عواصم - الوكالات
قالتْ وسائل إعلام سورية حكومية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إنَّ مِئات من مُقاتلي المعارضة غادروا آخر مِعْقل لهم في مدينة حمص، أمس، مُستأنفين عملية إجلاء من المتوقع أنْ تكون من أكبر العمليات من نوعها بموجب اتفاق مع الحكومة دعمته روسيا. وقال المرصد إنَّ قتالا عنيفا بين جماعات المعارضة والجيش إلى الشمال في محافظة حماة في مطلع الأسبوع كان قد عطل الإجلاء من حي الوعر بحمص.
وبدأ الإجلاء الأسبوع الماضي، ونقلت الحكومة مئات الأشخاص من حي الوعر في حمص الذي كان من المراكز الأولى لانتفاضة عام 2011 التي تحولت إلى حرب. وقال المرصد ونشطاء معارضون إنه من المتوقع أن يغادر ما بين عشرة آلاف و15 ألف من المقاتلين والمدنيين على دفعات أسبوعية. والأسبوع الماضي، شنَّ مُقاتلو المعارضة أكبر هجوم لهم منذ شهور، لكنهم يتراجعون بشكل عام منذ تدخل روسيا، إلى جانب حكومة الرئيس بشار الأسد في خريف عام 2015.
وعلى مدار العام الماضي، كثَّفتْ الحكومة ضغطها على جيوب تسيطر عليها المعارضة للاستسلام بموجب اتفاقات إجلاء مماثلة لما يجري تطبيقه في حمص. وقال طلال البرازي محافظ حمص إنَّه يتوقع رحيل نحو 1600 شخص يوم الاثنين إلى مناطق يسيطر عليها معارضون مدعومون من تركيا شمالي حلب. وقال للتليفزيون السوري الرسمي إنَّ الإجلاء سيستكمل قبل غروب الشمس. وقال التليفزيون: إنَّ بضع مئات غادروا بالفعل منهم أكثر من 250 من مقاتلي المعارضة. وأضاف البرازي بأن القوات الروسية والسورية تراقب العملية المتوقع أن تستغرق نحو ستة أسابيع. وقال المرصد السوري -ومقره بريطانيا- إن نحو 40 ألف مدني وأكثر من 2500 مقاتل يقيمون تحت الحصار في حي الوعر.
وقالت متحدثة باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية لاستعادة مدينة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية، إنه لا يوجد أي عطل أو ضرر بسد الطبقة، وإنها سمحت للمهندسين بفحص عملياته بالكامل.
وقالت المتحدثة جيهان شيخ أحمد: "تناقلت وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة خبر وقوع السد في خطورة الانهيار إثر الاشتباكات التي حصلت في محيطه... ولهذا السبب سمحنا لفريق المهندسين الدخول إلى السد للتحقق من سير عمله وفحصه بشكل كامل ولا يوجد أي عطل أو ضرر بالسد أو بعمله كما يشاع. وقالت قوات سوريا الديمقراطية -المدعومة من الولايات المتحدة- إنها أوقفت مؤقتا العمليات العسكرية قرب سد الطبقة على نهر الفرات للسماح بتنفيذ أعمال هندسية في السد.
وهناك مخاوف رسمية من أن تكون أضرار قد لحقت بالسد المعروف أيضا باسم سد الفرات وأنه يحتاج لإصلاح لتجنب كارثة محتملة. وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية -وهي تحالف من مقاتلين عرب وأكراد مدعوم من تحالف تقوده الولايات المتحدة- مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قرب السد غربي مدينة الرقة في إطار حملة لاستعادة السيطرة على المدينة معقل المتشددين.
وقالت حملة قوات سوريا الديمقراطية على الرقة في بيان: "حرصا منا على سلامة سد الفرات واتخاذ التدابير اللازمة من أجل ذلك وبناء على طلب مديرية السدود فإننا نقرر وقف عمليات في محيط سد الفرات لمدة 4 ساعات بدءا من ساعة الواحدة بعد الظهر وحتى الساعة الخامسة من أجل أن يتمكن فريق المهندسين من الدخول إلى السد والقيام بعملهم".
وحمل مدير المؤسسة العامة لسد الفرات -التي كانت تدير في السابق هذا المشروع الضخم- الغارات الأمريكية في اليومين الماضيين مسؤولية تعطيل نظم التحكم الداخلي ووقف عمل السد. وحذر من تنامي المخاطر التي قد تقود إلى فيضان وانهيارت مستقبلية في السد.
وحذرت الأمم المتحدة هذا العام من مخاطر فيضان كارثي إذا ما انهار السد المعرض لخطر ارتفاع منسوب المياه وأعمال تخريبية متعمدة من تنظيم الدولة الإسلامية فضلا عن غارات جوية ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. والسد -وهو الأكبر في سوريا- يمتد 4.5 كيلومتر عبر نهر الفرات. وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية عليه وعلى قاعدة جوية قريبة منه تقع على مسافة 40 كيلومترا من الرقة وقت ذروة توسعه في سوريا والعراق في عام 2014.
واستعادتْ قوات سوريا الديمقراطية -التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية القوية- قاعدة الطبقة الجوية يوم الأحد. وتتقدم القوات، بمساعدة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تشمل ضربات جوية وقوات خاصة على الأرض، من الرقة قاعدة عمليات التنظيم المتشدد في سوريا منذ شهور. ونفي متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية -في وقت سابق- أن تكون ضربات التحالف قد أصابت هيكل السد. وقال طلال سيلو إن استعادة السد تتم ببطء وحذر. وأضاف أن المتشددين تحصنوا داخل السد مدركين أنهم لن يتعرضوا للقصف خوفا على هيكل السد.