المشاركات الخارجية لأنديتنا تحتاج إلى وقفة

...
...
...
...
...

تقرير

أحمد السلماني

على مدى 4 عقود ونصف العقد لم تحقق أنديتنا وفي كافة مشاركاتها الخارجية سوى لقب وحيد لنادي فنجاء عندما أهدى اللقب الخليجي للجماهير العمانية المتعطشة العام 1989، على حساب المحرق البحريني، ويومها أخرج هذا النادي القابع في جبال الداخلية الكرة العمانية من قوقعتها ومهد لميلاد قوة كروية قادمة على المستوى الإقليمي وحتى القاري بفتح آفاق جديدة لها من خلال تحررها من عقدة النقص والخسائر وتخلق فكر كروي جديد عنوانه ثقافة الفوز، فحقق نادي عُمان وصافة آسيا العام 1993 كما كانت هناك محاولات لأندية النهضة آسيويًا والسيب خليجيًا.

في تسعينيات القرن الفائت أدرك القائمون على الكرة العمانية أهمية البناء السليم للكرة العمانية ومنظومتها، فكان الاهتمام بالفئات السنية وقطاع الناشئين لتجني ثمار ذلك بحلول منتخب الناشئين ثالثاً آسيويا وفاجأ العالم بحلوله رابعًا في كأس العالم بالإكوادور العام 1995 بل وحصل نجمه محمد عامر الكثيري على لقب الهداف وأفضل لاعب في العالم، كما حقق الناشئون بعد عام لقب كأس آسيا وصعدوا للنهائيات العالمية في القاهرة ليخرجوا من دور الثمانية ومن الباب الواسع كل هذه كانت مؤشرات لبروز قوة آسيوية كروية جديدة، ولكن أين أنديتنا من معادلة كرة القدم العمانية؟.

كرة القدم الحديثة هي منظومة متكاملة تقف على عمودين غاية في الأهمية ولا يستقيم بنيانها إلا بهما وهما المنهجية والمال، وهو ما نفتقده في كرتنا الحالية وبالتالي تأتي مشاركاتنا الخارجية لتفضح واقع الكرة العمانية الذي هو في الأصل ليس سوداويا بقدر ما هو بحاجة إلى "إرادة النجاح" من خلال بروز شخصيات كروية بحس إداري عالٍ يوجه مقدرات ومكتسبات الأندية والمنتخبات نحو منصات التتويج.

بالأمس القريب خرج فنجاء من البطولة العربية وباتت مهمة السويق وصحم صعبة آسيوياً بخسارة الأول من الأهلي الأردني وتعادل عادل لصحم أمام الوحدات الأردني وهذا ليس بجديد فقد اعتدناه في مشاركاتنا الخارجية وبتنا نخسر أمام أندية من دول تعاني سياسيا وحتى اقتصاديًا وبالتالي فقد يرقى ما يحدث لنا إلى كونه"لغز" غير مفهوم وبحاجة إلى إعادة نظر.

فالأمر غير المفهوم أن نادي مثل السويق ضخ عشرات الألوف بتعاقدات رنانة محلياً واستجلب جهازا فنيا مشهودا له بالكفاءة وحقق إنجازات ومثله تقريبًا فعل صحم ومع ذلك فهما بعيدان نسبياً عن فرق الصدارة بالدوري وإن كانا بالكأس في المربع الذهبي، ولكنهما حتى الآن خذلا الكرة العمانية خارجيًا في تكرار لمشهد اعتدناه.

يتحدثون عن ضغط المباريات والإمكانيات المادية المحدودة ونتفق مع كل هذا إلى حد ما ولكن ومن وجهة نظر محللين والحديث مع خبراء بالكرة العمانية فإنّ المشكلة تكمن في عدم وجود "إرادة الفوز" وأننا عدنا مجدداً لعقدة النقص وبأن المنافسين الآخرين هم أفضل منّا وهذه فيما يبدو تعيدنا مجددا إلى أهمية بناء أعمدة "المنهجية السليمة وحسن إدارة وتوجيه المال" وبالتالي صار حريا بالاتحاد العماني أن يتبنى قرارا شجاعا بوقف المشاركات الخارجية حتى حين.

تعليق عبر الفيس بوك