مستشفى السلطان قابوس الجديد بصلالة.. إلى متى؟

عبد الله العليان
قبل عدة أسابيع قرأت تغريدة لأحد أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، نقلاً عن أحد المسؤولين؛ ما خلاصته أنّ مناقصة المستشفى الجديد بصلالة، سيتم الإعلان عنها في شهر مارس المنصرم، ولاقت هذه التغريدة ارتياحاً كبيراً من المواطنين؛ لكون أنّ هذا المستشفى جاء بتوجيهات سامية ليكون المستشفى المرجعي المتكامل بمحافظة ظفار، وبديلاً لمستشفى السلطان قابوس الأقدم، الذي مرّ على إنشائه ما يقارب 40 عاماً، لكن لم تنزل هذه المناقصة في الشهر المنصرم، كما جاء في التغريدة نقلاً عن ذلك المسؤول، ولا نعرف سبب التأخير، وربما السبب تكون إجراءات فنية أو إدارية أخّرت المناقصة، لكنّ الإشكالية أنّ بناء هذا المستشفى مّر عليه ما يقرب من سبعة أعوام، فقد كان ضمن الخطة الخمسية الثامنة الماضية، ونحن ندخل الآن في الخطة الخمسية التاسعة، وهي تدخل الآن عامها الثاني تقريباً، ولم يتم إسناد المناقصة لمقاول حتى الآن؛ لذلك أصبح هذا المستشفى حاجة ملحة خاصة أنّ المستشفى الحالي بصلالة اقترب من عقده الرابع، وهو المستشفى المرجعي الوحيد لكل الولايات بالمحافظة، ومرافقه أصحبت قديمة، والسعة أيضا لم تعد بذات القدرة السابقة لاستيعاب المواطنين وغيرهم من الوافدين العاملين والمقيمين، إلى جانب أنّ بعضاً من جيراننا من اليمن الشقيق، يتم علاجهم بهذا المستشفى، ونحن لا نريد أن نفتح الكلام الكثير عن هذا المستشفى، وعن تدني خدماته الطبيّة كما يتحدث عنه الكثيرون كما جرى الحديث عنه في السنوات الماضية، وعن الكلام الذي يُقال بكثرة عن الفيروس في أماكن العمليات الجراحيّة به ووفيات حصلت لهذا السبب - والوزارة نفت القول واعتبرته من الشائعات- لكن الذي يهمنا أنّ هذا المستشفى أصبح غير قادر على القيام بالدور الصحي المطلوب، ولا شك أنه أدى دوراً مهماً في العقود الماضية سواء من الأطباء أو الممرضين أو الإداريين حسب طاقتهم، ولذلك أصبح بناء المستشفى المرجعي الذي نحن بصدد الحديث عنه ضرورة صحية، والتأخير يثير الاستغراب حول هذا المدة الطويلة، وكلنا يعرف أنّ في فصل الخريف؛ وهو الموسم الذي يرتاده مئات الآلاف من المواطنين العمانيين من كل محافظات السلطنة، إلى جانب عشرات الألوف من دول مجلس التعاون، وهذا يشكل مشكلة كبيرة للمستشفى الحالي بإمكانياته وقدرته الاستيعابية والضغط الكبير على الأطباء والممرضين، سواء من ناحية نقص عدد الأطباء بالمقارنة بالحالات التي تأتي للعلاج، أو عدد الأسِرَّة التي لم تستطع استيعاب حالات الترقيد، بالإضافة إلى أن المستشفى يحتاج إلى أطباء في الحالات المستعصية التي أغلبها يتم نقلها إلى المستشفيات في العاصمة مسقط، بحكم وجود الأطباء الأكفاء، أو ربما لوجود الأجهزة المُتقدمة التي يفتقر إليها المستشفى بصلالة، وإن كان في السنوات الماضية قد تمّ استحداث وحدة للقلب مع الأجهزة المطلوبة، إلى جانب بعض المراكز الصحية التي تقدم العلاج أيضا للأمراض غير المستعصية والخفيفة وفي أوقات محددة.
لقد شاهدت بنفسي بعض الحالات في الطوارئ منذ فترة حيث إنّ الطبيب المناوب- وهم عادة اثنان أو ثلاثة أحياناً عند الضرورة في الغالب الأعم- لا يستطيع الوفاء بما يحتاجه المريض في الطوارئ في بعض الأحيان: هل يعالج المريض الواقف أمامه؟ أم يتابع مريضا آخر في غرفة الملاحظة؟ أو يتابع الحالات المُستجدة خاصة الحوادث الطارئة والمستعصية؟ إلى جانب نفسيّة الطبيب وهو في هذا الظرف المرتبك وتزاحم الحالات وأثر ذلك على العلاج.
الواقع أنّ الإسراع ببناء المستشفى الجديد المرجعي، أصبح ضرورة ملحة للأسباب التي ذكرناها ولازدياد عدد السكان، وكذلك المقيمين والزائرين، حيث إنّ السلطنة أصبحت واجهة سياحية واستثمارية، تتوسع مع الوقت والزمن، ومن هنا بات من المهم المواكبة والاستعداد لكل المؤسسات المُهمِّة والضروريّة ومن أهمّها مؤسسات العلاج التي نحن بصدد الحديث عنها في هذا المقال، ونأمل ألا يتأخر هذا المستشفى المرجعي أكثر مما تأخر..
رسالة لمن يهمه الأمر.