تكريم الراحلين محمد الشنفري وسالم بهوان

"جمعيّة المسرح" تحتفي باليوم العالمي وتعلن إطلاق جائزتين التأليف وشخصية العام

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط – الرؤية
احتفلت الجمعية العمانية للمسرح على مسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية تحت رعاية وزير الإعلام معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني باليوم العالمي للمسرح الذي يصادف 27 من مارس من كل عام.
بدأ الحفل بكلمة اليوم العالمي للمسرح التي كتبتها ايزابيل هيوبرت من فرنسا وقرأها الكاتب بدر الحمداني جاء فيها: ها نحن مرة أخرى نجتمع في الربيع سوياً، منذ 55 عامًا كان اجتماعنا الافتتاحي بيوم المسرح العالمي.
هو يوم واحد فقط، 24 ساعة خصصت للاحتفال بالمسرح في كل أنحاء العالم، نحن هنا في باريس المدينة الرائدة الجاذبة لمختلف المجاميع المسرحية الدولية نلتقي لنبجل المسرح، باريس مدينة عالمية مناسبة لاحتواء تقاليد المسرح العريقة من مختلف بلدان العالم في يوم الاحتفال بالمسرح.
 من هنا.. من عاصمة فرنسا بإمكاننا أن نرحل مع أنفسنا إلى اليابان من خلال تجاربنا في مسرح النو ومسرح بونراكو الياباني، من هنا نتتبع خطاً محملاً بالأفكار والتعابير المتنوعة ليصل بنا أوبرا بكين والكاتاكالي الهندي، كما أن خشبة المسرح تسمح لنا بالربط بين اليونان والدول الاسكندنافية مغلفين أنفسنا بأبسن وإيسكيلوس، سوفوكليس وستريندبرغ سمحوا لنا بالتحليق ما بين إيطاليا وبريطانيا بينما نحن نتردد بين ساره خان وبرانديلو، في غضون 24 ساعة فقط يمكننا أن ننتقل من فرنسا إلى روسيا من راسين و مولير إلى تشخيوف، كما أننا نستطيع أن نعبر المحيط الأطلسي كرصاصة إلهام لنمارس المسرح في حرم جامعي ما في ولاية كاليفورنيا لنغري طالبا شابا ما ونكتشف موهبته لنجعل منه اسماً لامعاً في عالم المسرح.
بالفعل المسرح لديه حياة مزدهرة يتحدى بها الوقت والفضاء، أغلب المنمنمات المسرحية المعاصرة يتم تغذيتها من خلال إنجازات القرون الماضية، جل الكلاسيكيات السابقة في المسرح تصبح حديثة وتبث فيها الحياة من جديد بمجرد إعادة عرضها مرة أخرى، المسرح يبعث من جديد من خلال رماده، يظل المسرح حيًّا من خلال إعادة تدوير أشكاله القديمة وتشكيلها من جديد.
من التفاؤل نستمد أكسير الحياة
وتابع الحضور بعدها عرضًا مرئيا استعرض أهم أنشطة المسرح العماني كمهرجان الرستاق للمسرح الكوميدي ومهرجان مزون الدولي لمسرح الطفل ومهرجان الدن العربي لمسرح الكبار والطفل والشارع كما سلّط العرض الضوء على العروض والورش المسرحية، ألقى بعدها الدكتور عبدالكريم جواد كلمة المسرحيين العمانيين قال فيها: كنت أخشى وما زلت أخشى أن يتحول يوم الاحتفال بالمسرح العالمي إلى يوم للندب والرثاء وسأسعى ألا أفعل ذلك، فمن التفاؤل نستمد إكسير الحياة نحن كمسرحيين، النبض فينا مخضب بروح الانطلاق نحو عوالم سرمدية ورؤى استشرافية تختزل الموروث وتجادل الحاضر وترنو نحو آفاق المستقبل، في منتصف خمسينيات القرن الماضي أطلق الممثل والكاتب المسرحي البريطاني جون أوزبون صرخته المدوية: "أنظر خلفك بغضب"، مثلت صرخته جيلا من المسرحيين الذين تطلعوا نحو التغيير والتجديد للنهوض بمجتمعاتهم.
ولكنني لن أنظر خلفي بغضب، فحصاد المسرح في عمان يانع غض، هو جيل من المسرحيين الذين عشقوا المسرح، وبذلوا في سبيله كل جهد ممكن، فبادلهم المسرح عشقا بعشق وعطاء بعطاء.. جيل من المسرحيين عبر فرقهم المسرحية يفعلون الحراك المسرحي من أقصى البلاد إلى أقصاها بإمكانيات غاية في المحدودية وتحديات ليس لحصرها من سبيل.
ولعلنا هنا نتطلع إلى تحقيق آمال سترفد المسرح في عمان بزخم وافر من التطور والارتقاء، وقد وضعت لبناتها الأولى: تفعيل الدراسات المسرحية في جامعة السلطان قابوس، وتفعيل الخطة الاستراتيجية لتطوير المسرح العماني، وتشييد المسرح الوطني.
الشنفري وبهوان
ثمّ تابع الحضور عرضًا مرئيا عن الفنان الراحل محمد سعيد الشنفري وهو أحد رواد المسرح العماني كما تابعوا عرضا مرئيا عن الفنان الراحل سالم بهوان وهو من أهم المسرحيين الداعمين للحركة المسرحية، وفي ختام الحفل ألقى رئيس الجمعية العمانية للمسرح حسين بن سالم العلوي كلمة قال فيها: شكرا لكم لأنكم هنا اليوم، شكرا لكم لأنكم تقولون للعالم إننا عرفنا المسرح ونثق بقدرته على التغيير في الوعي الذي يحرك السلوك نحو الأفضل، ليمكن الإنسان من المشاركة الإيجابية في بناء الحضارة شكرا لأنكم جئتم لمساندة أحد أعرق وأقدم الفنون التي عرفها الإنسان فساهم في تطور ونمو وازدهار مجتمعاته.
وأشار العلوي إلى التحديات والصعوبات التي تواجهها الجمعيّة العمانية للمسرح والتي من شأنها أن تؤخر حركة الجمعية ومن بينها أساسيات الإنتاج وخاصة المادية. وتحدث عن الإنجازات التي حققتها الجمعية وقال: أول ما سعينا له هو توفير المكان الذي نستطيع بوجوده الالتقاء كمجلس إدارة ووضع الخطط والبرامج ومناقشة الصعوبات، وفتح قنوات التواصل مع أعضاء الجمعية بإنشاء الموقع الإلكتروني.
وعن رؤية الجمعية وخطتها قال: ليس هناك أجمل من اليوم لنطلق لكم جائزتين نرى أنّهما سيثريان الحركة المسرحية في عمان الأولى هي مسابقة التأليف المسرحي التي نهدف من خلالها إلى حث الكتاب العمانيين على إثراء مكتبتنا بالنصوص التي تتناسب وطبيعة مجتمعنا وقضايانا وهمومنا وإنجازاتنا، نصوص تحمل ملامحنا وهويتنا، كما نسعى من خلالها لاكتشاف كُتّاب جدد يستكملون ما بدأه أصدقاؤهم وزملاؤهم المسرحيون. ومن شروط المسابقة أن يكون المشارك من أعضاء الجمعيّة العمانية للمسرح وألا تكون النصوص المقدمة للمسابقة طبعت في كتاب أو نشرت في أي وسيلة نشر، وألا تكون النصوص المقدمة قد شاركت أو فازت في مسابقات مشابهة. أمّا عن موعد إطلاق المسابقة فهو في احتفالية اليوم العالمي للمسرح من كل عام، أي أن اليوم نعلن لكم انطلاق المسابقة في دورتها الأولى على أن يكون آخر موعد لتلقي المشاركات هو الأول من فبراير عام 2018.
أمّا الجائزة الثانية فهي جائزة شخصية العام المسرحية تكريمًا للشخصيات التي بذلت جهدها وفكرها خدمة للمسرح العماني والتي بلا شك تستحق منا كل الثناء والتقدير.
وحرصا من الجمعية على أن تكون الجائزة صادقة وذات معايير دقيقة فقد تم تشكيل لجنة تضع لائحة تحدد شروط وآليات الترشح والاختيار ضمت هذه اللجنة كل من: الدكتور عبدالكريم بن علي جواد والفنان طالب بن محمد البلوشي والفنان موسى بن عبدالله القصابي والفنان مصطفى بن محمد العلوي والمخرج محمد خلفان الذين صاغوا أهداف المسابقة ومعايير الاختيار والتزامات الجمعيّة.
ومن البرامج التي تخطط الجمعية العمانية للمسرح لتنفيذها برنامج مقهى المسرح الذي يسعى إلى تقارب المسرحيين، وزيادة فرص التقائهم والبدء في مشاريع تخدم الفنان والمسرح في سلطنة عمان، هو مقهى لحكايا قديمة في المسرح، لأبطال ذهبوا وأبطال باقين وأبطال تتشكل حولهم قصص جديدة، مقهى يجمع الممثل بالمؤلف بالمخرج بالمحب للمسرح، ويقدم وجبة ثقافية مسرحية لمرتاديه. وسيبدأ المقهى فعالياته مع بداية شهر مايو 2017.
موضحا أنهم مع التخطيط لهذه البرامج والمشاريع لم يغفلوا الطفل فهو المستقبل وهو من سيكمل المسيرة، فجاء برنامج "أطفال المسرح" الذي يستمر طوال العام في عروض وحكايات مسرحية للأطفال ويبدأ في شهر أبريل.
وفي نهاية الحفل كرمت الجمعية العمانية للمسرح الفنان محمد سعيد الشنفري والفنان سالم بهوان وقدمت درعا تذكارية لراعي المناسبة.

تعليق عبر الفيس بوك