العيسائي: "اللوتس لزيوت المحركات" يعمل بمفهوم الجودة الشاملة.. ونرحب بالشباب العماني للعمل بالمصنع

 

 

 

البريمي - سَيْف المعمري

قال حمدان بن راشد العيسائي رائدُ الأعمال وصاحبُ مصنع اللوتس للزيوت، إنَّ المصنعَ يعمل بمفهوم الجودة الشاملة، وهو من المشاريع الصناعية الواعدة بمنطقة البريمي الصناعية. مشيرا إلى أنَّ المصنع بدأ الإنتاج في نوفمبر 2015؛ حيث ينتج جميع أنواع زيت المحركات، ويتمُّ تسويق منتجات المصنع لجميع أسواق السلطنة، إضافة إلى سوقيْ الإمارات والكويت.

وعن بداياته، قال العيسائي: "كُنت مُوظَّفا بوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، وفي الوقت ذاته كنت أحلم بدخول مجال الاستثمار وريادة الأعمال، وكان اهتمامي كبيرا بحضور المعارض القريبة من البريمي ودبي وأبوظبي، لهذا استطعتُ تكوين حصيلة جيدة من الأفكار والخطط؛ فقبل الشروع في تأسيس أي نشاط لا بد أنْ تستحضر الفكرة التي ستنطلق منها، وتسأل نفسك: ماذا أريد؟

وأضاف العيسائي: في البداية، فكَّرت وخطَّطت لدخول مجال المنظفات، ثم سَمِعت عن افتتاح مصنع بالبريمي للمنظفات؛ فبدأتُ بالتفكير في دخول مجال آخر، وكان هذا المجال هو صناعة زيوت المحركات، بدأتْ في جَمْع المعلومات ومعرفة كل ما يتعلَّق بهذه الصناعة وفرص التسويق وأهم الشركات العاملة في هذا المجال، واستغرقَ مِنِّي دراسة المشروع والتخطيط له 3 سنوات؛ حيث شملتْ الدراسة أهمية الاستثمار فيه، ومكان المشروع، والتمويل، والتسويق، وإلى أين يُمكن أن أصل بهذا المشروع.. وتابع قائلا: بعد اكتمال الدراسة، اتخذتُ قرارًا بالبدء في المشروع، ولكن بقيت معضلة التمويل؛ حيث إنَّ مشروعًا بحجم مصنع لزيوت السيارات كان بحاجة لدعم ومساندة جهات أخرى. لهذا؛ توجَّهت إلى بنك التنمية العماني، وقد وجدتُ منهم تجاوباً كبيراً، وأعجبوا بفكرة المشروع وتمويله، رغم أنَّ الإشكالية التي وقفت أمامي كانت مع آليات التمويل من البنك، والتي تتطلَّب تقديمَ عِدَّة ضمانات بحجم المشروع؛ فعليك أن تضخَّ في المشروع ما يزيد على قيمة التمويل؛ لهذا يجب القول بأنَّ آليات التمويل من البنك بحاجة لمزيد من المرونة والتسهيلات.

ويفسِّر العيسائي عُزوف الشباب عن المشاريع بالقول: إنَّ الضمانات التي يطلبها البنك والمتمثلة بالرهونات تصبح ذات صعوبة على رواد الأعمال لعدم وجود الضمانات الكافية لديهم؛ وبالتالي يلجأ الشباب إلى إقامة المشاريع الصغيرة ذات التمويل البسيط، ثم يصرف كامل المبلغ على التجهيزات، ويترك الموضوع الأهم وهو رأس المال العامل، والذي يُساند رائد الأعمال بالتسويق؛ مما قد يُسبِّب مشاكل وعقبات بعد ذلك. وبشكل عام، أؤكد أنَّ بنك التنمية العُماني كان سندا قويا لنجاح مشروع مصنع اللوتس للزيوت، إلا أنَّ للبنك سياساته في ضمان القروض ونتمنى تخفيف الضمانات ويبقى المشروع هو الضمان، إضافة إلى جدية رائد الأعمال، وهناك الكثير من التسهيلات تقدِّمها الحكومة والجهات المختصة بالتمويل من أجل دعم وتنمية القطاع الخاص، ويجب على الشباب استثمار هذه التسهيلات والمضي قدماً نحو إنشاء مشاريع ناجحة.

وأوْضَح أنَّ المشروعَ يُعد مميزاً؛ كونه يعمل بمفهوم الجودة الشاملة، وجميع مُنتجات المصنع تعتمد على الزيوت الأصلية وبأسعار جيدة وفي متناول الجميع، وليست كما تفعل الكثير من المصانع في إعادة تدوير الزيوت، والتي يأتي مُعظمها من الأسواق الخارجية، وتكون مقلدة وبأسعار قليلة تغري المستهلك، إلا أنَّها قد تكون سببًا في إهلاك المحرك الخاص به.

واستطرد العيسائي: لا يُمكن التعميم والتأكيد على أنَّ كلَّ الزيوت التي توجد في أسواقنا ذات جودة منخفضة، ولكن هناك عدم إلمام من قبل المستهلكين بأنواع الزيوت، وعدم معرفة بما يتلاءم مع السيارة، كما أنَّ جميع تلك الزيوت بحاجة إلى أن تخضع للرقابة من قبل الجهات المعينة قبل الدخول إلى أسواق السلطنة، ويتم تطبيق اشتراطات الرقابة ومقاييس الجودة، ونتمنَّى من هيئة المواصفات والمقاييس إنشاء مختبر وطني يُعنى بتطبيق الجودة، ويسهِّل علينا إجراء الفحوصات الدورية المطلوبة وتقليل العبء المالي؛ حيث تجرى الفحوصات الحالية بمختبرات خاصة مُعتمدة من وزارة التجارة والصناعة برسوم عالية ليصل فحص العينة إلى ما يقارب الـ1500 ريال.

وأضاف: أسعى من خلال ملاحظات الزبائن والمستهلكين إلى تطوير مصنعنا؛ فسمعة المنتج العُماني تهم الجميع، ونحن نحظى بثقة متنامية بين المستهلكين. مشيرًا إلى أنَّ مشروع مصنع اللوتس للزيوت نُفِّذ على مساحة 6 آلاف متر بكلفة تقارب نصف مليون ريال عماني، وبتمويل خاص أول من بنك التنمية العماني انطلق المشروع.

وأضاف العيسائي قائلا: وجدتُ تعاونا كبيرًا جدًّا من قبل إدارة المنطقة الصناعية، وتسهيلات كبيرة من المؤسسة العامة للمناطق الصناعية -ممثلة في إدارة منطقة البريمي الصناعية- ووزارة البيئة والشؤون المناخية، ووزارة التجارة والصناعة، ولمزيد من المرونة والتسهيلات نتمنَّى تفعيل المحطة الواحدة مثل ما هو معمول به في محافظة مسقط.

ويُشير إلى أنَّ المواد الخام التي يتمُّ باستيرادها تتمثل في زيت أساس SN500, SN150 , III Group والتي تتحمل درجات حرارة عالية، إضافة إلى مواد أخرى تُستخدم بعملية التصنيع.. ويُكمل بالقول: استبشرنا خيرا بازدواجية طريق محضة-الروضة لتسهيل حركة التجارة بين محافظة البريمي ودبي والشارقة، عن طريق منفذ الروضة، ولكن للأسف فوجئنا قبل جاهزية الطريق بعدم السماح لدخول السيارات التي تزن أقل من 10 أطنان؛ مما يُعدُّ من المعوقات الاقتصادية بالمحافظة؛ فهناك فارق زمني ومادي أيضا إلى البريمي عبر منفذ الروضة، وأصبح لِزَاما علينا الآن المرور عبر منفذ خطم-الشكلة الحدودي، والذي يتطلب الانتظار لساعات طويلة، ومن الصعب أن تقوم بإرسال سائق وافد لهذه المهمة؛ حيث سيُطلب منه تأشيرة دخول إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لمدة يوم واحد فقط؛ وبالتالي من الافضل لنا استئجار سيارات تحمل لوحات غير عُمانية تستطيع أن تنقل المواد الخام من داخل الإمارات إلى البريمي والعكس.

وأشاد حمدان العيسائي بالتسهيلات المقدَّمة من الجمارك العمانية؛ وقال: المشاريع الناجحة تتطلَّب وجود مُساندة من جميع الجهات المعنية؛ فمنفذ الروضة لا يعمل بكل قطاعاته: الجوازات والإقامة وإصدار تأشيرات الدخول والخروج، وعدم توافر هذه الخدمات أسهم في هجرة الكثير من المستثمرين من منطقة البريمي الصناعية؛ فمن وضع ملايين الريالات بمشروعه الخاص يرغب في تشغيل تلك الأموال مع تقديم التسهيلات له من قبل مؤسسات الدولة.. ويضيف: الموقع المتميز للسلطنة ومحافظة البريمي على وجه التحديد يُؤهلها لتلعب دورا اقتصاديا واعدا للسلطنة؛ فالبريمي جوهرة ثمينة بموقعها الإستراتيجي، يجب تقديم مزيد من التسهيلات والمزايا تُسهم بالنمو الاقتصادي والتجاري والصناعي بالمحافظة.

ويتحدَّث العيسائي عن تسويق مُنتجات المصنع، والتي تشمل جميع أسواق السلطنة، إضافة إلى إبرام عقود تسويق مع وكلاء تجاريين في دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت. وشارك العيسائي بمعرض إكسبو في أديس أبابا في إثيوبيا، ويقول: كانت مُشاركتنا ناجحة بكل المقاييس؛ حيث التقينا بمجموعة من الشباب العُمانيين رواد الأعمال، ونفتخر بتلك الطاقات الشبابية، ولديهم شركات تدار من قبلهم، وعلى مستوى عال، إضافة إلى المشاركة في المعرض التي تقيمها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية وغرفة تجارة وصناعة عُمان.

واختتم العيسائي بالتأكيد على استعداده لدعم جميع أبناء المحافظة ممن لديهم الرغبة في التدريب بالمصنع.

تعليق عبر الفيس بوك