الأثرياء في الدقم..!

يُوسف البلوشي

وَحْدَها الدقم التي يجب أن تَجْمع رجال الإعلام والاقتصاد والمال على حدٍّ سواء، دون ابتعاد أحدهما عن الآخر، إنْ كنا نريد أن نتغلب على كل التحديات والمنافسات الاقتصادية الراهنة في ظل هذه الظروف؛ فهي المنقذ ومخرجنا الوحيد بعيدا عن بورصة أسواق النفط.

مُبادرة سريعة وعاجلة وجميلة قامت بها جمعية الصحفيين العمانية خلال يومي 31 يناير وحتى الأول من فبراير، في أن تأخذ أكثر من سبعين صحفيا وإعلاميا ومراسلا صحفيا تحت مُسمَّى "ملتقى المراسل الصحفي"، وهو الهُوية الوحيدة للجمعية الذي عُرف بها، جلبتهم إلى الدقم، وكلي يقين عادوا خلال المدة القصيرة بصورة كبيرة ممتدة لمستقبل الدقم وعظمة مشاريعها، وما الواجب علينا جميعا لجعل الدقم مدينة الثراء.

هذه المدينة الواعدة في طرف الصحراء، يحفها بحر عمان من الشرق، مستقبلها مرهون بتعاضد أبنائها على إنجاحها وعلى المستثمرين المحليين قبل قدوم أي مستثمر خارجي، ومن ثمَّ يعتمد على أصحاب الثراء والمال وقناعتهم بوضع موازناتهم في هذه البقعة من العالم.

قبل أنْ نركِّز على الدقم كوجهه اقتصادية عالمية يجب أن نركِّز عليها كوجهة لا تغيب عنها كاميرا المحطات التليفزيونية وذبذبات الإذاعات الإقليمية، فكلُّ ما ضخ فيها من أموال على المدى القصير، يجب أن يُوظَّف بالشكل السليم بالتوازي مع دور الإعلام في التعريف بها، وتسهيل مهمة المستثمرين للدخول إلى الدقم من باب الاستثمار الواسع.

من مشاهد زيارتي إلى الدقم، مُؤخرا، رأيت أحدهم يجري مسرعا ليلحق الباص المقل إلى الطائرة بمطار جعلوني بالدقم، يحمل طفله وعصيرا كان يناوله الطفل، دخل ليأخذ مقعده بصحبة أسرته على مقاعد الدرجة السياحية، وعند سؤالي عنه قيل إنه الصيني علي شاه رئيس مجلس إدارة شركة "وان فانج عمان" التي تُعتبر المستثمر الرئيسي في المشروع الذي سيُقام على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 11.7 كيلومتر مربع.

حيث يبلغ عدد المشاريع التي سيتم تنفيذها بالمدينة حوالي 35 مشروعا؛ بينها: 12 مشروعا في مجال الصناعات الثقيلة تتضمَّن إنتاج الخرسانات التجارية، ومواد البناء والصناعات المرتبطة بها، وإنتاج الزجاج المصقول وإنتاج الميثانول ومواد كيميائية أخرى، ومعالجة صهر الصلب، وإنتاج الألمنيوم، وإنتاج إطارات السيارات، ومشروع مواد البناء للحماية من المياه والتآكل، واستخراج الماغنيسيوم من مياه البحر ومشاريع كيميائية عطرية...وغيرها.

وفي مجال الصناعات الخفيفة، سيتم تنفيذ 12 مشروعا تتضمَّن إنتاج واحد جيجا واط من وحدات الطاقة الشمسية، وواحد جيجا واط من البطاريات، وتجهيز عشرة آلاف من سيارات الدفع الرباعي الخاصة، وإنتاج أدوات وأنابيب النفط والغاز والحفر، وإنتاج نصف مليون طن من الألواح الملونة، وتجميع الدراجات، وإنتاج الملابس، وإنتاج الألعاب، إضافة إلى مشروعات أخرى متنوعة.

كما سيتم تنفيذ ثمانية مشاريع في المناطق متعدد الاستخدامات؛ من بينها: مركز تدريب، ومدرسة ومستشفى ومكاتب ومركز رياضي، وفي المنطقة السياحية سيتم إنشاء فندق من فئة الخمس نجوم. هذا إضافة إلى مصفاة النفط ومشروعات الصناعات البتروكيماوية.

ليس بغريب مشاهدة مثل هذا المستثمر "الهامور" في الدقم بين مجموعة الناس الذين تراهم يوميا بالدقم يتجوَّلون بين مشاريعهم؛ سواء في الحوض الجاف أو ميناء الدقم أو مصافي النفط الدقم وسيباسك، والذين يحتاج أن تكون لهم رعاية خاصة واهتمام منقطع النظير.

إذن، الدقم بلد الأثرياء الذين يجب أن نسخِّر كل إمكانياتنا الإعلامية والاقتصادية لأجلها؛ لتنافس المناطق الصناعية الأخرى بدول المنطقة؛ لما تتمتع به من موقع إستراتيجي مميز.