انتهاء المرحلة الأولى من البرنامج

رئيس جامعة السلطان قابوس يزور موقع مشروع الحفر الدولي في "أفيولايت عمان"

...
...
...
...
...

مسقط - الرُّؤية
قام سَعَادة الدُّكتور علي بن السعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس، بزيارة لموقع الحفر السادس والأخير من المرحلة الأولى لمشروع الحفر الدولي في أفيولايت عُمان؛ وذلك في قرية سرور، وذلك برفقة د. رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائبة الرئيس للدراسات العليا والبحث العلمي، والبروفيسور صبحي نصر مدير مركز أبحاث علوم الأرض في الجامعة. وقد اطَّلع سَعَادته على الموقع والعيِّنات الصخرية التي تم استخراجها من بئر الحفر. كما اطلع على بيانات الحفر في الموقع، وفي مواقع الحفر الأخرى في ولاية إبراء وسمائل، وجرتْ مُناقشة مع فريق العمل في الموقع بخصوص أهمية برنامج الحفر للسلطنة والعالم من النواحي العلمية والاقتصادية والتطبيقات التي ستنتج من مُستخرجات هذا البرنامج. كذلك حَضَر المناقشة البروفيسور بيتر كيليمان من جامعة كولومبيا الأمريكية، والذي وجه الشكر إلى سعادة رئيس الجامعة ونائبة الرئيس على اهتمامهم بالمشروع، وإلى وزارة البلديات الأقليمية وموارد المياه ووزارة البيئة والشؤون المناخية والهيئة العامة للتعدين على دعمهم ومشاركتهم.
وأوْضَح البروفيسور كيليمان دور المشروع في تدريب طلاب الجامعات وموظفي الوزارات؛ حيث زارَ مواقع الحفر العديد من طلبة الجامعات والكليات التقنية في السلطنة، وتمَّ تدريب عدد من الطلاب والموظفين على العمل في برامج الحفر المختلفة في التحاليل المعدنية والصخرية والمسح الجيوفيزيائي والمائي للآبار. كما سيتم تدريب 4 من الطلاب والموظفين لمدة شهرين على متن سفينة الأبحاث الدولية في اليابان خلال شهر أغسطس المقبل، إضافة إلى ذلك تمَّ عقد العديد من الندوات في رحاب جامعة السلطان قابوس خلال شهر فبراير ومارس للتحدث حول معطيات وخلفيات المشروع وأهميته العلمية للسلطنة والعالم.
كذلك ذكر البروفيسور صبحي نصر أنَّ هذا المشروع يهدفُ لإجراء دراسات مائية جيولوجية لتدفقات المياه والسوائل تشمل زمن التدفق، والمسامية، والنفاذية، وأيضا معدلات التفاعل، ومعدل التكسرات والفواصل ومسوحات الآبار، إضافة إلى دراسة متعمِّقة لعمليات التغيرات والسربنتنه والكربنة الحديثة والحالية ودور التكسرات الناتجة عن عمليات التحول والتفاعل والعمليات الحيوية البيولوجية لتكون بعض الميكروبات نتيجة طاقة التفاعل في صخور افيولايت عُمان. ويركز المشروع على إجراء دراسات حول الطرق العملية التي تعتمد على التجارب المخبرية والتطوير النظري والنمدجي والحصول على بيانات جديدة سواء سطحية أو تحت سطحية لمعرفة عمليات التغير في الصخور الفوق مافية، وتأثير ذلك على عمليات الكربنة حيث يوجد الكثير من المعطيات غير معروفة مثل مدى تأثير التجوية تحت السطحية والخواص الهيدروليكية، تحت سطح البحر أو على اليابسة ومدى التأثيرات الحيوية والزمن على الصخور، مع أهمية عملية المراقبة والحسابات ووضع نماذج لحفر الآبار وتطوير التقنيات لدراسة الصخور الفوق مافية على فترات زمنية كافية، وتحت ظروف مختلفة وتظهر الحاجة هنا إلى الاستعانة بخبرات العاملين في برنامج الحفر العالمي. تمَّ اعتماد مناطق حفر الآبار بناء على كونها مناطق ممسوحة بشكل كامل من النواحي الجيوفيزيائية والهيدرولوجية مع إمكانية مراقبتها بشكل متواصل طوال السنة، وستكون هنالك الحاجة إلى حفر آبار مراقبة، وتوفر المنطقة معطيات عملية تتعلق بالبيئة المحيطية والتكتونية القديمة؛ نظرا لأهمية توفير هذه البيانات العلمية المهمة، والتي ستُساعد في فهم كيفية تكون هذه الصخور وتفاعلها مع ثاني أكسيد الكربون، وامتصاصها له؛ فقد تمَّ إعداد برنامج متكامل للحفر، وتوفير قطاع لب صخري لصخور القشرة والوشاح في أفيولايت سمائل؛ بحيث يتم التمكن من توفير إجابات للعديد من الأسئلة المطروحة؛ مثل: ما هو معدل الكربنة وتركيب الصخر وقيم التدفق المائي وتركيبة ونسبة الكربنة/كجم؟ ومقدار التغير في حجم الصخر نتيجة الكربنة؟ وأيضا نسبة الكربنة الحديثة والقديمة في قطاع الوشاح؟ ومعدل الكربنة والتغير ونسبة التغيرات مع العمق؟ وهناك أسئلة حول التغير في النفاذية والمسامية مع العمق ومع نسبة التغيرات في الصخر؟ لماذا تحصل الكربنة والتغيرات في بعض المناطق وتخلو في مناطق أخرى؟
يُذكر أنَّ ميزانية المشروع تصل إلى حوالي 4 ملايين دولار وتم توفير الدعم المادي للمشروع من قبل العديد من المؤسسات والمعاهد الدولية؛ مثل: ناسا ومنظمة الحفر الدولي، وبرنامج الاستكشاف المحيطي ودعم البحث العلمي الأمريكي، والبحث العلمي الألماني والبحث العلمي الياباني والفرنسي والبحث الأوروبي، إلى جانب برنامج مراقبة الكربون الدولي.
بدأ المشروع بالحفر في نهاية يناير الماضي؛ حيث قامت جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع وزارة البلديات الاقليمية والموارد المائية والهيئة العامة للتعدين بالإشراف على عملية حفر 6 آبار بأعماق 400 متر في ولاية سمائل وإبراء. يعد هذا البرنامج مشروعًا متعددَ التخصصات والهويات والجنسيات؛ حيث يُشارك فيه باحثين من مراكز أبحاث علوم الأرض، والدراسات المائية والنفط والغاز بالجامعة وكلية العلوم والهندسة، إضافة إلى ما يقارب الـ135 عالما من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج وهولندا واليابان وأستراليا وكندا وإيطاليا وسويسرا والسويد.

تعليق عبر الفيس بوك