استقيموا يا شباب!

حمدان بن سعيد العلوي
يصيبني الاشمئزاز ولا أجد تعبيرا أو وصفا يليق بمن استهانوا بأنفسهم وهم يجلبون الالتفات في العديد من الأماكن العامة بلباسهم المقزز، وقد ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال كونه تشبع من الطرح والنقاش والجدل وكما قال الشاعر عمرو بن معد في بيته المشهور:  
لقد أسمعت لو ناديت حيا              ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت            ولكن أنت تنفخ في رماد
 نعم هم هكذا وباللهجة الدارجة نقول لهم (فضحتونا)، لا أعلم لماذا يصرون على الظهور بتلك الملابس الداخلية في الأسواق والمستشفيات والأماكن العامة وهل هم راضون عن مظهرهم؟
في إحدى المرات وأنا أتجول في سوق التنين بإمارة دبي والمكان يعج بالمتسوقين من جميع الأقطار يطوف ثلاثة شبان يلبسون (جلابيات النوم) وبألوان مزركشة وبعضها فاقعة تؤلم القلب قبل العين عند رؤيتها وعلى رؤوسهم (الكميم و المصار العمانية) شعرت بالخجل من ذلك المنظر وأدرت رأسي لأحافظ على هدوئي وعدم الانفعال، وفي أحد مراكز التسوق المعروفة مشهد آخر يتجدد بشابان يلبسان الإزار والقمصان أحدهما يضع المصر على رقبته والآخر على رأسه كمة زرقاء عليها الخنجر العماني في منظر يوصف بالحماقة والاستهتار بالهوية العمانية، والآخر يقود سيارته ويقف أمام البقالة ويدخل ليتبضع و ما عليه من ملابس سوى الإزار والقميص الأبيض، وبعضهم تجرأ بدخول مراكز التسوق بملابس شبه عارية (بنطال قصير ضاغط على جسمه وقميص ذو أكتاف) وغيرهم من يمشون و (سراويلهم) ممزقة والمنظر يوحي بأنّها غير ثابتة وعلى وشك السقوط.
في ذات الوقت الذي أغلقت فيه جهاز الحاسب المحمول لأكمل كتابة المقال في وقت لاحق طرق باب المكتب ثلاثة شبان لإنجاز عمل ما وقبل دخولهم باب المكتب قمت بمنعهم من الدخول طلبا منهم التستر بلباس يليق بالمكان الذي جاءوا إليه ورفضت طلبهم وعند محاولتهم الدخول معي في نقاش طلبت منهم العودة إلى منازلهم لإرتداء الملابس المحترمة حيث قاموا بالتبرير أنّهم طلاب في إحدى المؤسسات التعليمية وأن سكنهم في مكان بعيد إلا أنني رفضت قبولهم دخول المكتب، وفي نفس اليوم بعد صلاة المغرب ذهبت في جولة نحو محلات الهواتف لتزيد الصدمة بدخول أحد المعلمين بجلابية النوم في منظر لا يليق به كونه رجلا تربويا ويعتبر قدوة للأجيال التي يربيها، فأي تربية تلك التي يربيها و ما هي الأجيال التي سوف يخرجها؟
إنّ التمادي في ترك هؤلاء يلبسون ما يشاؤون بحجة أنّها حريّة شخصية أود الرد على ذلك بأنّ كل مكان وله خصوصيته وهذه الملابس لا تصلح ولا تتعدى باب المنزل، ومن حقنا أن نستنكر هذه التصرفات، فالنصح والإرشاد لم يجدِ نفعا ولن يجدي بعد كل ما طرح وأشبع نقاشا، فلِمَ لا تقف الجهات المعنية لضبط مثل هذه الظواهر التي نتمنى أن تختفي من مجتمعنا وأن نكون سفراء لبلدنا بتصرفاتنا وملابسنا عند السفر إلى دول أخرى، وقد أنعم الله علينا بزي وطني وموروث متنوع بين المحافظات.
في السابق عندما نخرج ورؤوسنا مكشوفة نلقى التوبيخ وقد يصل للضرب والتأديب واليوم نرى رجالا ولهم مكانتهم في المجتمع بملابس غير لائقة وبتسريحات غريبة فكيف نلوم الأبناء إذا ما تأصلت فيهم هذه العادات الغريبة، و للأسف لا يوجد قانون أو رادع لمثل هؤلاء، والحديث ليس فقط عن الملابس بل تعدى البعض وتشبه بمجتمعات غربية والبعض منهم ممن تشبه بالنساء وتشبهت النساء بالرجال بتقليعات غريبة وقصات شعر واستخدام مواد التجميل ليضيف لمسة أنثوية لا أعلم لماذا، ولكنني أتقزز عند رؤيتهم، وعلى ذكر النساء دعوني أتطرّق قليلا لأكون منصفًا فمنهنّ من فسخت الحياء وجعلت من عباءة الحشمة إغراءً ولفت أنظار الشباب بطريقة التفصيل والمزركشات والألوان المثيرة وبعضهن من قامت بتفصيل العباءة القصيرة لتظهر ساقيها ولون البنطلون، وللأسف أمام ناظر والديها، قد يظنّ البعض بأنني أتدخل في خصوصيات الآخرين، ولكن أتمنى أن يعي الجميع أنّ هؤلاء تعدوا على خصوصيّاتنا بظهورهم بهذا الشكل، ختامًا عزيزي القارئ تبقى هي وجهة نظري الشخصية يتفق معي البعض وقد يكون للبعض الآخر وجهة نظر مغايرة.

hamdan28200@gmail.com‏

تعليق عبر الفيس بوك