الحكومة السورية تبدي استعدادا لمبادلة سجناء مع الجماعات المسلحة

اشتباكات بين فصائل متشددة شمال غرب سوريا.. وأردوغان: نستهدف إقامة منطقة آمنة بعد "الرقة"

 

 

 

بيروت - رويترز

قالَ المرصدُ السوريُّ لحقوق الإنسان وقيادي في جماعة مُتشدِّدة إنَّ مُتشددين يُعتبرون مُقرَّبين من تنظيم الدولة الإسلامية اشتبكوا مع فصيل إسلامي مُتشدِّد مُنافس، أمس، بشمال غرب سوريا في صراع متصاعد على السيطرة.

وأضافَ المرصدُ -ومقره بريطانيا- بأنَّ جماعة جند الأقصى اشتبكتْ مع جماعة تحرير الشام حول كفر زيتا في ريف حماة الشمالي وقرب التمانعة وخان شيخون وتل عاس في محافظة إدلب الجنوبية. وأكَّد مسؤول في أحد الفصائل التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر الذي لم يشارك في مواجهات أمس وقوع القتال. واتهمت جماعة تحرير الشام في بيان جند الأقصى بالمسؤولية عن العنف والتنسيق مع الدولة الإسلامية ومهاجمة مقاتليها بتفجيرات انتحارية وسيارة ملغومة.

ويدور القتال بشكل أساسي في سوريا بين القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد التي تدعمها روسيا وإيران ومقاتلين شيعة وبين جماعات لمقاتلي المعارضة، تهدف للإطاحة به وبعضها يحظى بدعم الولايات المتحدة والبعض الآخر تدعمه تركيا أو دول خليجية عربية.

ومنذ أنْ استعادَ الجيش السوري السيطرة على مدينة حلب في ديسمبر تكتلت بعض الجماعات المسلحة بشمال غرب البلاد في شكل فصائل تقاتل بعضها البعض الآن للسيطرة على أراض وموارد. وتشكلت جماعة تحرير الشام في يناير بعد اندماج بين جبهة فتح الشام التي كانت فرع تنظيم القاعدة في سوريا وكانت تعرف باسم جبهة النصرة وعدد من الجماعات الإسلامية الأخرى. ووقع شقاق بين جند الأقصى وفتح الشام العام الماضي على الرغم من تحالفهما في السابق، وقالت مصادر من المعارضة المسلحة والمرصد السوري إنَّ فكرَ جند الأقصى أقرب لفكر تنظيم الدولة الإسلامية المنافس الرئيسي لتنظيم القاعدة. وتقاتل جماعة تحرير الشام وجند الأقصى تحالفا آخر من الجماعات الإسلامية المتشددة وهو أحرار الشام، كما تقاتلان الجماعات المعارضة التي تُحارب تحت لواء الجيش السوري الحر. وهاجمتْ الجماعات الإسلامية المتشددة الجيش السوري الحر لإرساله مبعوثيْن إلى مُحادثات السلام في قازاخستان الشهر الماضي.

وقال الرئيسُ التركيُّ رجب طيب أردوغان، أمس، إنَّ بلاده تستهدف إقامة منطقة آمنة داخل سوريا، مُوسِّعة بذلك عملياتها العسكرية لتشمل بلدتي الرقة ومنبج بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الباب إذا عملت مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وأضاف أردوغان -في خطاب له في البحرين بثه التليفزيون التركي على الهواء مباشرة- بأنَّ مساحة المنطقة الآمنة المزمعة ستتراوح بين أربعة آلاف وخمسة آلاف كيلومتر وستتطلب منطقة لحظر الطيران.

من جانبها، عبَّرت الحكومة السورية، أمس، عن استعدادها للموافقة على مبادلة سجناء لديها "بمختطفين لدى المجموعات الإرهابية" كإجراء لبناء الثقة قد يساعد طرفي النزاع على التحضير للمشاركة في محادثات السلام المزمعة. وأوردت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن الحكومة "تؤكد استعدادها لمبادلة مسجونين لديها بمختطفين لدى المجموعات الإرهابية رجالا ونساء وأطفالا مدنيين وعسكريين حرصا على كل مواطن سوري مختطف في أي مكان." وأشارت إلى أن ذلك يأتي في إطار الجهود التي تبذل من أجل الاجتماع المقبل في آستانة.

ولم يرد أي رد فعل فوري من جماعات المعارضة للحكومة السورية التي طالبت منذ فترة طويلة بإطلاق الحكومة السورية سراح السجناء لديها كخطوة إنسانية يجب أن تسبق الانخراط في أي مفاوضات سلام. وكانت وزارة الخارجية في قازاخستان قالت إنَّ دعوات وُجِّهت لوفدي الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة لحضور اجتماعات بشأن الأزمة السورية في العاصمة آستانة في 15 و16 فبراير.

ويُتوقَّع أن تبدأ جولة جديدة من مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية في 20 فبراير بعد أن اتفقت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الرئيسية في سوريا يوم الأحد على وفدها المشارك في المحادثات. وأجرت الحكومة السورية وجماعات المعارضة في وقت سابق من هذا الشهر عملية تبادل نادر لعشرات السجناء والرهائن من النساء وأطفالهم في محافظة حماة في شمال غرب البلاد.

تعليق عبر الفيس بوك