دراسة بحثية لتقدير الاحتياجات السمادية المُثلى لتحسين إنتاجية محصول الثوم المحلي

 

 

 

الرستاق – الرؤية

تشتهر السلطنة وخاصة المناطق الجبلية الواقعة بمُحافظتي الداخلية وجنوب الباطنة بزراعة العديد من المحاصيل الحقلية مثل الثوم والبصل والشعير والذرة وغيرها وكذلك المحاصيل العلفية كالبرسيم (القت) باعتبار أنَّ القرى الجبلية هي البيئة المناسبة لزراعتها بمساحات أكبر؛ نظرًا لملاءمة الظروف المناخية بها. وتجري وزارة الزراعة والثروة السمكية مُمثلة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية دراسات بحثية بهدف زيادة الرقعة المزروعة من هذه المحاصيل ورفع وتحسين إنتاجيتها ويعتبر الثوم العُماني من أهم هذه المحاصيل.

 

وقال المهندس سعود بن سيف الحبسي مُدير دائرة البحوث الزراعية  بمحافظة جنوب الباطنة إنّ ولاية الرستاق من أشهر ولايات السلطنة في زراعة الثوم العماني الذي يتميز بجودة الإنتاج، وتجاوزت المساحات المزروعة بمحصول الثوم  في أودية وقرى الولاية خلال السنوات الماضية 50 فدانًا.

 

وأشار الحبسي إلى أنَّ وزارة الزراعة والثروة السمكية تولي اهتماما كبيرا بالأصناف المحلية لهذا المحصول وذلك لتميزها عن الأصناف المستوردة، وأضاف أنَّ الثوم العماني يتميز بجودته وحجمه الكبير ولونه الأرجواني وفصوصه المتماسكة كبيرة الحجم. مؤكداً أنَّ من جوانب اهتمامات الوزارة بالثوم العماني إجراء العديد من الدراسات البحثية لمعرفة احتياجاته السمادية خلال موسم زراعته الممتد من أكتوبر إلى أبريل من كل عام، وخاصة احتياجاته من أسمدة النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم.

 

وأضاف المهندس ناصر بن سالم الوهيبي باحث تربة أول بالمُديرية العامة للبحوث الزراعية أنَّه من الضروري العمل على توفير بيانات حول نوعية وكميات العناصر السمادية التي تحتاجها بعض الأصناف المختلفة لتكملة دورة حياتها منتجة محصولاً اقتصاديا جيدا يوفر دخلاً مناسبا للمزارع .

 

وأشار إلى أنه ومن أجل توفير تلك البيانات قامت المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية ممثلة بمركز بحوث التربة والمياه ودائرة البحوث الزراعية بمحافظة الداخلية بإجراء دراسة حقلية لتقدير الاحتياجات السمادية لبعض المحاصيل الاقتصادية والهامة والتي تزرع بالسلطنة ومن ضمن هذه المحاصيل الثوم العماني، وذكر أنّه تم إجراء تجربة بحثية في حقل أحد المزارعين بولاية بهلا خلال موسمين متتالين، واختبار تأثير ثلاثة مستويات من أسمدة النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم على إنتاجية الثوم العماني.

وأضاف المهندس ناصر الوهيبي أن المستوى الأول كان عبارة عن تسميد فدان الثوم  بـ97  كيلوجراما من النيتروجين  و76 كيلوجراما من الفسفور و83 كيلوجراما من البوتاسيوم، والمستوى الثاني كان 129 كيلوجراما من النيتروجين و101 كيلوجراما من الفسفور و110 كيلوجراما من البوتاسيوم للفدان، في حين كان المستوى الثالث والأعلى بالكمية عبارة عن  161  كيلوجراما من   النيتروجين، و127 كيلوجراما من الفسفور ، و138 كيلوجراما من البوتاسيوم للفدان.

 

وأوضح المهندس حمود بن سويدان الهاشمي باحث ميكروبيولوجيا تربة أول بالمديرية أن مصدر النيتروجين هو سماد اليوريا الذي يحتوي على 46% نيتروجين ، ومصدر الفسفور هو سماد سوبرفوسفات الثلاثي الذي يحتوي على 46% خامس أكسيد الفسفور، في حين كان مصدر البوتاسيوم هو سماد كبريتات البوتاسيوم والتي تحتوي على 50% ثاني اكسيد البوتاسيوم. وتمت إضافة  سماد السوبرفوسفات الثلاثي وسماد كبريتات البوتاسيوم نثرا بالخلط مع التربة كجرعة واحدة عند الزراعة، في حين تم تقسيم كميات اليوريا على  جرعتين متساويتين نثرا بالخلط مع التربة ( الجرعة الاولى  بعد الزراعة بعشر ايام والثانية  بعد 45 يوما من الزراعة).وكانت كمية المياه ونظام الري في التجربة البحثية هي التي يستخدمها المزارع وهي استخدام نظام الري الحديث بالنوافير داخل أحواض (جلب) الزراعة .

 

وأكد المهندس راشد بن خلفان الشيكلي باحث إنتاج خضر أول بالمديرية أن  نتائج التحاليل الإحصائية للبيانات الإنتاجية أشارت إلى عدم وجود فروقات معنوية بين مستويات الأسمدة الثلاثة بالنسبة لإنتاجية الثوم  (طن للفدان)، بمعنى أن تأثير ثلاثة مستويات من الأسمدة المضافة على كمية الانتاج كانت متقاربة . كما أظهرت النتائج إلى أن متوسط إنتاجية الثوم بالموسم الثاني كانت الاعلى ( 16.25 طن للفدان) مقارنة بمتوسط الموسم الأول (11.28 طن للفدان).

 

وأشار إلى أن التحاليل الكيميائية لأوراق وثمار وجذور الثوم وتربة الحقل لم تشير الى وجود فروقات معنوية في محتواها من عناصر النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم، ما عدا محتوى الاوراق والتربة من النيتروجين بالموسم الاول الذي كان الاعلى (%7.67) وبفارق معنوي مقارنة مع الموسم الثاني (%3.83) بالنسبة للأوراق، وكان الأقل في التربة (483.33 مليجرام لكل كيلوجرام تربة) وبفارق معنوي ( 658.33 مليجرام لكل كيلوجرام تربة) مقارنة مع الموسم الثاني. في حين كان محتوى الجذور من النيتروجين الاعلى بفارق معنوي في مستوى السماد الاول ( 0.79 %) مقارنة بمستوى السماد الثاني ( %0.44) والمستوى الثالث ( %0.37).

 

وقال المواطن عبدالله بن علي بن ابراهيم الوردي من ولاية بهلاء عن نتائج التجربة البحثية في مزرعته إن التجربة البحثية التي أشرفت عليها  المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية ، كانت تجربة مجدية وناجحة، حيث كانت انتاجية الثوم العماني في معاملات التجربة أعلى مقارنة مع انتاجية الثوم العماني الذي كان تحت  إشرافه، فضلا عن توفير في كميات الاسمدة ونوعيتها بالتجربة .

 

وأكد الباحثون أنه يمكن التوصية باستخدام  المستوى الأول من السماد (الأقل كمية) في تسميد فدان الثوم المحلي وهو عبارة عن 97  كيلوجراما النيتروجين  و76 كيلوجراما من الفسفور و83 كيلوجراما من البوتاسيوم، للحصول على إنتاجية عالية حيث إن استخدام كميات مناسبة ومدروسة من الأسمدة يجنب المزارع كلفة مالية ويجنب بيئة التربة الزراعية أية آثار سلبية نتيجة الإفراط في استخدام الأسمدة الكمياوية.

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك