من يَحْمِي الشواطئ؟

 

 

يوسف البلوشي

هكذا كانت علامة الاستفهام المتكرِّرة قبل أن تفتح الشواطئ للجميع، ورُوْعِي فيها أنْ تكون مُتاحة للجميع بكل سهولة، بخلاف بعض الدول التي وضعت التشريعات والنظم لحمايتها والاهتمام بها.

كثيرٌ من الدول وضعت الأسوار على عدد كبير من الشواطئ والسواحل، وسخَّرت عددًا كبيرًا منها لتكون ضمن المنتجعات والفنادق والأندية؛ حيث كانت الطلبات المبدئية بعدما قام عدد كبير من الباحثين عن الاستجمام بين شواطئ عُمان الجميلة، إلى الخروج بحثا عن مُتنفَّس، وعدم وجود هذه الشواطئ في متناول الجميع.

حيث كانت المناشدات منذ فترة طويلة بوضع الشواطئ دون تقييد أمام المواطنين والمقيمين والعامة، واشتكى الكثيرون بأنَّ هذه الشواطئ تمنح وتستغل كمنتجعات وفنادق وفيلل ومساحات مغلقة للاستثمار الاقتصادي والتجاري؛ وبالتالي أصبح العامة عاجزين عن إيجاد متنفس بين الشاطئ الممتد في مختلف ولايات السلطنة.

وتمَّ مع الأيام مُراعاة المتطلبات وفقا لحاجة المناشدين لفتح هذه الشواطئ ليكون سهل الولوج لها من قبل المواطنين والمقيمين والباحثين عن متنفس لممارسة الرياضات الشاطئية، بل والاستمتاع بالجلوس في محاذاة الشواطئ...وغيرها من الرغبات التي اندرجت تحت جعل هذه الشواطئ للعامة.

ومع مرور الأيام، تغيَّرت هذه المناشدات واختلفتْ لتكون طلبا لجعلها نظيفة من قبل المرتادين والزوار، وأصبحت أفضل الشواطئ تعج بالأكياس والقاذورات التي أصبح صعب التخلص منها والأصعب من ذلك القيام بعمل مسح كامل من قبل طاقم يعمل لأجل أن يجمع تلك الكميات الكبيرة التي يخلفها الزوار بمختلف أجناسهم.

هل أصبح من الضروري أن تُوْضَع شرطة للشواطئ أو حرس على هذه الشواطئ لمراقبة مُتنفساتنا وحمايتها من القيام بالتجاوزات اللا واعية برمي الأوساخ وتركها دون تجميع، وأصبحت الشواطئ تعاني من المخلفات المنوعة كالأخشاب والعلب البلاستيكية والزجاجية، وتلك المشكلة تظهر سواء على ساحل البحر أو على طول الشريط الساحلي؛ الأمر الذي أثار حفيظة الجميع وطالبوا بالحفاظ ونظافة هذه الشواطئ وأزعجهم قبح منظر هذه المشوهات وتلوث مياه البحر.

وطالتْ هذه المشوهات مختلفَ الأماكن السياحية كالأودية والسهول والمواقع الجذابة، وتبعا لذلك أقيمت الحملة الكبيرة "عُمان بلا مشوهات" للقضاء على هذا السلوك، وحملت في محتواها دور الإنسان في المحافظة على نظافة البيئة كالتخلص من النفايات بشتى أنواعها، والحديث عن أنواع النفايات حسب مصدرها والطرق العلاجية للتقليل منها، والدور الناتج عن رمي مخلفات البناء بالقرب من الاحياء السكنية ودور اصحاب مؤسسات البناء للحد من رمي المخلفات بالقرب من الأحياء السكنية.

وناشدت الحملة أفراد المجتمع بمختلف شرائحه للتكاتف من أجل إيجاد بيئة نظيفة وخالية من المشوهات والملوثات للمساهمة في جعل "عمان بلا مشوهات".

كلُّ هذه الجهود أصبحت على عاتقنا أمانة قبل أن تكون على أي جهة تتحمل ذلك، حتى لا نصل إلى مستوى كارثي مُستقبلا في التعدي على نظافة الشواطئ، ونضطر لصرف المبالغ الطائلة من أجل إرجاعها كما كانت نظيفة سابقا.

Usf202@yahoo.com