لقاء الحكيميْن

 

 

يُمثِّل اللقاءُ الذي عَقَده حَضْرَة صاحبِ الجلالةِ السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مع صَاحِبِ السُّمو الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حدثاً فريداً يَنْبَغِي على الجميع الوقوف عند توقيته ودوافعه والنتائج المرتقبة منه؛ فهو لقاء يجمع بين حكيميْن: جلالة السلطان المفدَّى عاهل البلاد، الذي أرْسَى دعائم الدولة العُمانية الحديثة، وفق سياسةٍ حكيمةٍ خطَّتها رُؤيته السامية، وكذلك سُمو أمير الكويت صاحب الرُّؤى الثاقبة والخُطوات الواثقة على سبيل التطوُّر والتقدُّم.

فزيارة أمير الكويت إلى السَّلطنة تأتي في توقيتٍ مُهمٍّ للغاية؛ لما تَشْهَده العلاقات بين السلطنة والكويت من تطوُّر مَشْهُود يُمهِّد الطريقَ أمام مجالات أرْحَب للتعاون في شتَّى المجالات، فضلاً عن المتغيِّرات التي تَشْهَدها المنطقة والعالم من حولنا، وتداخُل الصِّراعات في المنطقة، وتبدُّل الأوضاع سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا؛ الأمر الذي يَسْتَدعي تقديمَ وجهات النظر الخاصة بكيفية وضع آليات لحلحلة الملفات المتشابكة، وفضِّ النزاعات المتراكمة بهذه المنطقة من العالم. ومن هُنا، يُمكن القول بأنَّ القِمَّة العُمانية الكويتية -بجانب أنَّها استعرضتْ عَلَاقات التعاون الطيِّبة بين البلديْن الشقيقيْن- بحثتْ التطوُّرات في المنطقة، لاسيما وأنَّ الزيارة تأتي عقب أيَّامٍ معدودة من زيارةٍ قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني، وشهدتْ كذلك استعراضاً لتطوُّرات الأوضاع في المنطقة، خلال لقاء عَقَده جلالته مع الرئيس الإيراني.

الزيارة وما تَحْمِله من ملَّفات ومُبَاحثات، تُؤكِّد مُجدَّداً أنَّ عُمان دَوْلة محورية بالغة الأهمية في مُحيطنا الإقليمي، وكذلك على الامتداد العالمي شرقاً وغرباً، وهذه المكانة المميَّزة تَبَوَّأتها بفضل الرُّؤية السامية لعاهلنا المفدَّى، بحِنْكَته الفذَّة في قيادة دفَّة البلاد إلى شُطآن الرَّخاء ومرافئ الأمن والاستقرار.

... إنَّ العَلَاقات العُمانيَّة-الكويتيَّة تُمثل أحدَ أبْرَز النماذج الفريدة من حيث العُمق والمتانة؛ فقائدا البلدين -حفظهما الله ورعاهما- لا يتوقَّفان عن بَذْل مُختلف الجهود التي تُسهم في الارتقاء بمستوى هذه العلاقات، وتَدْفَع بها نَحْو مُستقبل أكثر إشراقاً بما يَخْدِم التطلُّعات، ويُلبِّي طُمُوحَات الشعبيْن الشقيقيْن.

تعليق عبر الفيس بوك