بُناة الغد

 

الشباب وقود اليوم وقادة المستقبل وبُناة الغد، ولهذا لا تدخر السلطنة وسعاً في إعداد هذا الوقود للمشاركة في البناء والتنمية، وتفعيل دورهم منذ الآن ومن أجل المستقبل، ولا تبذل تلك الجهود سدى أو بشكل سطحي بل تنطلق من استراتيجية علميّة متكاملة ترنو ببصرها نحو المُستقبل.

وليس هناك مثال على ذلك أدق ولا أقرب مما تبذله اللجنة الوطنية للشباب من أجل التخطيط لمستقبلهم الزاهر، ومن أجل إعدادهم بالشكل الأمثل ليكونوا شركاء البناء وقادته الحقيقيين، يتولون زمام المبادرة ويكملون نهضة بلادهم ويتقدمون ليتخذوا لها مكانة أسمى بين الأمم المتقدمة.

والتفكير الاستراتيجي للشباب شامل وكامل استوعب كافة إمكانياتهم وتطلعاتهم، بل إن تلك الجهود لم تكتمل إلا بمشاركة هؤلاء الشباب والاستماع إلى مقترحاتهم وآرائهم ومعرفة رؤاهم للحاضر والمستقبل، وإشراكهم في تنمية وإعداد النشء الأصغر سناً ليتولوا زمام الأمور باعتبارهم شباب المستقبل، وهكذا يسلم كل جيل الجيل الذي يليه مهامه ليكمل السير على الدرب.

فالشباب كانوا وسيظلون مركز الاهتمام، ومن أجلهم تعد البرامج الأكثر استدامة، والاستراتيجيات المتكاملة، وهو جهد لا تبذله جهة بعينها وإنما جهد متكامل تتشارك فيه مختلف الجهات العاملة والمعنية بتنمية الشباب في الدولة والمجتمع.

ولهذا كان إعلان خطة برامج اللجنة الوطنيّة للشباب للفترة الثالثة تأكيداً على ذلك؛ حيث اشتملت تلك البرامج على كل ما يمكن أن يُعطي شبابنا دورهم كاملاً في صنع القرار والمشاركة في التنمية المجتمعية والاقتصادية والحضارية، من خلال برامج لتعميق المواطنة والهويّة، وترسيخ قيم ومعاني الولاء والانتماء للوطن وقيادته، وزيادة وعيهم بالموروث التاريخي والاجتماعي والحضاري وتشجيعهم على التمسك به، وتطوير قدرات الشباب وتنمية معارفهم ومهاراتهم في مجالات متعددة، وتعزيز طموحهم وثِقتهم بأنفسهم وقدراتهم.

إنّ الحاجة ماسة لتعزيز مشاركة الشباب في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسيّة، وتوفير الفرص أمامهم لتخطيط وتنظيم الأنشطة المُختلفة، علاوة على تحقيق التمكين الاقتصادي لهم، من خلال زيادة وعيهم بميولهم واتجاهاتهم وخياراتهم في التعليم والعمل، وزيادة فرصهم في الاستقلال والاستقرار الاقتصادي.

تعليق عبر الفيس بوك