مبانٍ صديقة للبيئة

طاقة متجددة (8)

 

أحمد الشكيلي

 

لطالما سعينا في إيجاد بدائل جديدة للكهرباء الساكنة، وحلمنا أن نقوم بتشغيل أنوار منازلنا بدون استهلاك الكثير من الطاقة وإرهاق أنفسنا بدفع تكاليفها شهريا وها نحن اليوم نجد أنّ بالعلم المتقدم والعقل البشري المفكر حلولا نافعة في كيفية استغلال الضوء الطبيعي للشمس، وتسخيره لإنتاج الكهرباء بالمنازل والمباني باستخدام تقنيات وتصميم يقوم على توجيه المباني ناحية الشمس واختيار مواد ذات كتلة حرارية مناسبة في تشتيت الأشعة الضوئية مما يسمح بتخزين هذه الحرارة الناتجة في توليد الكهرباء بالمنزل بدون استخدام الضوء الصناعي وتسخين المياه أيضا من خلال استخدام خلايا ومولدات كهروضوئية وذلك ما نسميه اليوم بالمباني الخضراء أو المباني الصديقة للبيئة وهي مبانٍ تعتبر الأكثر كلفة مقارنه بغيرها من المباني العادية ولكنّها بالطبع الأكثر فاعلية والأكثر جودة على الإطلاق وذلك لأسباب عديدة ومنها أنّها قادرة على توفير الطاقة الكهربائية الصناعية بنسبة لا يستهان بها كما أشرنا أعلاه، كما أنّ هذه المباني تستخدم في بنائها مواد معاد تدويرها مثل الخيزران (البامبو) والخشب والحجر المعاد تدويره والمعادن المعاد تدويرها وغيرها الكثير من المنتجات غير السامة وغير الضارة بالبيئة وبالرغم من جميع هذه الإيجابيات المتعددة؛ إلا أنّه يبقى السؤال للجميع ما هي تكلفة هذه المباني وهل الجميع قادر على تطبيقها إلا أنّه بطبيعة الحال كلما زادت الجودة والتقنية الحديثة كلما احتاج الأمر المزيد من المال ولكن العائد يقدر بعشرة أضعاف على ما يتم إنفاقه مدى حياة المبنى كاملة، وذلك باستخدام مرافق أكثر فعالية والتي تؤدي إلى خفض فواتير الطاقة كاستخدام نوافذ عالية الكفاءة وعزل الجدران والأسقف والأرضيات وتصميم المبنى على استراتيجية تقوم بتوجيه ضوء النهار بفاعلية يمكن ذلك أن يقوم بتوفير المزيد من الضوء الطبيعي وتقليل الحاجة إلى الإضاءة الكهربائية خلال هذه الفترة. وعند التمعّن في أوضاعنا البيئية ومواردنا المحدودة ندرك أنّ حاجتنا للعمارة الخضراء أكثر عن الدول الصناعية المتقدمة بالإضافة لوجود الشمس والحرارة في معظم أيام السنة يعطينا فرصة ذهبية لتوظيفها في إنتاج الطاقة واستغلالها الاستغلال الأمثل. ولكن ما نراه اليوم في الدول المتقدمة وكيف أنهم استفادوا من هذه التقنية في إنشاء أضخم المباني العالمية كبرج (Coned Nast) الواقع في ساحة التايمز بنيويورك والذي يعتبر من أشهر الأمثلة على المباني المستدامة التي استخدمت أبرز التقنيات لتوفير الطاقة ومثيله برج (The Swiss re tower) في لندن على الرغم من التحديات الممكن أن تواجهها دولنا في إنشاء مثل هذه المباني إلا أننا نأمل في أن يتم تطبيقها على المدى القريب وأن تكون من ضمن مشاريعها المستقبلية والتي تسعى لإيجاد بدائل وحلول فعلية للطاقة الكهربائية المعتمدة على الوقود والغاز واللذين يعتبران من المصادر الناضبة وليست طويلة الأمد، واستثمارها للعوامل البيئية المحيطة بنا.

alshukaili@irecoman.com

 

* رئيس مجلس إدارة الشركة العالمية للطاقة المتجددة

تعليق عبر الفيس بوك