الجمال المفقود على الطريق السريع

 

يوسف بن علي البلوشي

سعد الجميع بافتتاح 45 كم من الطريق السريع الواصل من بركاء إلى الحزم بولاية الرستاق، وهي ضمن جهود عزيزة من وزارة النقل والاتصالات، يشكر القائمون عليها وعلى حرصهم الشديد فوق المحتمل رغم ما يكتنف هذا العام من ظروف قاسية وشديدة على مختلف المشاريع، إلا أن أسطوانة الكبس لازالت تدور لتمهد لنا الطرق وتعبد لنا الشوارع ولم تبارح المعدات موقعها بل لازالت تعمل في طرقات عُمان القاسية. 

بعد الحاجة المُلحة لطريق بديل وموازٍ لطريق الباطنة الرئيسي، وبذلت في ذلك الحكومة جهدًا كبيراً في وقت قياسي لتقوم بوضع إستراتيجية متكاملة للطريق السريع وتنفيذه حتى يسهل على الجميع وبات يخدم كل القاصدين لمختلف الوجهات.

 ومع كثافة مرتادي هذه الطرقات أصبح من الضروري أن تترافق مع الطريق السريع خدمات متكاملة أهمها محطات الوقود وما تحوي من خدمات موازية كالمطاعم والاستراحات وأيضاً خدمات السيارات والمساجد وأسوار الحماية من الحيوانات السائبة. 

فمثلاً لماذا لا تخصص الأراضي المجاورة للطريق السريع للاستثمار والانتفاع وتبنى عليها محطات الوقود والاستراحات ويتم فتحها بالتزامن مع الطريق، مع إيماننا الكامل بأهمية الطريق حالياً وإن خلا من المحطات والاستراحات ولكن الضرورات تحتم أن يتم مرافقة افتتاحات الطرق مع المحطات والإستراحات وبالتوافق مع الإنشاءات القائمة بالطرقات.  

 

إنّ التكاملية في العمل بين مُختلف الجهات تُعزز من مستوى الخدمات وتدفع بالعمل الوطني للتألق، خاصة وأن المردود المطلوب من هذه الطرقات هو الدفع بالنمو الاقتصادي والاجتماعي والسياحي والتنوع البيئي والجمالي، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال تنسيق مُباشر بين جهات الاختصاص القائمة على الخدمات ومراعاة متطلبات المرحلة القادمة .

 

كما إنَّ هذا الطريق سيفتح آفاقاً رحبة للتوسع العُمراني وإقامة المشاريع التجارية والصناعية وفتح فرص التوظيف لآلاف المواطنين،

إذا ما سلمنا بأنّ الطريق سوف يمر بعدد من المؤسسات الصناعية أيضا والحيوية كمثال مروره بالمنطقة اللوجستية التي يجري العمل فيها حالياً، وكذلك جامعة عُمان والمدينة الطبية وغيرها من المشاريع الاقتصادية.

ويأتي التعجيل في تنفيذ المرافق والخدمات الضرورية من محطات الوقود والاستراحات وخدمات المركبات والمقاهي والمساجد وغيرها من المرافق لما تعكسه أيضًا من مردود على الطريق وحيويته ليكون رافدا للحياة الموازية له بالمناطق المختلفة. 

قطعنا شوطا كبيرا في هذا الطريق الجميل والطرقات الأخرى لا سيما شبكة الطرق المتوزعة في أنحاء السلطنة والتي نرى فيها ضرورة مراعاة مواكبة التدشين بالمرافق الحيوية والخدمية خدمة للعابرين الذين ليسوا فقط من عُمان، بل القادمون كزوار وسياح ومرتادو طريق ومستكشفون للجمال العماني في ربوع الوطن .

 

وأضم أيضًا صوتي لكثير من الزملاء والكتاب الذين نبهوا إلى وجود بعض الحيوانات السائبة كالجمال التي شُوهدت تجوب الطريق السريع مشكلة أيضاً خطورة على مرتادي الطريق وعلى الشكل الجمالي واقترح أن يتم تسوير الجوانب من قبل الشركة المنفذة للمشروع أو بعض شركات القطاع الخاص خاصة وأن المنطقة موطن لهذه الحيوانات، مما يستدعي اتخاذ إجراءات معينة لمنع هذه الحيوانات بالتنسيق مع ملاكها وأصحاب العزب في هذه المنطقة وذلك حفاظاً على سلامة مُرتادي الطريق.

 

سيفتح أيضا الطريق المشاهد الجميلة على المدن الجديدة في خط الباطنة والتي أيضا تحتوي على عدد كبير من المفردات الجمالية وتكون سببا للسياحة وتحتاج أن تراعى فيها بقية الخدمات وتتوزع بشكل إيجابي بالتوازي مع إنشاء الطريق، ونحو نجاح قادم وافتتاح جديد لشبكة الطرق كل الشكر للقائمين على هذه المشاريع من بينهم وزارة النقل والاتصالات وشرطة عُمان السلطانية .

usf202@yahoo.com