السلطنة تحتفل باليوم الحرفي العُماني .. ومعرض خاص يبرز جماليات البيئة المحلية

البوسعيدية: الصناعات الحرفية أصبحت رافدا اقتصاديا للدخل الوطني وتقدم فرصا ناجحة لرواد الأعمال

السيابية: نعمل على استقطاب الأيدي الشابة الماهرة والابتكار يُعظم من قيمة المُنتج الحرفي الوطني

تأمين الفرص الاستثمارية للأجيال الشابة وتقديم الحوافز والمُبادرات الداعمة للمشاريع الحرفية

احتفلت الهيئةُ العامةُ للصناعات الحرفية باليوم الحرفي العُماني الرابع عشر وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي بحضور معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميّل السيابية رئيسة الهيئة وعدد من أصحاب المعالي والسعادة والمُهتمين بالعمل الحرفي واشتملت فعاليات الاحتفال على افتتاح معرض للصناعات الحرفية بـمركز مسقط جراند مول والذي ضمَّ عدة أركان للمعروضات من الأثاث السكني والمكتبي والفندقي إلى جانب عرض قطع مطورة من الديكور والإكسسوارات الجمالية المستوحاة من البيئة المحلية، كما ضمَّ المعرض بعض القطع النادرة من الصناعات العُمانية كالسيوف والخناجر والتروس وغيرها من القطع التي تمثل التاريخ العُماني الضارب في الأعماق، وتم خلال الاحتفال تكريم أصحاب الحرف العُمانية الفائزة بجائزة مسابقة مجلس الحرف العالمي للتميز الحرفي.

وقالت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي أثناء رعايتها لافتتاح معرض الصناعات الحرفية بمُناسبة يوم الحرفي العُماني الرابع عشر إنَّ الهيئة العامة للصناعات الحرفية حققت منذ إنشائها الكثير من الإنجازات في تنمية القُدرات البشرية في مجال الصناعات الحرفية وتسويقها وتطوير آليات العمل لتكون الصناعات الحرفية مساهماً فعالاً في الاقتصاد ودخل الفرد والمجتمع.

وأضافت معاليها: أن الثالث من مارس يوم من أيام الوطن العزيز الذي حظي بالرعاية السامية والاهتمام من لدن حضرة صاحب الجلالة حيث تمَّ فيه إنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية بهدف النهوض بالصناعات الحرفية بمُختلف مجالاتها في السلطنة، كما قالت معاليها: البيئة العمانية تتميز بتعدد مفرداتها في شتى المجالات وتعتبر الصناعات الحرفية إرثاً حضارياً للأمم والاهتمام بها يسهم في الحفاظ عليها وتناقلها بين الأجيال، هذا إلى جانب أهميتها الاقتصادية والسياحية والثقافية، فالثراء الحرفي يُقدم فرصاً ناجحة لرواد الأعمال، وتوافقًا لذلك أثرت وزارة التعليم العالي هذا الجانب من خلال طرح مقرر لريادة الأعمال (إبداع وابتكار) يُدرس في مؤسسات التعليم العالي في السلطنة بهدف إكساب الطالب المهارات والقدرات اللازمة للاستفادة من الفرص المتاحة ومنها الفرص في الصناعات التقليدية التي أصبحت رافداً اقتصادياً في الدخل الوطني باستثمارها وتطويرها لتواكب الاحتياجات العصرية للمواطن أو تصديرها خارج الوطن، وذلك مما يسهم في تثبيت هوية هذه الصناعات التي خرجت من بين يدي العماني الأصيل وحافظ عليها على مر السنين والعصور فكانت رمزاً له وصفة لعطائه وانتمائه لهذه الأرض المعطاء التي قدمت له الكثير وكانت له خير معين لحياته، وستظل هذه الأرض هي مصدر الخير لحرفيي عُمان ومصدر إلهام لكل الأجيال.

من جانبها أكدت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية أنَّ الهيئة ماضية في تحقيق أهدافها التنموية المستدامة والشاملة في مختلف المجالات وذلك وفق رؤية واضحة المعالم تستشرف من خلالها المستقبل وتهيئ له من المقومات والدعائم الاجتماعية والاقتصادية ما يخول لها الحفاظ على الريادة والإجادة بصورة دائمة ويكفل للصناعات الحرفية الحماية والصون ويحرز مزيداً من الإنجازات والمكتسبات الحرفية في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - جاء ذلك خلال تصريح لمعاليها بمناسبة احتفالات الهيئة باليوم الحرفي العُماني الرابع عشر.

وأضافت معالي الشيخة "إنّ إنجازات الهيئة على مدى الفترة الماضية شملت كافة القطاعات المُنظمة للصناعات الحرفية على مستوى التأهيل والتدريب الحرفي وما يتصل بتطوير العمل والأداء إلى جانب نجاح الهيئة في استقطاب الأيدي الشابة الماهرة والتي قامت على سواعدهم خطوط متنوعة من الإنتاج الحرفي مما يُعظم قيمة المنتج الحرفي الوطني ويجعل منه مصدر فخر واعتزاز ويرسخ هذا الشعور القيمة الفعلية المتحققة لإسهامات الهيئة في تأمين الفرص الاستثمارية للأجيال الشابة إلى جانب الحرص على تقديم الحوافز والمبادرات الاجتماعية الداعمة والراعية للمشاريع الحرفية.

وأكدت معالي الشيخة رئيسة الهيئة على أهمية المضي قدمًا في التطوير الحرفي بما يتوافق مع كافة المواصفات العُمانية المعتمدة والمعمول بها إلى جانب ضرورة التزود بالمهارة والمعرفة التي تعينهم على تحمل مسؤوليتها للوصول بالقطاع الحرفي إلى مستويات أرقى وأرفع من الإجادة وذلك تأكيدا للنهج السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - في الحفاظ على مهن الآباء والأجداد مثمنةً معاليها الرعاية والدعم اللذين يوليهما قائد البلاد المفدى - حفظه الله ورعاه - للقطاع الحرفي، مما كان له الأثر الأساسي في تطوره وازدهاره ونمائه.

واشتملت فعاليات الاحتفال باليوم الحرفي العُماني لهذا العام تنفيذ مُبادرات تسويقية بهدف تشجيع العمل الحرفي ومساعدة الحرفيين على تعزيز القدرات الإنتاجية والترويجية لمنتجاتهم حيث نظمت الهيئة العامة للصناعات الحرفية بمركز جراند مول مسقط واشتمل المعرض على تدشين قطع مطورة من الأثاث والديكور العصري المطور بلمسات عُمانية تعرض لأوّل مرة وذلك بمشاركة 14 مشروعاً ومنشأة حرفية تعمل في حرف الخشبيات والسعفيات والنسيجيات والفخاريات، كما يضم المعرض بعض القطع النادرة من الصناعات العُمانية كالسيوف والخناجر والتروس وغيرها من القطع التي تمثل التاريخ الضارب في الأعماق.

وفي سياق متصل دشنت الهيئة 5 منصات تسويقية للحرف العُمانية المطورة في مواقع سياحية كسوق مطرح التراثي وتستمر العربات مُتاحة للعرض حتى يوم السبت الموافق الحادي عشر من شهر مارس الجاري.

كما تضمن الاحتفال باليوم الحرفي تكريم الهيئة العامة للصناعات الحرفية بالتعاون مع مجلس الحرف العالمي لأصحاب الحرف العُمانية الفائزة بجائزة مسابقة مجلس الحرف العالمي للتميز الحرفي لعام 2016م، وتشتمل الحرف الفائزة على مصر وسباعية من مركز تدريب وإنتاج النسيج والتطريز اليدوي بولاية سمائل وآنية خزفية من مركز تدريب وإنتاج الفخار والخزف بولاية بهلاء ومبخرة مصنوعة من الفضة الخالصة من إنتاج الحرفية نادية الرواحية وطقم من المجوهرات الذهبية المطورة من إنتاج الحرفية آمال الموسوية وإناء من الفخار والفضة مخصص لتقديم الحلوى العُمانية من إنتاج الحرفية أحلام السيابية وقلم من الأخشاب المستفادة من البيئة العُمانية من إنتاج الحرفي سعود الهميمي.

ويعد الاحتفال باليوم الحرفي العُماني أحد أهم المبادرات الحرفية التي تحرص الهيئة على تنفيذها وشهد الاحتفال تنفيذ مبادرات تتصل بالتسويق والاستثمار الحرفي والمسؤولية الاجتماعية لتجويد قطاع الصناعات الحرفية بالسلطنة ، ومنذ إنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية وحتى الآن وجميع الجهود المجتمعية المشتركة تتضافر من أجل تجود الاداء والعمل الحرفي الى جانب تنامي المبادرات المتبادلة بين مختلف القطاعات المتصلة بالصناعات الحرفية والتي تحرص الهيئة على تنفيذها بالتعاون مع المؤسسات المجيدة في مجالات تطوير المنشآت والمشاريع والمراكز الحرفية.

تعليق عبر الفيس بوك