فرقة التليفزيون الكويتي.. مسيرة ممتدة من الفنون الشعبية المميزة ولوحات فنية تربط الماضي بالحاضر

 

 

الكويت - العُمانيَّة

قدَّمتْ فرقة التليفزيون الكويتي للفنون الشعبية، خلال مسيرتها الطويلة، بصمةً وطنيةً لا تُمْحَى من ذاكرة أبناء الكويت الذين يسترجعونها سنويًّا، وهم يحتفلون بأعيادهم الوطنية.

فقد قدَّمتْ فرقة التليفزيون -خلال مسيرتها الحافلة بالعطاء، والتي تمتد لأكثر من 38 عاما- أعمالا وطنية وتراثية مميزة؛ أحيت من خلالها الفولكلور الكويتي في مجال الأغنية الشعبية والوطنية، إلى جانب تقديمها للعديد من اللوحات الفنية الراقصة التي تربط الماضي بالحاضر. ولم تقتصر المشاركات الفنية لفرقة التليفزيون على النطاق المحلي فقط، وإنما عمدت لنقل التراث الكويتي الأصيل إلى الخارج؛ فشاركت خلال مسيرتها الطويلة في الكثير من المحافل والملتقيات والمهرجانات العربية والأجنبية، محققة نجاحا تلو الآخر بفضل أصالة أعمالها التي اعتمدت على اختيار الكلمة المعبرة واللحن الأصيل؛ إذ كتب للفرقة أكبر الشعراء والمؤلفين من بينهم بدر بورسلي ود.عبدالله العتيبي، ومبارك الحديبي، وعبدالله الحبيتر، وعبدالله الدويش، ويعقوب السبيعي ومنصور الخرقاوي...إلخ.

وحول هذا الموضوع، قال رئيس فرقة التليفزيون للفنون الشعبية والملحن الكويتي غنام الديكان، في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن تليفزيون "الكويت بادر" بإنشاء فرقة للفنون الشعبية لتسهم في عملية تطوير التراث الكويتي والمحافظة عليه؛ حيث تمَّ الإعلان في شهر مارس من العام 1978 عن تشكيل الفرقة وفتح باب القبول للإلتحاق بها. وأضاف بأنَّه فور الإعلان عن تأسيس الفرقة تقدم العديد من الشباب للالتحاق بها وبعد اجتياز الاختبارات المطلوبة تم اختيار 40 عضوا جَرَى انتقاؤهم وفق شروط معينة وخصصت لها أماكن للتدريب وعمل البروفات وزودت الفرقة بكل الآلات والمعدات التي تحتاجها كذلك؛ فقد جرى تعيين عشرة من الإداريين والفنيين الذين يقومون على تدريبها وتسيير شؤونها الإدارية والمالية؛ وهم: أحمد القطامي رئيس الفرقة، وغنام الديكان، ومرزوق المرزوق (مشرفين في الفرقة)، وبدر الجويهل ونجم العميري وعلاء الدين الشربيني (مدربين بالفرقة)، ورابحة مرزوق عبدالله مساعدة مدرب، وأحمد البقشي منسق إعلامي، وعائشة مفرح بن طوق مُصمِّمة أزياء، ومحمود إبراهيم اليتيم للعلاقات العامة.

وأوضح الديكان أن فرقة التليفزيون قدمت العديد من الأعمال الشعبية والوطنية؛ حيث كانت باكورة أعمالها بعرض قدمته عام 1979 بمناسبة افتتاح مجمع الإعلام. مشيرا إلى أنَّه وبالرغم من حداثة تكوين الفرقة آنذاك، إلا أنَّها اشتركتْ بالعديد من الحفلات الفنية التي أقيمت للشخصيات البارزة التي زارت الكويت، كما دُعِيت للعديد من المهرجانات والمنتديات الفنية في الوطن العربي. وأكد الديكان أن من أبرز المناسبات التي كانت ولا تزال تحرص فرقة التليفزيون على المشاركة فيها بعروضها الفنية هي احتفالات العيد الوطني بدءا من عام 1979 وحتى اليوم، كما قدمت عروضها لتمثيل الكويت ضمن الأسابيع الثقافية الكويتية، وكذلك أثناء زيارات رؤساء الدول للكويت، كما تقدم الفرقة عروضها في المشاركات الرياضية والمهرجانات الكويتية والعربية والأجنبية لا سيما المؤتمرات الخليجية.

وذكر أن من الأغاني الوطنية التي قدمتها الفرقة ولا تزال راسخة في أذهان الكثير من الناس "يا غيمة النور، يا ساكنة في العيون، علمتنا الكويت، إنتي يا كويت العظيمة، يا وطن منهو يحبك، مبروك يا كويت، سلام يا وطن" وغيرها من الأغاني. وقال الديكان إن الفنون الشعبية تعتبر أحدى المقومات التي تدخل في تشكيل الشخصية القومية والجزء الأخص من التراث الشعبي الذي يعكس أصالة القيم والعادات والتقاليد التي تنظم حياة الشعوب. وبين أن وزارة الإعلام في الكويت قد أدركت ابعاد هذه الحقيقة فبادرت وعلى اكثر من صعيد للعمل على جمع التراث الشعبي الكويتي واجراء الدراسات والبحوث التي استهدفت في مجملها الكشف عن عناصره وإعدادها بصورة يسهل معها على الدارسين والمهتمين الاطلاع عليها فأنشأت من اجل ذلك مركز رعاية الفنون الشعبية الذي أسهم بقدر وفير في إنجاز هذا العمل. وأضاف الملحن غنام الديكان بأنَّ جهود وزارة الإعلام لم تقتصر على ذلك فقط وإنما باشرت الوزارة بتقديم العون لكل من حاول من أبناء هذا البلد المساهمة في احياء الفنون الشعبية او تطويرها كما تبنت العديد من أعمال الفرق الشعبية وقامت بتسجيلها وتصويرها حتى أصبح لديها اليوم مكتبة خاصة بمختلف الفنون الشعبية التي كانت سائدة في المجتمع الكويتي.

تعليق عبر الفيس بوك