ترامب يستثني العراقيين من حظر السفر إلى أمريكا.. والعراق يعبر عن ارتياحه

 

 

عواصم - الوكالات

عبَّرتْ وزارة الخارجية العراقية، في بيان أمس، عن "عميق ارتياحها" لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استثناء العراق من قائمة دول يستهدفها حظر سفر للولايات المتحدة. وأضافتْ بأنها تعتبر القرار "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح الذي يُعزِّز التحالف الإستراتيجي بين بغداد وواشنطن في العديد من المجالات، وفي مقدمتها محاربة الإرهاب".

وقال مَصْدَر بالبيت الأبيض إنَّه من المنتظر أنْ يُوقِّع ترامب أمرا تنفيذيا جديدا بحظر سفر مواطني ست دول ذات أغلبية مسلمة للولايات المتحدة بعد محاولته الأولى التي أثارت البلبلة، وتصدى لها القضاء الأمريكي. وأضاف بأنَّ الأمر التنفيذي الجديد سيبقي على حظر سفر مواطني ست دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوما. والدول الست هي إيران وليبيا وسوريا والصومال والسودان واليمن.

وذكر أنَّ العراق حذف من قائمة الدول الواردة في الأمر التنفيذي الأول الصادر في 27 يناير؛ لأن الحكومة العراقية فرضت إجراءات فحص جديدة مثل زيادة الرقابة على تأشيرات السفر وتبادل البيانات، وبسبب تعاونها مع الولايات المتحدة في سبيل مكافحة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.

وحارب آلاف العراقيين مع القوات الأمريكية لسنوات أو عملوا كمترجمين منذ غزو قادته الولايات المتحدة لبلادهم في 2003. واستقر العديد منهم في الولايات المتحدة بعد تلقيهم تهديدات بسبب عملهم مع القوات الأمريكية. وقال مسؤول البيت الأبيض إنَّ الأمر التنفيذي الجديد الذي يتوقع أن يوقعه الرئيس الجمهوري يضمن أيضا أن عشرات الآلاف من المقيمين الدائمين الشرعيين أو حاملي البطاقات الخضراء من الدول التي يشملها القرار لن يتأثروا بحظر السفر.

وتم رفع أكثر من 24 دعوى قضائية في محاكم أمريكية ضد حظر السفر الأول، ونجحت ولاية واشنطن في وقف تنفيذه في الدائرة التاسعة لمحكمة الاستئناف بحجة أنه ينتهك مبادئ محمية بحكم الدستور ضد التفرقة على أساس ديني. وانتقد ترامب علنا قضاة أصدروا أحكاما ضد الأمر التنفيذي الذي أصدره وتعهد برفع القضية إلى المحكمة العليا، لكنه قرَّر بعد ذلك أن يصوغ أمرا جديدا بتعديلات تجعل من الأسهل الدفاع عنه في المحاكم.

وقال المسؤول إنَّ الأمرَ التنفيذيَّ الجديد لن يفرض قيود السفر فورا مثل الأول، لكنه سيؤجل التنفيذ لفترة لم تحدد بعد للحد من العراقيل التي تسبَّبت في فوضى لبعض المسافرين. واللاجئون الذين تمت الموافقة بالفعل عليهم أو من هم في توقف مؤقت قبل التوجه للولايات المتحدة سيتمكنون من الدخول. وقال المسؤول: "هذا الأمر التنفيذي ألغى التقسيم والتعليق إلى أجل غير مسمى ووضعهم في فئة واحدة لتعليق مدته 120 يوما".

وخلال حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي، دعا ترامب لفرض حظر مؤقت على دخول كل المسلمين لبلاده. وقال إن الأمر التنفيذي الأصلي الذي صدر بعد أسبوع واحد من توليه المنصب كان مطلوبا لمنع وقوع هجمات من إسلاميين متشددين. لكن مسؤول البيت الأبيض قال إن الأمر التنفيذي الجديد مؤسس على اعتبارات متعلقة بالأمن القومي ولا شأن له بالدين. وقال: "إنه مختلف بشكل كبير عن الأمر الأول لكنه سيفعل نفس الشيء بطريقة مهمة. سيحمي البلاد ويبقينا في أمان." كما ستبدأ الإدارة الأمريكية في إحصاء التسعين يوما من البداية. وأضاف المسؤول بأنَّ وكالات الحكومة الأمريكية ستحدد إن كانت سوريا ودول أخرى قد نفذت تحسينات كافية على الإجراءات الأمنية لإعادتها لبرنامج قبول اللاجئين.

ويترك الأمر الجديد فترة التسعين يوما لوزارة الأمن الداخلي لتحديد سلسلة من المتطلبات الجديدة للدول للمشاركة بشكل كامل في برامج الدخول للولايات المتحدة. وبالنسبة للدول التي لم تنصع لتلك المتطلبات يمكن لوزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي ووكالات المخابرات أن تصدر توصيات بشأن طبيعة القيود التي تفرض إذا قرروا أصلا فرضها. وقال المسؤول "ليس الأمر إما الكل أو لا شيء".

تعليق عبر الفيس بوك