متفرِّقات رياضية

 

 

حسين الغافري

 

(1)

كثيرة هي الأحداث الرياضية التي عشناها خلال الأيام الماضية، ولكن يبدو أنَّ خبر إعلان تنحِّي الإسباني لويس إنريكي عن مهمة تدريب برشلونة لموسم رابع هو الحدث الأبرز. الجميل في الإعلان هو توقيته الذي جاء ليزيل الشكوك عن ضبابية بقائه من عدمه، ويحفظ له خروجه من الباب الكبير، كيف لا وهو من حقَّق ثمانية ألقاب في ثلاثة أعوام قابلة للزيادة. إعلان ترك المهام نهاية الموسم ولَّد شيئًا من الاستقرار النسبي في فترة انقسمت فيها الجماهير حوله، خصوصاً بعد الضربة الكبيرة التي تلقاها في دوري الأبطال، ويحتاج إلى ما يُشبه المعجزة ليتأهل. مع التذبذب الكبير الذي يعيشه برشلونة محلياً وعلى مستوى البطولة الأوروبية، إلا أنَّ خسارة ريال مدريد أمام فالنسيا وتعادله أمام لاس بالماس أعادا روح الفريق شيئاً ما؛ ليحلم بلقب البطولة الإسبانية بعد أن ظُنَّ بأن طريق اللقب أصبح معقدًا للغاية. عموماً، نعرف جيداً أنَّ التتويج يحتاج لحضور قوي في الأمتار الأخيرة وشاهدنا العام الماضي، كيف كاد برشلونة أن يخسر اللقب بعد فارق أكثر من اثنتي عشرة نقطة عن أقرب مطارديه. والفترة المقبلة قد تُضاعف استقرار برشلونة كثيراً وتجعل الفريق متفرغاً للمباريات، وتمنح الإدارة الوقت الكافي لإيجاد خليفة إنريكي.

 

(2)

بنظرة إلى المقابل، نرى أنَّ ريال مدريد صعَّب على نفسه استغلال الحالة السلبية في البيت الكتلوني وتعزيز فرص فوزه باللقب المحلي، بعدما أضاع نقاطًا كانت في المتناول؛ أولها في مباراة فالنسيا، وثانياً في لقاء لاس بالماس. عموماً الريال لا يزال في القمة وفوزه باللقاء المؤجل يُعيده إلى سلم الترتيب مجدداً؛ الأمر الذي سيخلق تنافسية عالية في بقية مشوار الدوري. الغريب في الملكي حالة "التوهان" التي نراها في انطلاقته للمباريات. ففي لقاء فالنسيا تلقى هدفين مبكراً مع ظهور خافت بشكل كبير قبل أن يصحو متأخراً وكاد أن يخرج بنقطة لولا استبسال "الخفافيش". الأمر ذاته تكرر في لقاء لاس بالماس ومعاناته في الخطوط الخلفية مع عدم فاعلية في الخط الأمامي جعل الأمور تتعقد بشكل كبير. شخصيًّا أرى أنَّ مباراته مع نابولي في لقاء العودة ستعطي مؤشرات كبيرة لشكل ريال مدريد في بقية الموسم، وخروجه ببطاقة التأهل سيخفف الضغوط الكبيرة في الوقت الراهن وسيمنح الفريق هدوءا نسبيا يحتاجه بشكل كبير في اللقاءات المهمة التي تنتظره!

 

(3)

تبدو المؤشرات كبيرة بأن الموسم الحالي سيكون هو الأخير للفرنسي آرسن فينجز مدرب نادي آرسنال الإنجليزي. الجماهير لن تتحمل أن ترى الفريق يزاول المراكز المتقدمة فحسب دون تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. آرسنال يعيش سنوات عجاف تجاوز العقد من آخر تتويج له بالدوري، وخروجه من بطولة دوري الأبطال يبدو في طريقه للحدوث كما تعودنا في آخر الأعوام. المسائل الربحية وسياسة الاعتماد على الشباب وتكوين مجموعة ناجحة لم تعد عبارات وأحلاما تدغدغ الجماهير، فآرسنال يكوِّن أسماء، لكنها لا تلبث في الفريق وقت نُضجها؛ الأمر الذي يجعل الفريق بحاجة لوقت إضافي لتعويض الراحلين. ومن وجهة نظري، أعتقد بأن مرحلة فينجر وصلت إلى نهايتها، آرسنال بحاجة إلى اسم جديد وأسماء كبيرة تعمل من أجل منافسة حقيقية وجادة وتقديم كرة قدم تقود إلى الألقاب، وليس الترنح في المراكز الأولى وضمان مقعد بدوري أبطال أوروبا سنويًّا!

HussainGhafri@gmail.com