مسقط - عبدالله الرحبي

تصوير/ يوسف العويسي

يستقطبُ مهرجان مسقط نخبة من الحرفيين الذين يتمتعون بمهارة فائقة في العمل الحرفي، ولهم بصمة بمنتجاتهم التي تُشكِّل عاملَ جذب لزوار المهرجان؛ ففي متنزه العامرات، وفي أحد أركان القرية التراثية، يتواجد الحرفي خليفة بن سالم الهادي والذي يُجيد التعامل مع الأخشاب والسعفيات والنحاسيات والأعمال المرتبطة بها، في نماذج ذات أشكال متعددة تمزج الحداثة والتطور بروح الأصالة.

يقول الهادي إنَّه كان شغوفاً من صغره بالتراث والعمل الحرفي، وكثيرا ما يشاهد المنتجات الحرفية بنمطها القديم وراودته جملة من الأفكار لتجويد العمل الحرفي بأسلوب معاصر وحديث، ليأخذ طابع العصر، ويعبر عن الهوية التراثية العمانية مع الحفاظ على المضمون، مع إدخال العناصر الحديثة لكي تعطي الطابع العصري، بعدها انطلق في عمله الحرفي واعتمد على ذاته.. ويضيف: أركز على المصنوعات الخشبية بكافة أنواعها، وأبرز ما عندي طاولة الضيافة وهي ما نسميه محليا "صينية الفوالة" وهي مصنوعة من قطعة خشب مغطاة بالسعف بشكل تراثي مطرزة بالجوانب بقطع من "زور النخيل"، تتوسطها مجموعة فتحات لوضع الفناجين ودلة القهوة ووضع ما تيسَّر من الطعام، وأسعارها متفاوتة تصل لأكثر من 100 ريال، كما أصمِّم علبة محارم من السعف مطرزة بالصدف والنقوش، والبراويز ذات الصفة الجمالية، كما يوجد لديَّ مناديس مجسمات مباخر علي شكل خنجر وعلى شكل الباب التراثي وشكل قنديل، وأيضا مشغولات نحاسية متعددة، وما يميِّز صناعاتي أنَّني أستخدم خامات البيئة في إنتاجها، ومزجها بالحداثة.

ويكمل بقوله: كانت لي مشاركات محلية تمثلت في معرض إبداعات عمانية ومشاركة في المهرجان الحرفي والمهرجان البحري ومعارض أخرى بالكليات ومعارض بجامعة السلطان قابوس، إضافة إلى المعارض التي تنظمها الوزارت أو المؤسسات الخاصة أو عن المشاركات الخارجية شاركت في معرض بالكويت عن الموروث الشعبي وآخر في قطر مهرجان كتارة التراثي، ولدى مشاركتان في مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي، وهذه المشاركات بكل تأكيد تشكل رافدا قويا في تعزيز مهارتي الحفرية واكتسب مهارات جديدة من حرفيين لهم باع طويل في الفن والإبداع.

ويشير إلى أنَّه يقوم بتنظيم مجموعة من الورش لطلاب المدارس في كيفية التعامل مع الأخشاب وتحويل القطعة الخشبية إلى مجسم أيًّا كان نوعه وفقا لخطوات معينة حتي يخرج العمل بصورته النهائية مع إضافة اللمسات الجمالية.