غدا.. افتتاح البيت العماني صديق البيئة بجامعة السلطان قابوس

 

مسقط – الرؤية
تفتتح جامعة السلطان قابوس غدًا الأربعاء، البيت العماني صديق البيئة الذي تمّ تشييده داخل الحرم الجامعي وبدعم من مجلس البحث العلمي، وذلك تحت رعاية سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية، وبحضور الدكتور علي البيماني رئيس الجامعة وعدد من نواب الرئيس وعميد كليّة الهندسة البروفيسور عبد الله البادي وممثلي مجلس البحث العلمي ولفيف من أساتذة الجامعة وطلابها وممثلين عن المراكز البحثية بها.
يعد البيت العماني صديق البيئة فكرة رائدة تبنّتها ونفذتها كمشروع جامعة السلطان قابوس وكلية الهندسة فيها وبدعم من مجلس البحث العلمي، واستمر العمل فيه لأكثر من 4 سنوات.
تبدأ فعاليات افتتاح البيت بكلمة يلقيها الدكتور عبد الله البادي عميد كلية الهندسة، يؤكد فيها القيمة التي يمثلها البيت باعتباره مركزا لتكامل الأفكار والبحوث من مختلف التخصصات العلمية والهندسية، إضافة إلى إبراز دور الطلاب في مختلف مراحل تصميم وإنشاء وتنفيذ وقياس أداء البيت، بإشراف ومتابعة أساتذة كلية الهندسة الفريق المشرف على المشروع.
ويُقدم البروفيسور عوني شعبان الأستاذ بكلية الهندسة جامعة السلطان قابوس ورئيس فريق مشروع البيت العماني صديق البيئة عرضاً مرئياً يشرح فيه المراحل المختلفة للبيت منذ كان فكرة وصولاً لمرحلة قياس الأداء ورفع مؤشرات قياس التهوية والحرارة والطاقة والمياه عبر الأجهزة المتخصصة، واتساقا مع الفكرة الرئيسية وهي استدامة موارده وحفاظه على البيئة وقابلية العيش فيه.
ويتخلل هذا التقديم، عرض فيلم وثائقي من إنتاج طلاب جامعة السلطان قابوس يشرح ويوثق خطوات المشروع وقيمته علميا وبحثا ومجتمعياً.
ويعقب ذلك افتتاح المعرض المصاحب والذي يضم نحو 30 ملصقاً علمياً، يتناول الجزء الأول مكونات البيت وعناصر تصميمه معمارياً، كما يستعرض سبل تحقيق الراحة الحرارية فيه، ودور الألواح الشمسيّة التي تغطي سطح البيت في عملية الحصول على الطاقة نهارًا واستخدامها ليلاً لخدمة أغراض الإنارة والأغراض الأخرى بالبيت، إضافة إلى ملصقات تشرح الغلاف المزدوج ودوره في تهوية البيت وتبريده من الداخل، النباتات المحيطة بالبيت ودورها في تقليص الانعكاس الحراري على البيت، الراحة الحرارية للبيت وسبل قياسها، تدوير المياه وإعادة استخدامها في ري الحديقة المحيطة بالبيت، وغيرها من الجوانب الفنيّة والبيئية المتعلقة بعمارة البيت والتصميم التراثي لخدمة الأغراض المعاصرة منه. ويتناول الجزء الثاني المشاريع البحثية حول تقييم الأداء البيئي للبيت وتحتوي على 12 بحثًا منها ما تمّ إنجازه أو لم يكتمل بعد.  
ويتناول الجزء الثالث برامج التعليم البيئي الهندسي التي أنجزت في البيت خلال السنوات الثلاث الدراسية الماضية والتي كان لها الأثر الفاعل في الدراسات النوعية في برنامج البيئة المستدامة. ويتطرّق الجزء الرابع إلى خدمة المجتمع من خلال برامج التوعية في البيئة المستدامة.
ومن المقرر أن تختتم الفعالية بجولة حرة داخل البيت للتعرّف على تكوينه ومساحته وسبل توظيف مصادر الطاقة به وقياس استدامة موارده.
وقال البروفيسور عوني شعبان الأستاذ بكليّة الهندسة جامعة السلطان قابوس ورئيس فريق مشروع البيت العماني صديق البيئة: إنّ البيت هو نتيجة جهد جماعي لفريق متكامل، يضم زملاء أساتذة وطلبة من اختصاصات الهندسة المدنية والمعمارية وهندسة الكهرباء وهندسة الميكانيكا، وفي مرحلة لاحقة زملاء وطلاب من كلية العلوم الزراعية والبحرية في الشق المتعلق بالنباتات المحيطة بالبيت وسبل توظيفها لخفض الانعكاس الحراري على البيت وتهويته.
وأضاف: بدأت فكرة البيت منذ بضع سنوات واستغرق إعداد البحوث سنة كاملة، وانتقلنا بعد ذلك إلى مرحلة التصميم الهندسي بمعنى نقل الفكرة البحثية إلى حيّز التنفيذ وهذا استغرق سنة ونصف، والتنفيذ هو المرحلة الأكثر تعقيداً حيث المقاولين الذين ساهموا بمعداتهم وبتأثيرات متعددة ثم بدأت مرحلة القياسات المتعددة لكفاية البيت، وقابلية العيش فيه إلى أن وصلنا إلى المراحل النهائية وهذا استغرق نحو عام كامل.
وأوضح د. شعبان أنّ مساحة البيت الكلية 284 مترا مربعا وصمم على شكل حرفH من طابقين. يحتوي الطابق الأرضي على غرفة معيشة تتصل بالمجلس وغرفة الطعام والمطبخ وغرفة نوم الضيوف، وفي الطابق الأعلى 3 غرف للنوم وغرفة معيشة علوية. وتحيط بالبيت حديقة اختيرت نباتاتها بعناية فائقة لأغراض تخفف الانعكاس الحراري على البيت، وخلق مساحات متباينة من الضوء عبر نباتات الظل والنباتات المتسلقة، وتمّ تشييد البيت العماني الصديق للبيئة داخل الحرم الجامعي في إطار مسابقة وطنية للكليات والجامعات في السلطنة بتمويل من مجلس البحث العلمي، وبتصميم يعتمد على الملامح المعمارية التراثية في التشكيلات العمودية الطويلة للنوافذ ذات الفتحات السفلية والعلوية للتهوية، وقد استخدمت الأروقة والأعمدة الخارجية في إيقاع منتظم مع التأكيد على تباين المدخل الرئيسي، ويراعي التصميم العادات الاجتماعية المحلية من خلال فصل فضاء الضيوف عن فضاء العائلة فالمدخل الرئيسي يؤدي مباشرة إلى غرفة المجلس الذي تمّ فصله عن المناطق الداخلية الأخرى، أمّا مدخل الأسرة فهو في الجهة الأخرى، ويؤدي إلى غرفة المعيشة الرئيسية للأسرة.
وأضاف أنّ الراحة الحرارية في البيت تتحقق خلال 4 أشهر في السنة بالاعتماد كليا على التهوية الطبيعية دون الحاجة إلى أجهزة التكييف من خلال: الضغط الناتج من الفارق الحراري للهواء حيث يدخل النسيم البارد من الفتحات السفلية ويطرد الهواء الساخن من الفتحات العلوية. وتقوم الألواح الشمسية أعلى سطح البيت بتسخين الماء لتغطية الاستعمالات للغسيل والحمامات والطبخ.
وقال الدكتور سمير محمود أستاذ مساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية رئيس اللجنة الإعلامية للمشروع: تتسق فكرة المشروع مع توجه عالمي صوب المدن الذكية والبيوت والمباني المستدامة صديقة البيئة، التي توظف المستحدثات العلمية والتكنولوجيا لتحقيق إدارة ذكية للموارد والحيلولة دون هدرها خاصة في بلدان الخليج العربي التي تتمتع بوفرة في الطاقة الشمسية غير المستغلة. ومن المقرر أن يفتح البيت أبوابه 22 و23 فبراير لاستقبال الباحثين والطلاب والزائرين من مختلف التخصصات للتعرف أكثر على مرافقه ومكوّناته وسبل توريد وإدارة مصادر الطاقة المتنوعة فيه، ويتضمّن موقع البيت على شبكة الانترنت تفاصيل أكثر حول تصميمه وهندسة بنائه وعمارته ومصادر الطاقة وسبل إدارة موارده والمحافظة على الاستدامة كما سترفع على الموقع نتائج قياسات الأداء في البيت

تعليق عبر الفيس بوك