شركتي تنهار


وليد العبري
Wali7-alabri@hotmail.com

لكن لماذا التوازن صعب للغاية؟ أظن إنه صعب لوجود العديد من الأفخاخ تبقينا بنفس المكان، سأتحدث عن اثنين ولكن هناك الكثير.
دعنا نتحدث عن فخ البحث الدائم، اكتشفنا شيئا لكن ليس لدينا الصبر والمثابرة لصنعه وعمله بالشكل المطلوب، لذلك بدلا من البقاء عليه نصنع شيئًا جديدا، ولكنه يذهب بنفس المنحى، حتى أصبحنا في حلقة مفرغة من التوصّل إلى الأفكار وعندها نكون محبطين. شركة "NOKIA" مثال جيد على ذلك، ولكننا لا نشاهد ذلك في الشركات فقط، نشاهده أيضًا في القطاع العام، نعلم جميعًا أنّ أي نوع من الإصلاح الفعال للتعليم والأبحاث والصحة وحتى الدفاع، يستغرق 10 أو 15 أو ربما 20 سنة كي ينجح. لذلك نقوم بتغيير سريع ومتكرر، ولذلك نحن لا نعطيهم الفرصة والوقت الكافِ لإثبات ذلك.
الفخ الآخر هو فخ النجاح، "Facet" وقعت في فخ النجاح، أمسكوا حرفياً بالمستقبل في أيديهم ولكن لم يتمكنوا من رؤيته، كانوا ببساطة جيدين في عمل ما يحبون، والذي لم يقوموا بتغييره، نحن كذلك أيضًا، عندما نعرف شيئًا بشكل جيد، يكون من الصعب تغييره، قال بيل جيتس: "النجاح معلم رديء يغرينا لنظن أننا لا نفشل" هذا هو تحدي النجاح.
لذلك أعتقد أنّ هناك بعض الدروس التي تنطبق علينا هنا في عُمان، وتحديدا في الشركات الكبرى والحكومية، لذلك يجب أن يكون الدرس الأول هو: استباق الأزمة، وأعتقد أن العديد من الشركات سوف يظلون يدفعون باستمرار نحو المعركة القادمة.
ولتحقيق هذا كله يجب دعوة الموهوبين من الناس للانضمام إلى الشركة، لا اعتقد أنّه ممكن لأي منا أن يكون قادرا على الموازنة بين الاكتشاف والاستثمار بنفسه، أعتقد أنها لعبة جماعية، وأعتقد أنّ المؤشر لقوة الشركة هو أن تفتح المجال للتحديات، والمؤشر في المجلس الإداري الجيد هو التحدي البناء، وأخيرًا اعتقد أنّ ذلك هو التربية الجيّدة أيضًا.
ومن المهم الحذر من النجاح، ومن المفيد التفكير في الإنجازات التي حققتها الشركة، ولكن تذكر أنّه لن يدوم عليه الحال إن لم يتم الأخذ في الاعتبار النقاط السابقة التي ذكرناها، وإن تحقيق التوازن بين الاستكشاف والاستثمار له فوائد جمة، لكنه صعب، ويجب أن نكون واعين، وأخيرًا إنّ الجمال الحقيقي يكمن في التوازن.

 

تعليق عبر الفيس بوك