المسروري: تصنيع ألبان الإبل لأول مرة .. وتقييم التجربة خلال الفترة الأولى

البكري: جهود حثيثة للنهوض بالقدرات الإنتاجية وتطوير الصناعات الغذائية

المزروعي: المناخ الاستثماري في السلطنة "مناسب جدا" لجذب هذه التجارب المميزة

الشنفري: "العمانية للاستثمار الغذائي" تواصل تنفيذ مشاريع تهدف لرفع نسب الاكتفاء الذاتي

مسقط - العمانية

عقدت شركة المروج للألبان (قيد التأسيس) أمس اجتماع جمعيتها العامة التأسيسية بقاعة النخيل بوزارة الزراعة والثروة السمكية، وهي إحدى الشركات التي تقوم حاليًا الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة بإنشائها ضمن مشاريعها المُعتمدة في إستراتيجيتها والتي تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي للسلطنة في مُختلف المجالات.

واستعرض الاجتماع المواضيع المدرجة على جدول أعماله والمتمثلة في دراسة تقرير اللجنة التأسيسية عن الإجراءات المتخذة لتأسيس الشركة ودراسة النفقات الخاصة بتأسيس الشركة والموافقة عليها وانتخاب أعضاء أوَّل مجلس إدارة للشركة وتعيين مُراقب الحسابات للسنة المالية الأولى وتحديد أتعابه.

وقال معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية إنَّ المشروع له أبعاد اجتماعية واقتصادية وبيئية أو فيما يتعلق بالأمن الغذائي وتوفير فرص عمل، معربًا معاليه عن أمله في أن يحقق هذا المشروع أهدافه التي أنشأ من أجلها. وأكد معاليه في كلمته أهمية هذا المشروع الوطني الهام والذي سوف يخدم قطاع الثروة الحيوانية في مُحافظة ظفار خاصة، وأنه يهتم بجمع وتصنيع حليب الإبل والأبقار وبذلك سوف يساهم في سد بعض احتياجات البلاد وتوفير مصادر دخل للمربين. وأشار معاليه إلى أنّ هذا المشروع الحيوي سوف يخدم كذلك قطاع الثروة الحيوانية وتنميته في مُحافظة ظفار ويساهم في توفير الألبان وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي للسلطنة إضافة إلى إيجاد فرص عمل للشباب العماني ومكافحة التصحر. وبين معاليه أنَّ هذا المشروع فريد من نوعه من حيث طبيعته ونوعه، لأنه يعتمد على جمع الألبان من المربين، وقد تم اختيار محافظة ظفار كونها تمتاز بتوفر ثروة حيوانية كبيرة من الأبقار والإبل.

وقال سعادة الدكتور راشد بن سالم المسروري رئيس اللجنة التأسيسية للمشروع إن اللجنة التأسيسية الأولى التي تشكلت بقرار من معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية أكدت على أهمية إقامة مشروع تجريبي في المرحلة الأولى تليها المرحلة المتكاملة حسب ما أوصت دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية التي قامت بها الشركة الوطنية العمانية لتنمية الثروة الحيوانية، وبذلت جهودًا كبيرة خلال الفترة الماضية من أجل إنجاز أعمالها في الوقت المحدد. وأضاف سعادته أن شركة المروج للألبان تهدف إلى تطوير قطاع الثروة الحيوانية بمُحافظة ظفار، وأن هذا المشروع له بعد اجتماعي وتنموي وبيئي؛ حيث يهدف إلى ضمان توفير دخل لدى مُربي الثروة الحيوانية وتطوير إنتاجهم. وتابع سعادته أنَّ شركة المروج سوف تقوم ولأول مرة بتصنيع ألبان الإبل، مؤكدًا أنَّ الشركة سوف تبدأ بمشروع تجريبي وسوف يتم تقييم التجربة خلال هذه الفترة.

من جانبه، قال سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة إنّ المشروع يأتي ضمن المشاريع التنموية المتطورة والرائدة التي تتبناها سياسات الوزارة بهدف تعزيز التنمية المستدامة في مجال الإنتاج الحيواني والموارد الغذائية بالسلطنة. وبين سعادته أنّ هذا المشروع يدخل ضمن إستراتيجيات الوزارة وخططها الطموحة بالعمل على النهوض بالقدرات الإنتاجية وتحسين وتطوير الصناعات الغذائية والتي تشمل صناعات الألبان وتطبيق متطلبات الجودة والممارسات الصحية والتصنيعية الجيدة وفق المتطلبات والمواصفات القياسية العالمية. وأضاف سعادته أن هذا المشروع سيعمل على تحديث النُظم التسويقية للمنتجات الزراعية بمعنى العمل على الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والثروة الحيوانية والإمكانيات المتاحة لتنمية قطاع الألبان في السلطنة، الأمر الذي من المؤكد سيكون له انعكاسات ومردود إيجابي على ترقية وتحسين الأوضاع والنمط المعيشي لمربي الثروة الحيوانية وخاصةً صغار المربين.

وأكد سعادته أن المشروع سيسهم في زيادة حجم الإنتاج المحلي ونسبة الاكتفاء الذاتي من الغذاء واستثمار القدرات البشرية الوطنية في تنفيذ المشروع، متمنيًا أن يؤدي إلى تحقيق مساهمة ملموسة في تنمية الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص عمل مستدامة للمواطن العماني.

وقال سعادة محمد بن عبيد المزروعي رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي إن الهيئة تشارك في هذا المشروع نظرًا لقناعتها بأهميته من ناحية تنمية وتطوير قطاع الثروة الحيوانية والنهوض بمربي الثروة الحيوانية بمحافظة ظفار، كما إن الهيئة تساهم في العديد من المشاريع الاستثمارية في السلطنة بالتعاون مع الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة وتأمل الهيئة أن يحقق هذا المشروع الأهداف المرجوة. وأشار سعادته إلى أنَّ المناخ الاستثماري في السلطنة مناسب جدًا ومهيأ للاستثمار وأن الهيئة لديها تجارب سابقة في عدد من المشاريع والتي حققت نجاحًا باهرًا.

وقال المهندس صالح بن محمد الشنفري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة إن الشركة وضمن إستراتيجيتها المعتمدة تقوم بتنفيذ عدد من المشاريع الهامة والتي تهدف إلى رفع نسب الاكتفاء الذاتي من بعض السلع الغذائية، وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي للسلطنة وايجاد فرص عمل للشباب العماني. وأضاف أن شركة المروج للألبان تتمتع بخصوصية معينة، بحكم أن لها بعد اجتماعي وتنموي كونها تهتم بصغار مربي الثروة الحيوانية بمحافظة ظفار، وتهدف إلى تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية من خلال إيجاد مصدر دخل لهم، إضافة إلى تنمية قطاع الثروة الحيوانية بالمحافظة وتطوير صناعة الألبان والمساهمة في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر تشجيع الشباب على إقامة مشاريع. وأشار إلى أن وزارة الزراعة والثروة السمكية قد خصصت أرضًا بمساحة 45 ألف متر مربع لهذا المشروع وذلك في محطة البحوث الحيوانية التابعة للمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة ظفار.

وأكد الشنفري أن شركة المروج للألبان تهدف إلى جمع حليب الأبقار والإبل المنتج من القطاع التقليدي بمحافظة ظفار من المربين وتصنيع منتجات الألبان، ويهدف إلى تجميع حوالي 26 ألف طن سنويًا عند اكتمال طاقته الإنتاجية. وبين أن المشروع في مرحلته التجريبية سوف يكون لديه 5 نقاط تجميع في السهل والجبل وتستمر هذه المرحلة حوالي 2-3 سنوات وخلال هذه الفترة سوف يتم تقييم التجربة واتخاذ القرار المناسب بشأن المشروع في شكله النهائي.

وقال المهندس سالم بن سيف العبدلي مدير تطوير الأعمال بالشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة ورئيس الفريق الفني لمشروع تجميع وتصنيع الألبان بمحافظة ظفار إن الفريق قام بدراسة كل البدائل والخيارات المتاحة وكان أفضلها هو قيام الشركة الجديدة بالبدء بمشروع تجريبي (Pilot project) من خلال قيامها بجمع الألبان الخام من المربين. وأضاف أنه تم اختيار (5) نقاط تجميع من ضمنها مركز لتجميع وتبريد الألبان بولاية صلالة بحيث تقوم شركة المروج ببيع الحليب الخام إلى شركة أعلاف ظفار بسعر متفق عليه وذلك خلال فترة المشروع التجريبي والذي سوف يمتد لمدة 2-3 سنوات ومن ثم سوف يتم تقييم التجربة من كافة النواحي ويتخذ القرار المناسب.

بينما أكد الشيخ مسلم بن سعيد قطن رئيس مجلس إدارة الشركة المنتخب أن الثقة التي حظي بها من المساهمين، تعد تكليفًا وطنيًا غاليًا وتحتم على الجميع بذل المزيد من الجهد لإنجاح هذه المرحلة والسعي لتضافر الجهود كافة.