مسقط - الرُّؤية

نظَّمتْ المؤسَّسة العامَّة للمناطق الصناعية، أمس، بفندق إنتركونتيننتال مسقط، ندوة بعنوان "دور الكوادر الوطنية المؤهلة في قطاع الصناعة"، بالتعاون مع معهد تكنولوجيا عُمان. ودشَّنت المؤسسة خلال الندوة برنامج "عزيمتي" بدعم من شركة تنمية نفط عمان والصندوق الوطني للتدريب، ويُعْنَى البرنامج بتأهيل الكوادر الوطنية في قطاع الصناعة.

وبدأت الندوة بكلمة للرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، هلال بن حمد الحسني؛ أوضح من خلالها أنَّ اللقاء الذي يأتي ضمن مجموعة الصناعيين العمانيين يُعد فريداً من نوعه كَوْن المؤسسة تتخذ خطوة مهمة لتعزيز ودعم القطاع الصناعي؛ وذلك بتقديم برنامج مُخصَّص لتنمية رأس المال البشري بالتعاون والدعم المالي والاستشاري المقدَّم من شركة تنمية نفط عمان والصندوق الوطني للتدريب.

وأضاف الحسني بأنَّه ومنذ سنوات وإلى جانب تقديم بنية أساسية جاذبة للاستثمار في السلطنة، تعمل المؤسسة العامة للمناطق الصناعية كرائدة في إيجاد تغييرات تدريجية تعمل على خلق مجتمع صناعي نشط في السلطنة، ويلاحظ ذلك من خلال مبادرات القيمة المضافة التي تقدمها المؤسسة باستمرار عبر إنشاء مركز الابتكار الصناعي والمركز الوطني للأعمال وأيضا إنشاء شركة شموخ للاستثمار والخدمات -الذراع الاستثمارية للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية- حيث مهَّدتْ هذه الشركة للعمل جنباً إلى جنب مع القطاع الخاص من خلال عدة مشاريع تركز على شراكة القطاعين العام والخاص.

وتابع الحسني : من خلال مبادرة "عزيمتي" التي نُطلقها اليوم، سيكون التركيز على "تعمين ذو جودة" من خلال تطوير برنامج تدريبي منظم يستمر من 8 أشهر إلى 12 شهر، ويهدف البرنامج إلى تطوير كوادر عمانية ذات مهارات عالية في القطاع الصناعي.

ويأتي إطلاق برنامج "عزيمتي" والذي يختص بتنفيذ برنامج التدريب المقرون بالتشغيل للباحثين عن عمل وخريجي المدارس والمعاهد بتوفير التدريب المهني لهم وتأهيلهم بمعايير معترف بها دوليا، بحيث يتم ترشيح هؤلاء الباحثين عن عمل للعمل في الشركات والمصانع في مجالات التصنيع والأنشطة التجارية الأخرى في مختلف المناطق الصناعية، ومن ثم يتم إخضاع هؤلاء المترشحين لبرنامج تدريبي مكثف، بحيث يتم تدريبهم وتأهيلهم وإكسابهم المهارات اللازمة قبل الانخراط في العمل، وذلك في مختلف التخصصات الفنية وكذلك التخصصات/المهارات التقنية المطلوبة التي يتم تحديدها من وقت إلى آخر من قبل الشركات/وأيضا المهارات الإدارية لتتماشى مع مستوى المؤهلات المهنية الوطنية NVQ وأي مؤهلات تقنية أخرى، بما فيه التدريب على رأس العمل، كما يتضمن البرنامج فترة تأسيسية لتزويد المتدربين بالمهارات الأولية، ويشمل على سبيل المثال اللغة الإنجليزية، وأخلاقيات العمل، والصحة والسلامة، ومهارات تكنولوجيا المعلومات.

وبذلت المؤسسة جهودا كبيرة للسعي نحو تنفيذ البرنامج وتم التواصل وعقد سلسلة من الاجتماعات والمناقشات مع عدد من الجهات، وتوجت هذه المساعي بتوقيع المؤسسة مذكرة تفاهم لمدة ثلاث سنوات مع شركة تنمية نفط عمان لتمويل برنامج تدريبي لمجموعة من الباحثين عن عمل والمسجلين لدى الهيئة العامة لسجل القوى العاملة، وذلك في أحد المعاهد المتخصصة وتكون مدة البرنامج (12 شهرا)، وقد وضعت المؤسسة سلسلة من الإجراءات وعدة آليات لتنفيذ مبادرة (عزيمتي) لتكون همزة وصل بين المترشحين وأصحاب العمل وجهة التدريب.

وضمن برنامج "عزيمتي"، وقّعت المؤسّسة العامّة للمناطق الصناعية مذكرة تفاهم مع الصندوق الوطني للتدريب، حيث تهدف المذكرة إلى ضمان تسهيل توظيف المتدربين بدوام كامل بعد انتهائهم بنجاح من برنامج التدريب الذي سيقوم الصندوق بتمويله، وذلك بعد توزيع المتدربين على الشركات العاملة في مجالات التصنيع والأنشطة التجارية المختلفة في المناطق الصناعية التي تديرها المؤسّسة العامّة للمناطق الصناعية في مختلف محافظات السلطنة، كما عملت المؤسسة على استحداث استمارة إلكترونية بموقعها الإلكتروني لحصر وتحديد احتياجات الشركات والمصانع من القوى العاملة للفترة القادمة.

وتحدث خلال الندوة آلان جاردنر مستشار دولي في الموارد البشرية، عن التعمين والاستثمار من خلال التدريب والتطوير. مؤكداً أن الهدف من التعمين هو توظيف مواطنين مؤهلين في المناصب الفنية والمهنية التي يشغلها الوافدون حالياً، كما ناقش الأسباب التي تشجع على تعزيز التعمين، والعناصر التي تعمل على إنجاح التعمين.

وأدار الندوة الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للألياف البصرية محمد بن حارث البراشدي، وشارك بها كمتحدثين كل من سيف بن هلال الحوسني المدير الإقليمي لشركة مايكروسوفت-عمان، ومحمد بن أحمد الغريبي مدير تطوير القيمة المحلية المضافة في شركة تنمية نفط عمان، وعلي الهاشمي رئيس مجلس إدارة معهد تكنولوجيا عمان، ومستشار المشاريع راميش ماني.

وناقش المتحدثون في الندوة مجموعة من المحاور المهمة والمتعلقة بدور الكوادر الوطنية المؤهلة في قطاع الصناعة، إضافة إلى مناقشة التحديات التي تواجه قطاع الصناعة من ناحية التعمين، وإيجاد حلول مناسبة قصيرة وطويلة المدى في هذا المجال.