هل تلبي "القمة" تطلعات الشعوب العربية؟!

تنطلق اليوم في البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية أعمال القمة العربية العادية الثامنة والعشرين بمشاركة السلطنة؛ حيث يطرح القادة وزعماء الدول الأعضاء في الجامعة العربية وممثلوهم على جدول أعمالها عدداً من الملفات على الساحة العربية، واتخاذ القرارات المُناسبة بشأنها.
ومن المُقرر أن تناقش القمة الأزمات العربية في كل من سوريا واليمن والعراق وليبيا، وكذلك القضية الفلسطينية ودعم الاستقرار في الدول العربية، ورفض التدخلات في المنطقة من أي قوة خارجية. المُلاحظ في هذه القمة أنَّها لن تخرج عمَّا جرت عليه العادة في سابقاتها من القمم العربية التي عقدت في عدد من العواصم العربية، على مدى سنوات ماضية، بل ستواصل النهج البروتوكولي من خلال مُناقشة واستعراض ممثلي الدول العربية الأعضاء لمُختلف القضايا ورؤية كل دولة إزاء إنهاء حالة التوتر والعنف ووقف نزيف الدم في بعض البلدان العربية، فضلاً عن التأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المُستقلة، ورفض الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية واستباحة دماء الشعب الفلسطيني، وغيرها من الموضوعات المتكررة..
بيد أنَّ قمة هذا العام تنعقد وقد بلغت الأزمات العربية منعطفًا خطيرًا، لا يُمكن معه مواصلة إصدار بيانات التنديد والشجب والتأكيد على الحقوق دون خطوات فاعلة تضمن تحقيق التطلعات المرجوة من وراء هذا الاجتماع.
تنعقد قمة عمّان وقد آلت الوقائع على الأرض السورية إلى أوضاع بالغة التعقيد، يصعب معها حلحلة الأزمة إلا عبر التوافق بين القوى الفاعلة ووضع مصلحة المواطن السوري دون سواها في مُقدمة الأهداف. وكذلك الحال فيما يتعلق بالملف الليبي، إذ يتعين على الدول العربية الوقوف صفًا واحدًا خلف قيادة سياسة واحدة وموحدة تعيد الاستقرار إلى ليبيا وتحقق آمال مواطنيه عقب سنوات عجاف من التدمير والاقتتال الداخلي، والأمر كذلك في اليمن الذي يُعاني المجاعة والفقر وانهيار الخدمات. كما يجب أن تتخذ القمة قرارات حاسمة تضمن الحق الفلسطيني وفق المواثيق الدولية والقرارات الأممية، وتقطع الطريق على المحتل الإسرائيلي فيما يرمي إليه من خُطط خبيثة.
إنَّ الشعوب العربية لطالما نادت هذه القمم بتنفيذ ما تتخذه من قرارات، من خلال وضع آلية عمل لكيفية التطبيق، لذلك يتعين على القائمين على أمر القمة أن يلبوا نداءات الشعوب بما يرسخ العمل العربي المشترك ويدعم مسيرة التعاون بين الدول الأعضاء.

تعليق عبر الفيس بوك