أكد أن الاندماجات تعزز قوة القطاع .. وإمكانية دراسة الاستحواذ على حصص إضافية

خالد الكايد لـ"الرؤية": تحقيق بنك نزوى لأول أرباح سنوية يترجم نجاح الصيرفة الإسلامية بالسلطنة

◄ "استراتيجية 2017" تركز على تحقيق عوائد جيدة للمستثمرين ورفع كفاءة العمل

◄ بدء المشاركة في استثمارات خارج السلطنة لتعزيز الأداء

◄ الصيرفة الإسلامية تسهم بدور حيوي في إطلاق منتجات تمويلية جديدة عبر الصكوك

◄ مؤشرات نجاح الصيرفة الإسلامية تتجلى بعد 4 سنوات من التطبيق

◄ 2.5 مليار ريال إجمالي التمويل الممنوح من البنوك والنوافذ الإسلامية بنهاية يناير الماضي

◄ الصيرفة الإسلامية تستحوذ على 11% من أصول القطاع البنكي

◄ نمو محفظة الأصول الإجمالية 49%.. وارتفاع ودائع الزبائن 86% العام الماضي

 

الرؤية - نجلاء عبد العال

أكد خالد بن جمال الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى أن تحقيق البنك لأوَّل أرباح منذ نشأته يترجم مدى النجاح الذي يحرزه قطاع الصيرفة الإسلامية بالسلطنة، وأنه ماضٍ على درب التطوير ومواصلة الإنجازات، مشيرا إلى أن هذا التطور يمثل تحدياً ليس لتجربة ناشئة بل لقطاع كامل، في ظل تقليص الإنفاق وتراجع أسعار النفط وما تبعه من تأثيرات على الاقتصاد بشكل عام.

وقال الكايد- في حوار خاص مع "الرؤية"- إنَّ الخطة التي وضعها البنك منذ انطلاقه اعتمدت على خطوات مرحلية، كان أصعبها مرحلة التدشين التي جاءت بمباركة سامية للسماح بالصيرفة الإسلامية في السلطنة للمرة الأولى، وواكب ذلك جهود مشكورة من البنك المركزي العماني بوضع لائحة الصيرفة الإسلامية. وأشار الكايد إلى أهمية التسهيلات التي منحها البنك المركزي العماني للمصارف والنوافذ الإسلامية، بما ساهم بقوة في ترسيخ أقدامها على الطريق الصحيح، ومجابهة الكثير من التحديات، وعلى رأسها الوعي بالصيرفة الإسلامية وحداثة تطبيقها.

 

وتحدث الرئيس التنفيذي لبنك نزوى عن الصيرفة الإسلامية في السلطنة قائلاً: إن مؤشرات النجاح واضحة حاليا بعد نحو 4 سنوات من التطبيق الفعلي؛ حيث تشير البيانات إلى ارتفاع إجمالي رصيد التمويل الممنوح من قِبل البنوك والنوافذ الإسلامية إلى حوالي 2.5 مليار ريال عُماني في نهاية يناير الماضي مقارنة مع 1.8 مليار ريال عُماني في نهاية يناير من العام 2015، موضحًا أن هذه الأموال هي أموال جديدة لم تكن متاحة قبل إطلاق الصيرفة الإسلامية، وهو ما يعني ضخ دماء جديدة في شرايين الاقتصاد العماني. وأضاف أنه في المقابل كانت هناك مؤشرات على ارتفاع الوعي بالصيرفة الإسلامية وتزايد الثقة فيها، وهو ما تمثل في زيادة إجمالي الأصول للمصارف والنوافذ الإسلامية إلى حوالي 3.2 مليار ريال عُماني، وبذلك أصبحت تمثل ما يقترب من 11% من إجمالي أصول القطاع المصرفي في السلطنة، كما ظهر النجاح في استقطاب المدخرات من خلال نمو إجمالي الودائع بشكل كبير ليصل إلى 2.2 مليار ريال عُماني بنهاية يناير من العام الجاري، مقارنة مع 1.5 مليار ريال عُماني قبل عام.

منتجات جديدة

ولفت الكايد إلى أنّ الصيرفة الإسلامية تسهم بدور حيوي في إطلاق قدرات جديدة للاقتصاد المحلي وترسيخ قوة الوضع المالي، من خلال إصدار أول صكوك سيادية للسلطنة بقيمة 2.5 مليار ريال، والتي أتاحت تمويل مشاريع وطنية في ظل تراجع الإيرادات النفطية، وأسهمت المصارف والنوافذ الإسلامية المحلية بدور لا بأس به في تغطية هذه الصكوك.

وحول الأداء المالي لبنك نزوى، قال الكايد إن عام 2016 برغم ما شهده من ضغط على الحركة المالية بشكل عام، إلا أنه استطاع أن يلتزم بخطته الموضوعة للسير بشكل متواز في تثبيت بنيته الأساسية وتحقيق أداء عالي المستوى في الخدمات والمنتجات، إضافة الى تخطي مرحلة التوازن وتحقيق فائض بقيمة قد تبدو بسيطة، إلا أنها نسبة إلى حداثة العمل تعد خطوة كبيرة. وأوضح أن الأداء المالي للبنك في العام المنقضي يظهر النمو المتواصل الذي حققه على المستويات كافة، ويعزز من نجاح البنك في أداء ما يُتوقع منه كأول بنك إسلامي في السلطنة، فقد تمكن البنك من تحقيق نمو في محفظة الأصول الإجمالية بنسبة 49 في المئة لتصل إلى 516 مليون ريال عُماني، في حين ارتفعت ودائع الزبائن بنسبة 86 في المئة لتصل إلى 351 ريالا عُمانيا، مع الأخذ في الاعتبار ما شهده العام من تحديات اقتصادية. وأشار الكايد إلى أن الإيرادات التشغيلية شهدت أيضا ارتفاعا بنسبة 46 في المئة، بينما زادت التكاليف التشغيلية بنسبة 3 في المئة، وهو ما عكس كفاءة بنك نزوى في إدارة التكاليف، وتقلص معدل التكلفة إلى الدخل بناء على ذلك إلى أقل من 91 في المئة، الأمر الذي ساهم في تحقيق أرباح صافية بقيمة 110 آلاف ريال عماني.

وأوضح أن تنويع البنك لمنتجاته وخدماته كان له أثر كبير في تعزيز الأداء التشغيلي، مما أتاح الفرصة لوحدات الخدمات المصرفية للأفراد والشركات لمتابعة أدائهم القوى على مدار العام؛ حيث أدى إلى زيادة الإيرادات التشغيلية إلى 17.3 مليون ريال عماني، لترتفع بنسبة 46 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

المحفظة التمويلية

وأكد الكايد أن النمو الذي حققه البنك في محفظته التمويلية وعلى مستوى الودائع والأصول والعائدات التشغيلية، أسهم بفعالية في تحقيق أول أرباح صافية منذ نشأة البنك، مشيرا الى أن البنك أعاد هيكلة مجموعة الخدمات المصرفية التجارية خلال العام الماضي بهدف تعزيز الالتزام؛ من خلال توفير خدمات مصممة خصيصا لعملاء البنك من الشركات. وأوضح أن هناك فريق المجموعة المختص بتقديم الخدمات المصرفية للشركات ويتكفل بضمان خدمات سريعة وزمن استجابة قياسي ومستوى جيد من التنسيق بين الدوائر والأقسام. وتابع أنه علاوة على ذلك، تم دمج دائرة تمويل المشاريع ودائرة التمويلات المشتركة مع الفريق، حتى تلبي احتياجات وخدمات الشركات الكبرى لضمان تضافر الجهود وتقييم المخاطر بشكل فعال والتنسيق الجيد.

وزاد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى أنه كما جاء بتقرير مجلس الإدارة وفي إطار التزام البنك المتواصل بتعزيز نمو قطاع الصيرفة الإسلامية في السلطنة، يواصل البنك جهوده الدؤوبة والمتواصلة لزيادة مستوى وعي كافة فئات المجتمع حول مزايا الصيرفة الإسلامية؛ حيث قام البنك في عام 2015 بإطلاق "البرنامج التثقيفي للصيرفة الإسلامية"، وهو عبارة عن حملة تهدف في المقام الأول إلى تبصير المجتمعات المحلية في مختلف أرجاء السلطنة بالمعارف اللازمة حول ماهية الصيرفة الإسلامية. وأوضح أن هذه الحملة زارت العديد من الكليات والجامعات، كما استهدف البنك موظفي الحكومة في إطار تبادل الخبرات مع مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص.

واستطرد الكايد قائلا إن بنك نزوى يستفيد من مكانته كرائدٍ للصيرفة الإسلامية المتوافقة مع الشريعة في السلطنة من أجل إلهام الجيل الجديد للاستمتاع بأنماط حياة مستقرة مالياً، وقدم البنك أيضاً سمعة طيبة من خلال مشاركة خبرته مع الطلاب الجامعيين في بعض الجامعات العالمية المرموقة، كما رحبَ البنك بعشرات الزوار من جامعة سنغافورة الوطنية، وجامعة واشنطن، وجامعة باريس دوفين في عام 2016.

المجتمعات المحلية

وأكد الكايد أن البنك يواصل تركيزه على إثراء تجربة المجتمعات المحلية من خلال حلول مالية إسلامية مبتكرة، وأنه في إطار اهتمامه بتعزيز قاعدة زبائنه وتسهيل خدماته التي يقدمها إلى زبائنه في كل مكان، أطلق البنك أول فرع متنقل زار عدة محافظات في جميع أرجاء السلطنة، بما في ذلك محافظات مسقط والداخلية والشرقية وظفار والباطنة والبريمي بصحبة نخبة من الخبراء وأجهزة الصراف الآلي وتشكيلة متنوعة من المنتجات والخدمات التي تتناسب مع كافة متطلبات فئات المجتمع المحلي.

وعلى صعيد الجوائز الدولية والمحلية، استمر بنك نزوى في حصد العديد منها؛ حيث حصد أكثر من 20 جائزة مرموقة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وتتضمن قائمة الجوائز التي حصدها البنك: أفضل بنك إسلامي للخدمات المصرفيّة للأفراد في عُمان، وذلك ضمن فعاليات الدورة السابعة لمؤتمر العالم الإسلامي للخدمات المصرفية للأفراد، وأفضل مدير مركز اتصال للعام خلال حفل جوائز مراكز الاتصال في الشرق الأوسط، وجائزة أفضل أداء لمصرف إسلاميّ في سلطنة عُمان، للمرة الثانية على التوالي خلال مشاركته في الدورة الثالثة والعشرين من المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية.

ولفت الرئيس التنفيذي لبنك نزوى إلى أن استراتيجية البنك خلال العام الجاري تركز على الاستمرار في الربحية والنمو لتحقيق عوائد جيدة للمستثمرين، بالتوازي مع الاستمرار في رفع كفاءة العمل وطرح المزيد من المنتجات لاجتذاب قطاعات جديدة، إضافة إلى السعي المستمر في رفع حصة البنك السوقية. وزاد القول إن البنك وكما أعلن منذ تأسيسه فإنّه بنك إسلامي عماني ومجال عمله ليس فقط محلياً بل يسعى إلى التوسع داخل عمان وخارجها، سواء عبر الدخول في تمويلات مشتركة أو التعامل المباشر في الاستثمارات في الخارج، مشيراً إلى أن البنك بدأ بالفعل في مثل هذه الاستثمارات خارج السلطنة.

وأضاف أن المجال متاح بدعم قوي وفعال من جانب البنك المركزي العماني لتحقيق مزيد من النجاحات للقطاع المصرفي الإسلامي في السلطنة، معبرا عن أمله في مزيد من تقوية القطاع وهو أمر ممكن سواء عبر اندماجات من قبل النوافذ الإسلامية للبنوك التقليدية في البنكين الإسلاميين القائمين (بنك نزوى، وبنك العز)، أو عبر اندماجات في بنك إسلامي جديد، موضحًا أن بنك نزوى لديه كفاية رأسمال قوية، مما يمكنه من دراسة فرص الاستحواذ على حصص إضافية تتوافق مع معايير البنك من الوحدات الإسلامية العاملة في السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك