التفوُّق الدراسي

 

 

هلال الشكري

ينقسم الناس إلى أربع فئات من حيث الأعمال والضرائب المستحقة عليهم: فئة الموظفين، وفئة المهن الحرة كالأطباء والمحامين، وفئة أصحاب الشركات الكبيرة، وفئة المستثمرين. وفي القوانين الأمريكية، فإنَّ الموظفين وأصحاب المهن الحرة هم أكثر الفئات دفعا للضرائب، والشركات الكبيرة تدفع أقل نسبة، أما المستثمرون فهم لا يدفعون شيئا؛ لذلك فإنَّ معرفة الفارق بين الفئات لابد أن يكون واضحا للأبناء لتمكينهم من اختيار مسار حياتهم بشكل صحيح، وبحسب هذا التقسيم فإنَّ الثراء لا يمكن تحقيقه إلا بامتلاك شركات كبيرة أو العمل كمستثمرين؛ ذلك لأنهم يدفعون ضرائب أقل.

تشجيع الأبناء على التفوق الدراسي جيد، ولكن لابد أن يكون ذلك مع الوعي بأهمية التعليم المالي والتدرب على رؤية الحقائق من جميع الاتجاهات وتقبل كل وجهات النظر، وقد ضرب الكاتب مثالا للحقيقة بالعملة المعدنية التي تحتوي على ثلاثة جوانب هي الحافة والحدود والوجه ومعظم الأذكياء يعيشون على الحافة ليتمكنوا من رؤية الوجهين؛ فالوقوف على الحافة يعني الوقوف على موقع المراقبة لرؤية وجهي العملة، ورؤية كلا الوجهين تعني رؤية أكثر من وجهة نظر؛ فلكل شيء سلبياته وإيجابياته. وبهذا، قارن الكاتب بين الطلاب الأذكياء الذين لا يرون إلا وجها واحدا من العملة، وأولئك المتوسطين دراسيا ولكنهم يقفون على حافة العملة ويجازفون لمعرفة الوجهين المختلفين للعملة، يقول الكاتب: "قد يكون الطلاب الممتازون أذكياء في المدرسة، لكنهم ليست لديهم الشجاعة لتدشين وامتلاك وإدارة مشروع تجاري خاص بهم، وهم يلتحقون بالمدرسة ليصبحوا متخصصين، لا يعرفون سوى القانون أو المحاسبة أو المبيعات أو التسويق. وهم يعرفون كي يعملوا للحصول على شيك راتب، لكنهم لا يعرفون كيف يبنون مشروعا تجاريا ويجنون المال، هم أذكياء لكنهم يفتقرون للشجاعة ويخافون المخاطرة ولا يعملون إلا إذا دفعت لهم" (ص:97). كما أنَّ الكاتب استشهد بدراسات وكتب جاء فيه أن "الخريجين المتفوقين الذين يلقون خطب الوداع لا يغيرون العالم، لكنهم يديرونه بشكل جيد.. ليس مجرد حصولهم على تقدر امتياز يعني أنهم يستطيعون ترجمة إنجازهم الأكاديمي إلى إنجاز مهني" (ص:110)، ويعتبر الكاتب أن أحد الأسباب المؤدية إلى عدم نجاح المتفوقين في الأعمال هو أنهم "متأقلمون على الاعتقاد بأن ارتكاب الأخطاء أمر سيئ، ويشير إلى أنهم أغبياء، لذلك فهم يتجنبون المخاطرة بارتكاب الأخطاء" (ص:112). وبالتالي فإنَّ الكاتب يرى أنَّ الطلاب المتوسطين والذين لم يكملوا دراستهم الجامعية هم الأكثر نجاحا في عالم المال؛ نظرا لتعلمهم كيفية الحصول على المال منذ الصغر ولصبرهم وإصرارهم على النجاح، وقد أورد الكاتب قائمة من أغنياء العالم الذين لم يكملوا دراستهم الجامعية ولكن كان تعليمهم المالي سببا في جنيهم للثروة.

وفيما يلي بعض النصائح التي على الآباء العمل بها لتعليم أبنائهم تعليما ماليا:

- تشجيع الأبناء على تاسيس أعمال تخلق وظائف برواتب عالية.

- تعليم الأبناء بأن عناصر أي عمل تجاري هي: المهمة، القيادة، الفريق، المنتج، القانون، الأنظمة، الاتصالات والتدفق النقدي.

- تعليم الأبناء بأنَّ هناك دخلًا عاديًّا يهتم به الفقراء المعتمدون على رواتبهم فقط، ودخل استثمار ويهتم بهذا النوع الطبقة الوسطى وهو يشمل الرواتب والأوراق المالية ومكاسب على رأس المال، ودخل الأغنياء المعتمد على الكثير من الأصول والشركات ذات تدفق نقدي.

- ضرورة أن يتعلم الأبناء سبع كلمات أساسية متعلقة بالمال: الدخل، النفقات، الأصول (مشروعات تجارية، عقارات، أصول ورقية، سلع)، الالتزامات، الدين، التدفق النقدي ومكاسب رأس المال.

- ضرورة تعريف الأبناء بالطرق المختلفه للوصول إلى الغنى (كيف تصبح مليونيرا)، ومنها أن يكونوا أذكياء من الناحية المالية.

hilal.alshukri01@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك