حان دوركم يا طلاب الجامعة

 

نبيل الشكيلي 

 

كحق لا ينكره عاقل أبدأ مقالي بتوجيه الشكر السامي إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – حفظه الله ورعاه- والذي بكل حق واقتدار رائد الأعمال الأول في سلطنة عمان، ولن أتطرق في كلمتي هذه إلى ريادته في تأسيس هذه النهضة المباركة خشية ألا أعطي الموضوع حقه، وإنما سأقتصر الكلمة على ريادة جلالته لفكرة إنشاء جامعة السلطان قابوس، والتي هي من أجل ثمرات نهضة عمان. فقد أعلنت الحكمة السامية عزمها إنشاء الجامعة من خلال الخطاب السامي بمناسبة العيد الوطني العاشر 18 نوفمبر 1980 لتكون خيارا وطنيا لزيادة عدد الحاصلين على الشهادات الجامعية، وتقنين عدد المبتعثين إلى الخارج لما في ذلك من آثار اجتماعية واقتصادية وسياسية وغيرها. فنجد أنّ فكرة إنشاء الجامعة وضعت حدا لمعاناة الغربة والمغتربين وأوجدت حلا لأزمة قلة عدد فرص الابتعاث الممنوحة، ومع ذلك كادت فكرة وجودها أن توأد في مهدها عندما طرح فكرتها السلطان قابوس لبعض مستشاريه الذين ارتأوا تأجيل إنشائها لجسامة التحديات آنذاك، ومع ذلك فعند افتتاحها 1986 لم تكن تضم سوى 5 كليات إلى أن صار عددها اليوم 9 كليات وعدة مراكز وعمادات، وكان عدد مخرجاتها في أول دفعة 557 طالبًا وطالبة أما اليوم وحتى نشر المقال  فصارت تخرج ما يناهز 3000 طالب وطالبة مع ما يتطلبه ذلك النمو من زيادة في حجم الكادر الأكاديمي والإداري، كل ذلك كان على امتداد الثلاثين عاما التي مضت منذ افتتاحها.

ولم تقف به العزيمة المتوقدة إلى رسم لنا هذا الأنموذج الرائع في ريادة الأفكار بل أتبع تلك العزيمة عزيمة في تهيئة المناخ لبزوغ فجر ريادة الأفكار لتكون ريادة أعمال ناجحة فكانت توجيهاته ذات النظرة الثاقبة لجميع أجهزة الدولة ومسؤوليها ثم إلى المجتمع بأسره نحو الأخذ بأيدي الشباب ليكونوا رواد أفكارهم وأعمالهم، وبتهيئة المناخ الصحي والجاذب والداعم والآمن لهم ليطرحوا أفكارهم ويجتهدوا من أجل تجسيدها أعمالا يكونون هم روادها لما في ذلك من خير لهم ولأسرهم ولمجتمعاتهم وللوطن أجمع، فأصدر أوامره السامية بإقامة ندوة الشامخات بولاية بهلا، فكان ذلك التجمع الوطني من مسؤولي الدولة وموظفيها وأطياف المجتمع المدني ومن رجال أعمال وباحثين والتي لم تكن لشيء آخر سوى لإنفاذ تلك الرغبة الأكيدة لدى صاحب الجلالة بأن (مهدوا لأبنائي وبناتي ريادة أفكارهم لتأسيس أعمالهم الحرة).

ولا أدل على المتابعة الشخصية لجلالته لمجريات الندوة ولنتائجها من ذلك الإصرار المتصاعد بجعلها تخرج بقرارات نافذة باركتها حكمته بإطار هدفي وزمني واضحين (القرار؟ ومن سينفذه؟ ومتى؟).

وما فتئ جلالته يتبعُ ذلك الإصرار إصرارا، فأمر بعد عامين بعقد ندوة لمتابعة تنفيذ نتائج ندوة الشامخات، فكان عقدها بالمركز الثقافي بهذه الجامعة الفتية، والتي تحمل دلالة واضحة لنداء صاحب الجلالة لكم أبناء وبنات جامعته الفتية (حان دور ريادتكم طلاب الجامعة).

فهبوا إخواني وأخواتي طلاب الجامعات لتتقلدوا أماكنكم في السوق متميزين بإبداعاتكم وبأعمالكم الحرة التي هي نتاج أفكاركم الرائدة، تتلمسون بها حلولا لإشكاليات أفرزتها الحياة المعاصرة المتسارعة وأصبح التمدد العمراني والسكاني أحد تحدياتها؛ فقط علينا أن نستثمر حصيلتنا العلمية والمعرفية ونُفعَّلها مع ملكاتنا العقلية لنستنبط حلولا واقعية نساهم بها مساهمة فاعلة تستفيد منها الأجيال القادمة وحينها نقول (كان دور ريادتنا طلاب الجامعة).

 

 

nabil@alazhersupplies.om

 

تعليق عبر الفيس بوك