300 من مختلف الجنسيات في مسير وادي الحواسنة

المشاركون في "مسير وادي الحواسنة": الرحلة كشفت تحديات ومخاطر طرق الأجداد قبل "السبعين"

...
...
...

مسقط - الرؤية

تصوير- راشد الكندي

أعرب عدد من المشاركين في المسير الأول لوادي الحواسنة الذي أقيم مؤخرًا تحت عنوان "على خطى الأجداد" وشارك به أكثر من 300 من جنسيات مختلفة ليوثق طريقة التبادل التجاري بين ولايتي الخابورة وعبري قبل فترة السبعينيات - عن سعادتهم البالغة بنجاح الفعالية ممتدحين في هذا السياق اللجنة المنظمة واصفين عملها بالناجح، ومؤكدين عزمهم على المشاركة في النسخة الثانية الموسم المقبل.

ومن جانبه قال الشيخ أحمد العامري أحد المشاركين في المسير إنّ "عبق التاريخ يملأ جنبات الوادي الذي عبره أجدادنا العظماء سيرا على الأقدام من أجل التبادل التجاري بين عبري والخابورة، وأدركنا الجلد والتحدي والمخاطر التي تعرض لها الأجداد".

وتابع "أهداف المسير تبدو أعمق من كونه فعالية لتنشيط حركة السياحة، وإنما لتثقيف الشاب العماني وتعريفه بحضارة أجداده، ودعوة للمحافظة على ما تحقق من إنجازات تحققت مع بزوغ فجر النهضة المباركة، الطريق بين الولايتين أضحى معبدا أمانا مستقرا، وأصبحت وسائل النقل متاحة، وما تحقق من إنجازات يتعين علينا أن نفتخر به ونحافظ عليه، وأن نقدر ونثمن النقلة التي شهدتها عمان في ظل القيادة الحكمية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بين سعيد المعطم حفظه الله ورعاه".

وأشار العامري إلى أن أول سيارة عبرت الوادي من الخابورة لعبري عبر مضيق وادي العجم كان في عام 1971.

وحول المسير ومراحله أوضح العامري أنه انطلق في الثامنة والنصف وانتهى قرب الحادية عشرة قاطعين مسافة 7 كلم ما بين أرض سهلة منبسطة وأخرى وعرة صعبة، لافتا إلى أنّ اللجنة المنظمة اجتمعت بالمشاركين في السابعة صباحا لشرح مراحل السباق وتوضيح خط السير وقامت بنشر رجالها على طول الطريق مع تزويد المشاركين بخريطة الموقع ووضع العلامات الاسترشادية وحرصت أيضا على تحقيق أقصى درجات الأمن والسلامة، ممتدحا حرص رجال شرطة عمان السلطانية على التواجد.

ولفت العامري إلى أنّ الفرصة كانت مواتية للأجانب المشاركين في السباق للتعرف على العادات والتقاليد العمانية واكتساب معلومات مهمة عن الموقع وأشجاره وأحجاره، وأثنى على كرم الضيافة من أهل القرى القريبة من مكان الفعالية واصفا كرمهم بالفائض الأمر الذي كان محل تقدير المشاركين لا سيما الأجانب.

وكانت جنسيّات كثيرة قد شاركت في المسير بحسب ما ذكر العامري فمثل الأجانب 10% وحملوا جنسيات مختلف مثل الأمريكية والفرنسية والبريطانية.

وتطلع العامري إلى أن يُنظم مسير مشابه من منازل اللبان وميناء سمهمرم بولاية طاقة في محافظة ظفار، لشرح مسير الأجداد في تصدير اللبان عبر البحر لتوثق للطفل العماني كيف وصلت بلاده لواقعها الحالي وما تحقق من منجرات يتعين المحافظة عليها.

واقترح فتح باب المشاركة في النسخة الثانية أمام عدد أكبر من العمانيين والأجانب، وأن يكون المسير ضمن مهرجان يقام على يوميًا تتخلله حوارات ثقافية.

وفي سياق متصل أشادت الأمريكية مولي ماكدنيال ومواطنتها يلينا لاجر والبريطانية فرنشاسكا بروبنسين بالمشاركة في المسير.

وقالت مولي ماكدنيال إنها تعرفت على المسير من خلال فريقها الرياضي بمسقط، وأنّ الفعالية كانت فرصة مواتية لتعرفها على جانب من الطبيعة العمانية وبعض عادات وتقاليد العمانيين وأحد الأعمال التي كان ينتهجها أجدادهم وكيف كانوا يعبرون مثل هذه الأودية الوعرة في طريقهم بين الخابورة وعبري.

وأضافت "تعرّفت خلال هذه التجربة الفريدة على أصدقاء جدد من عمان وبريطانيا ومصر وفرنسا وسويسرا، الأجواء كانت جميلة لنسج صدقات قوية، التعاون في تخطي الصعاب يبدو رائعا".

أمّا فرنشيسكا فقالت "المسير كان سهلا في كثير من مراحله، استخدمت عصا المشي وساعدتني في التعرف على طبيعة الأرض قبل وضع قدمي، الإرشادات التي أخذتها من اللجنة المنظمة ساعدتني كثيرا على قطع مسافة السباق بسهولة ويسر".

وتابعت "توافر عوامل الأمن والسلامة ساهم كثيرا في إنجاح المسير، حيث تواجد المرشدون على طول الطريق وشرخ خط السير والعلامات الإرشادية وتواجد الشرطة كلها عوامل أفضت في الأخير لنجاح الفعالية".

واقترحت الأمريكية يلينا لاجر التي أبدت إعجابها المسير أن ينظم بشكل سنوي في يناير وفبراير للاستمتاع بالطقس البارد، وألمحت لضرورة زيادة عدد المشاركين والتوثيق الجيد للفعالية وأن يقام المسير على يومين مع تزويد المكان بخدمة الانترنت حتى يتمكّن المشارك من تحديد مكانه بالضبط إذا ضل الطريق.

تعليق عبر الفيس بوك