات الصحراوية، مما يوفر استهلاك المياه وتكاليف تشغيل العمالة اليدوية". وأشار إلى أن هناك عدة فوائد سيجنيها قطاع النفط والغاز جرّاء استخدام مثل هذه التقنيات التي أثبتت كفاءة وفعاليّة عالية في أعتى البيئات وأقسى الظروف.
النشأة والتأسيس
وأوضح اليعربي أن جلاس بوينت أسّست إدارتها الإقليميّة في السلطنة في أوائل 2012، ويتضمن أكبرُ المساهمين فيها كلّاً من شركة رويال داتش شل، وصندوق الاحتياطي العام للدولة، وهو أكبر صندوق ثروةٍ سياديةٍ في سلطنة عُمان تديره وزارة المالية. كما وسعت الشركة أعمالها في منطقة الشرق الأوسط من خلال افتتاح مكتبٍ لها في الكويت في عام 2014.
واستطرد اليعربيّ في حديثه عن مزايا تقنية جلاس بوينت، قائلا: "تتمثّل أهم مزايا تقنيتنا المستدامة في خفض الانبعاثات الكربونيّة الضارّة بشكلٍ كبير، الأمر الذي يعود بالنفع على بيئتنا المحليّة وتنوّعها الغنيّ. كما أنّ لها العديد من المميّزات الاقتصاديّة المهمّة التي تعزّز من القيمة المحليّة المضافة، حيث يمكن الاستفادة من كميات الغاز الطبيعيّ الناجمة عن استخدام طاقة الشمس في عدّة جوانب ذات مردودٍ اقتصاديٍ كبير كتصديره، أو إستخدامه لتوليد الكهرباء وتطوير صناعاتٍ جديدة، فضلاً عن الفرص الوظيفية والاستثماريّة المميّزة التي تنتج عن مشاريع الاستخلاص المعزّز للنفط وآثارها الإيجابيّة الكبرى على سلسلة التوريد المحليّة".
ولفت إلى أنه عقب النجاح الاستثنائيّ الذي حقّقه مشروعها التجريبيّ بالتعاون مع شركة تنمية نفط عُمان، فقد تمّ تكليف جلاس بوينت ببناء محطة "مرآة"، وهو مشروعٌ ضخم يفوق في حجمه المشروع التجريبيّ بأكثر من 100 مرّة، وسيمثّل "مرآة" عند اكتماله أحد أكبر محطات الطاقة الشمسيّة في العالم وبقدرةٍ إنتاجيّة تزيد عن (1) جيجاوات من الطاقة الحراريّة، كما سيولّد 6000 طن من البخار يوميّاً لسدّ احتياجات عمليات الاستخلاص المعزز للنفط الثقيل التي تنفذها شركة تنمية نفط عُمان في حقل أمل جنوب السلطنة.
وأكد أن المشروع سيوفر 5.6 تريليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعي سنوياً، وهي كمية يمكن الاستفادة منها في توفير الكهرباء للمنازل لأكثر من 209 آلاف شخص في عُمان. وبين أنه من الناحية البيئيّة، فمن المتوقع أن يساهم المشروع في الحدّ من البصمة الكربونيّة للسلطنة من خلال خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 300 ألف طن سنوياً، وهو ما يُعادل التوقف عن استعمال 63 ألف سيارة على الطرقات.
القيمة المضافة
وتابع أن مشروع "مرآة" ينطوي على إمكانيات كبيرة لإيجاد قيمة محليّة مضافة للسلطنة تتمثّل في استحداث فرص جديدة في مجالات تطوير سلسلة التوريد العُمانية، وتعزيز القدرات التصنيعيّة في مجال الصناعات المرتبطة بقطاع النفط والغاز، وزيادة الفرص التدريبيّة والوظائف للكوادر الوطنيّة الشابّة. كما سيمهد المشروع الطريق أمام اعتماد أساليب الاستخلاص المعزز للنفط باستخدام الطاقة الشمسية في عددٍ من القطاعات المرتبطة بالطاقة، مما سيُعزّز من النمو الكليّ ويدعم جهود التنويع الاقتصاديّ التي تنتجها السلطنة في طريقها نحو تقليل الاعتماد على النفط والغاز.
وبالنظر إلى ضخامة هذا المشروع، والذي سينتج أكبر كميّة من الطاقة الحرارية عند الذروة مقارنة بأي مشروع للطاقة الشمسية في العالم، فبإمكانه تحويل عُمان إلى مركزٍ عالميٍّ للتميّز في مجال الاستخلاص المعزز للنفط باستخدام الطاقة الشمسية، الأمر الذي من شأنه تسليط المزيد من الضوء على مقوّمات السلطنة واستقطاب الاستثمارات الأجنبيّة إليها بشكلٍ مباشر وغير مباشر.
وتكليلاً للجهود البنّاءة التي بذلتها جلاس بوينت على مدى الأعوام الماضية، فقد حصدت الشركة العديد من الجوائز والتكريمات، والتي كان آخرها "جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشاريع الاستثمار الأجنبيّ"، وذلك خلال حفل النسخة السادسة من جائزة الرؤية الاقتصادية 2017. كما شاركت جلاس بوينت في العديد من المؤتمرات الإقليميّة والعالميّة، وحازت فيها على العديد من الجوائز، نذكر منها على سبيل المثال، جائزة مؤتمر نظم الطاقة الشمسيّة والكيميائية لعام 2016 (SolarPACES) للابتكار التقني، وذلك نظير نجاح تقنيتها للبيوت المغلقة والتي تقوم بنشرها في مشروع ’مرآة‘ في الصحراء العُمانيّة. كما حصدت جلاس بوينت كذلك جائزة التميَز في "تقنية الطاقة الشمسية المركزة" وللعام الثاني على التوالي في إطار مشاركتها في مؤتمر الطاقة الشمسية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا "مينا سول" والذي أقيم في دبيّ العام الماضي. كما تمّ تكريم "مرآة"، والذي يقع جنوب سلطنة عُمان، بجائزة التأثير الدوليّة لعام 2016، والتي تنظمها شركة رويال دتش شل.
وتؤكد الشركة أن نشر الاستخلاص المعزز للنفط باستخدام الطاقة الشمسية على نطاق واسع سيُساهم في تعزيز الكفاءات إضافة إلى إيجاد خبرات جديدة في مجال تقنيات الطاقة الشمسية المبتكرة والصناعات المرتبطة بها. ومن خلال مثل هذه التقنيات الرائدة، كالاستخلاص المُعزز للنفط باستخدام الطاقة الشمسية، والذي تميّزت به شركة جلاس بوينت على مستوى العالم، فسترسخ سلطنة عُمان مكانتها في المنطقة في مجال إنتاج النفط والغاز، إذ إنّها تعمل اليوم على بناء نموذجٍ من الطراز العالمي لصناعة الطاقة الشمسية، جنباً إلى جنب مع صناعة النفط والغاز المتطورة فيها وفقاً لأعلى المعايير العالمية.

تعليق عبر الفيس بوك