ليس بالضرورة أن يكون كل يتيم بحاجة إلى دعم مادي ونتوخى الدقة في استيفاء البيانات

مظلة الرعاية تمتد إلى الخارج وهناك حالات تتلقى كفالة شهرية في فلسطين والسودان وإندونيسيا وتايلاند واليمن

قالت عزة إبراهيم المقبالية رئيس قسم كفالة الأيتام بالهيئة العمانية للأعمال الخيرية إنَّ حجم مبالغ الأيتام يختلف من سنة إلى أخرى؛ نظرًا لتزايد عدد الأيتام أو تناقصهم، لكن في الفترة الحالية يوجد داخل السلطنة قرابة 5 آلاف يتيم، ينفق على كل منهم سنويًا مبلغ قدره 420 ريالاً عمانيًا، أما خارج السلطنة فعددهم يصل قرابة 1320 يتيماً، ينفق على كل يتيم مبلغ قدره 300 ريال عُماني.

وأوضحت المقبالية في حوار مع "الرؤية أن الأيتام في السلطنة ينتمون لأسر متنوعة سواء ميسورة أو متوسطة الدخل أو شبه معدمة، وجميعهم لا يعيشون فرادى بل مع أسر وذلك بفضل تماسك مجتمعنا العماني والتزامه بالعادات والتقاليد الإسلامية السمحة كما أنَّ الحكومة الرشيدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه - مُمثلة في الجهات الحكومية وبعض الجهات الخاصة ترعى الأيتام وتقدم لهم كافة التسهيلات التي توفر لهم حياة كريمة، وأضافت أنه ليس بالضرورة أن يكون كل الأيتام بحاجة إلى دعم مادي، لذلك فإنَّ الهيئة تحرص على توخي الدقة عند استيفاء بيانات الأيتام الذين يتقدمون من أجل الحصول على معونة أو كفالة شهرية ولها في هذا الشأن وسائلها التي تتعرف من خلالها على كافة التفاصيل المُتعلقة بحالة اليتيم واحتياجاته.

الرؤية – محمد قنات

لتُعطينا نبذة مختصرة حول دور قسم الأيتام بالهيئة العمانية للأعمال الخيرية

تقوم الهيئة من خلال هذا القسم بتقديم إعانات مالية شهرية للأيتام المحتاجين، وذلك منذ بداية وقت الكفالة وحتى بلوغ اليتيم سن الثامنة عشرة. ويشمل هذا البرنامج أيتامًا من داخل السلطنة وخارجها. وقيمة الإعانة الشهرية المُقدمة لكل يتيم داخل السلطنة مدرج ضمن قائمة البرنامج تساوي 35 ريالاً عمانيًا، أي 420 ريالا عمانيا سنوياً، وتتم متابعة الأيتام المدرجين ضمن قائمة البرنامج والاطمئنان على حالتهم من خلال الاتصال بأولياء أمورهم وتجديد بياناتهم بشكل دوري.

ماهي الأهداف الرئيسة التي تنطلق منها الهيئة:

 أُنشئت الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية بموجب المرسوم السلطاني (6/96)، الصادر في 9 يناير 1996، ونصَّ المرسوم على أنَّها هيئة أهلية للأعمال الخيرية، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري. والموقع الرئيسي في مُحافظة مسقط، بمنطقة الخــوير، وما زالت الهيئة العمانية للأعمال الخيرية تواصل جهودها بخطى ثابتة منذ أن تأسست من أجل تحقيق أهدافها النبيلة وغاياتها السامية التي أنشئت من أجلها، والتي تتمثل في تلقي وجمع التبرعـات والهبـات وغيرها من الأموال المبذولة تعبدًا أو تطوعًا؛ وذلك من أجل إيصالها إلى مستحقيها، ودعم وتمويل المشروعات التي ترعى الطفولة أو الأيتام أو العجزة، ومشروعات وبرامج الرعاية الاجتماعية التي تعود بالنفع على المواطنين، إلى جانب تقديم المساعدات العاجلة (الإغاثة) للمُتضررين داخل السلطنة أو خارجها – سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات -من الكوارث أو الحرائق أو الحوادث، وتقديم المساعدات للمؤسسات الاجتماعية والخيرية والفقراء والمحتاجين داخل السلطنة، وخارجها أحيانًا.

ماهي الفئة التي تستحق الدعم المالي... وأنواع الرعاية المقدمة للأيتام ؟

بداية يجب أن نعرف أولاً من هو اليتيم؛ فاليتيم شرعاً هو: من مات عنه أبوه وهو صغير لم يصل سن البلوغ، ويستمر وصفه باليتم حتى يبلغ18 سنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُتْمَ بعد الاحتلام"

وفيما يتعلق باليتيم في سلطنة عُمان فإنِّه وبشكل عام يلقى رعاية خاصة واهتمامًا بما يضمن العيش الكريم وتتعدد الجهات التي تُقدم رعاية لهذه الفئة وتأتي الهيئة العمانية للأعمال الخيرية في مُقدمة هذه الجهات بما توفره لليتيم من برامج رعاية خاصة.

وهنا نود أن نبين جانباً مهمًا وأساسياً فيما يتعلق بفئة الأيتام التي تستحق الإعانة بمختلف أنواعها فليس كل يتيم يكون مستحقاً لدعم مادي ومالي فربما يكون منتمياً لأسرة ميسورة وغير ذات عوز ولها من مصادر الدخل ما يُغنيها عن استحقاق أي معونة مالية.

لذلك فإنَّ الهيئة تكون حريصة أشد الحرص في توخي الدقة عند استيفاء بيانات الأيتام المُتقدمين للحصول على معونة أو كفالة شهرية ولها في هذا الشأن وسائلها وطرقها الخاصة ابتداءً من دراسة الحالة التي تتم وفق استمارة أعدت لهذا الشأن تتضمن بيانات ومعلومات تخدم المُختصين في الهيئة عند دراسة الطلبات ويتطلب ذلك إرفاق بعض المستندات والوثائق الرسمية مثل شهادات الميلاد والشهادات الدراسية وشهادة الراتب الذي يتقاضاه اليتيم أو أسرته (إن وجد) أو أيّ مصدر دخل آخر، كما أنّ بعض أجزاء هذه الاستمارة قد تتطلب التصديق من بعض الجهات الحكومية ذات العلاقة.

واستطاعت الهيئة من خلال مكتبها الرئيسي وفروعها في بعض المحافظات وكذلك من خلال بعض المواطنين المتعاونين أن تصل إلى أكبر عدد من الأيتام المُستحقين للكفالة المالية لكي تقدم لهم رعايتها المالية وفق ضوابط وشروط الاستحقاق وهنا تُشيد الهيئة بدور بعض المؤسسات الحكومية التي تتعاون معها وتزودها بقوائم وكشوف الأيتام مثل دوائر التنمية الاجتماعية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية وكذلك بعض المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم إضافة إلى بعض الجمعيات والفرق الأهلية المرخص لها من قبل وزارة التنمية الاجتماعية.

وفي الوقت الحالي فإنَّ الهيئة ووفق المُتاح لديها تُقدم رعاية للأيتام تتمثل في الكفالة المالية وهي عبارة عن مبلغ شهري يُصرف لليتيم مع نهاية كل شهر ميلادي من خلال إيداع المبلغ في الحساب البنكي الخاص باليتيم نفسه أو أمه فقط لضمان حق اليتيم، كما أنَّ الهيئة تصرف لليتيم مبلغاً في المناسبات مثل العيدين الفطر والأضحى وكذلك عند افتتاح المدارس مع بداية العام الدراسي.

-كيف يتم التعامل مع حقوق الأيتام المالية؟

نظرًا لأنَّ أنشطة ومُساهمات الهيئة مُتعددة ومُختلفة فإنَّ لكل نشاط حساباته البنكية المخصصة لذا فإنَّ المبالغ التي تخص كفالة الأيتام يتم حفظها في حسابات بنكية مُخصصة تستقبل فقط مبالغ الكفالة والتبرعات التي ترد للهيئة للأيتام ومن ثمَّ يتم الصرف منها للأيتام بطريق التحويل البنكي المُباشر على رقم حساب اليتيم أو أمه وفق كشوف تصدر من قسم الأيتام بالهيئة بعد أن يتم إعدادها وفحصها وتدقيقها.

-هل يوجد تنسيق بين الجهات الحكومية الأخرى فيما يتعلق بالأيتام وكيف يتم استثمار أموال الأيتام؟

التنسيق القائم في الوقت الحاضر هو فقط مع دوائر التنمية الاجتماعية المنتشرة بمحافظات وولايات السلطنة من حيث تزويد الهيئة بقوائم الأيتام من ذوي الدخول المتدنية جدًا والتي بحاجة ماسة إلى الدعم المالي من خلال الكفالة الشهرية كذلك يتم في بعض الأحيان الاستعانة بدراسات الحالة المتوفرة لديهم لبعض الأسر التي تتقدم بطلب صرف كفالة ليتيم.

-ما هو وضع الأيتام بالسلطنة من الناحية الاجتماعية؟

بطبيعة الحال فإنَّ أوضاع الأيتام في السلطنة حالها كحال الأيتام في بقية دول العالم من حيث انتمائهم لأسر ميسورة الحال أو متوسطة الدخل أو شبه معدمة كما أنّه ولله الحمد فإنَّ جميع الأطفال الأيتام في السلطنة تقريباً لا يعيشون فرادى بل يعيشون في أسر ومنبع ذلك هو تمسك مجتمعنا العُماني بالعادات والتقاليد الإسلامية، كما أنَّ الحكومة الرشيدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة مُمثلة في الجهات الحكومية وبعض الجهات الخاصة ترعى الأيتام وتقدم لهم كافة التسهيلات التي توفر لهم حياة كريمة.

-هل توجد رعاية من قبلكم لأيتام في دول أخرى؟

من مُنطلق أنَّ المسلمين إخوة فإنّ مظلة الرعاية التي تُقدمها الهيئة تمتد إلى خارج سلطنة عُمان فهناك حالات أيتام تتلقى كفالة شهرية من الهيئة في كل من (فلسطين – السودان – إندونيسيا – تايلند – اليمن) حيث تخضع هذه الحالات لشروط وضوابط وإجراءات دقيقة تتحرى فيها الهيئة مدى استحقاقها للكفالة وكذلك لتأمين طريق واضح ورسمي لوصول مبلغ الكفالة إليهم وكثيرًا ما يتم الاستعانة بسفارات السلطنة أو قنصلياتها في هذه الدول للتنسيق في هذا الشأن.

-ماهي الجهود التي تقوم بها الهيئة لكسب مزيد من الجهات الداعمة

تسعى الهيئة إلى تحسين كافة خدماتها التي تُقدمها بشكل عام وفي مجال كفالة الأيتام بشكل خاص وحيث إنّ هذا العمل إنساني بحت فإنَّ الهيئة تتقدم بالشكر الوافر لكافة الجهات الداعمة لأعمالها وكذلك إلى الأشخاص (المُتبرعين) الذين يدفعون مبالغ الكفالة إلى الهيئة مناشدين الجميع المسارعة إلى هذا الوجه من وجوه الإنفاق في البر وهو كفالة الأيتام كما أننا نرجو من الباحثين والمُهتمين بشأن الأيتام أن يقوموا ببعض الدراسات البحثية في مجال الأيتام وشؤونهم بما يخدم ويُساعد الهيئة للاسترشاد بنتائج هذه الدراسات والبحوث في تعزيز وتطوير الخدمات التي تُقدمها الهيئة للأيتام بما يتواكب ومستجدات الحياة اليومية.

وختاماً فإننا نجدد العهد والولاء لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله – بأننا لن ندخر جهدًا في سبيل خدمة وطننا الحبيب عُمان وأن الهيئة تسير أعمالها وفق السياسات والتوجيهات التي رسمتها لها الحكومة الرشيدة.

-لتعطينا نبذة مختصرة عن أنواع المساعدات التي تقدمها الهيئة بصورة عامة

تتنوع المساعدات التي تقدمها الهيئة فمنها النقدية والعلاجية والمساعدات الدراسية والإسكانية والمساعدات الغذائية والإغاثة وكفالة الأيتام التي يتولى شؤونها قسم كفالة الأيتام الذي نحن بصدد الحديث عنه حيث يقوم القسم بكافة الأعمال المتعلقة بكفالة الأيتام والتي تنقسم إلى مجالين رئيسيين وهما: استقبال واستقطاب المتبرعين بالمبالغ النقدية وحفظها في الحسابات البنكية المخصصة والمجال الآخر هو صرف مبالغ الكفالة للأيتام المستحقين بعد استيفاء الإجراءات المحددة وبآلية مقننة.

وبرنامج كفالة الأيتام هو أحد الأقسام المنبثقة من سلسلة البرامج الخيرية التي تديرها الهيئة وعددها 7 برامج في الوقت الحالي ويلقى اهتماماً ورعاية، الأمر الذي يُساعد على أداء مهامه واختصاصاته آخذا في الاعتبار جوانب الإنماء المهني والتطوير في آليات ونظم العمل بما يتواكب وكافة المستجدات لخدمة الأيتام.